يمر الدوري المصري الممتاز لكرة القدم في موسمه الجديد بحالة تميزه عن باقي الدوريات العربية والعالمية، إذ لم يحدث إلا في استثناءات قليلة أن انطلقت المسابقة في شهر أكتوبر/تشرين الأول ليتزامن مع انتهاء عدد لا بأس به من الجولات الرياضية في الدوريات الأخرى.
لوبعد أن أصر اتحاد الكرة المصري على إقامة بطولة “كأس مصر”، ثم السوبر المحلي، بعد انتهاء الدوري في أول أغسطس/آب الماضي ازدحمت أجندة المسابقات المحلية، ما لم يدع مجالا لراحة اللاعبين، لا سيما الأندية التي وصلت إلى مراحل متقدمة في بطولة “كأس مصر” والبطولات الأفريقية مثل الأهلي والزمالك.
وتشهد النسخة الـ 57 للدوري الممتاز مشاركة 18 فريقاً خلافا للموسم الماضي الذي كان العدد فيه قياسيا بمشاركة 20 فريقاً.
وساهم توقف المسابقة الموسم الماضي لمدة 50 يوماً بسبب أحداث استاد الدفاع الجوي، في طول أمد البطولة لتنتهي في أغسطس بعدما خيم عليها شبح الإلغاء على غرار موسم 2011-2013، و2012-2013.
أما الموسم الحالي فيشهد ضغطا لجدول المسابقة في ظل الارتباط الخارجية للمنتخبين الأول و الأولمبي و بقية الأندية في الموسم الجديد للبطولات الأفريقية، فإن هناك استعداد كبير من جانب عدد كبير من الأندية للمنافسة بقوة.
وصعد إلى الدوري في الموسم الحالي 3 أندية هي أسوان وغزل المحلة والإنتاج الحربي.
وحرصت غالبية الأندية على تدعيم صفوفها بقائمة كبيرة من اللاعبين، فيما لم يتجنب الأهلي والزمالك رياح التغيير بعدما حدثت تعاقدات على مستوى واسع بين صفوف القطبين.
ونجح الزمالك – حامل اللقب – في ضم أحمد حمودي ومحمد عادل جمعة ومحمود عبدالمنعم “كهربا ومحمد سالم وشريف علاء ومحمد إبراهيم وأحمد حسن مكي وإبراهيم عبدالخالق.
أما الأهلي فتعاقد مع ماليك إيفونا وجون أنطوي ومحمد حمدي زكي وأحمد الشيخ وأحمد حجازي ورامي ربيعة وأحمد فتحي.
ولعل ظروف النسخة الحالية من بطولة الدوري تحمل طابعا خاصا بالنسبة للأهلي والزمالك، فلأول مرة منذ موسم 2004-2005 يخوض الزمالك المسابقة مدافعاً عن لقبه، بينما يسعى الأهلي لاستعادة اللقب الغائب.
رقم قياسي
ويحمل الأهلي الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة ورصيده 37 بطولة، بينما حصد الزمالك اللقب 12 مرة يليه الإسماعيلي 3 مرات، ثم مرة واحدة لكل من الترسانة والأولمبي وغزل المحل والمقاولون العرب.
بالإضافة إلى ذلك فإن البداية بالنسبة للقطبين يتوقع أن تكون حماسية للغاية، بعدما حصد الأهلي لقب السوبر المصري على حساب الزمالك بالفوز عليه 3-2 في الإمارات الخميس الماضي.
بداية حماسية
كذلك فإن التجربة الفنية الجديد للمدير الفني البرتغالي جوزيه بيسيرو تنتظر الحكم المبدئي على ما سيقدمه مع الفريق الأحمر، وإن كان الوقت الذي أشرف فيه على تدريبات الفريق لا يعطيه فرصة كافية لفرض أسلوبه، ويستهل الأهلي مشواره بمواجهة متوسطة القوى أمام طلائع الجيش، الذي لم يقدم الكثير في الموسم الماضي، حيث ابتعد عن منطقة الهبوط قبل أسابيع قليلة من نهاية المسابقة.
حامل اللقب والتعويض
أما الزمالك فيقوده حافز التعويض بعد خسارة كأس السوبر، رغم الظروف العصيبة التي يمر بها الفريق، بعد تصريحات غاضبة أطلقها مرتضى منصور رئيس النادي تجاه البرتغالي جيزوالدو فيريرا المدير الفني للفريق متهما إياه بالفشل بعد الخسارة، الأمر الذي وتر العلاقة بينهما، فضلا عن رغبة مرتضى في تعيين مدرب عام بالفريق دون رغبة فيريرا.
ويخوض فيريرا المواجهة الأولى الصعبة أمام وادي دجلة وسط ضغوط كبيرة خشية حدوث أي نتيجة غير متوقعة خاصة أن مصير الجهاز الفني لم يُحسم بشكل نهائي.
أمااللاعبين أنفسهم تملأهم رغبة التعويض ونسيان الخسارة في السوبر من أجل الحفاظ على لقب الدوري.
تابعوا هؤلاء
الإسماعيلي أيضا سيخطف الأنظار عندما يلاقي الإنتاج الحربي الأربعاء، حيث يقوده المدرب الشاب أحمد حسام ميدو، بالإضافة إلى أنه يضم بين صفوفه صانع الألعاب محمود عبدالرازق شيكابالا الذي تطلع جماهير الزمالك لرؤيته بقميص الدراويش لأول مرة في مواجهة رسمية وإن كانت الشكوك قد أحاطت بمشاركته بسبب الإصابة.
أما الأندية الصاعدة إلى الدوري أسوان وغزل المحلة والإنتاج الحربي، ربما يكون لديها خبرات سابقة مع الممتاز، والبعض تذوق طعم اللقب قبل سنوات بعيدة مثل المحلة، لكن اللعب مع الكبار ربما يكون مختلف عن تخطي الممتاز “ب”، وبالتالي فإن الأسابيع الأولى هامة للغاية بالنسبة لتلك الأندية من أجل تثبيت الأقدام في البطولة.
وبالنسبة لفريق “المصري” بقيادة نجم الكرة المصرية حسام حسن سيكون محط أنظار المتابعين، حيث يعود العميد لقيادة الفريق البورسعيدي في فترة ولاية ثالثة بعدما رحل عن زعيم الثغر الاتحاد السكندري الذي استعاد بمدرب إنبي الأسبق، البلغاري مالدينوف.
ويغلب العنصر الوطني على القوائم التدريبية للأندية باستثناء الاهلي والزمالك والاتحاد السكندري.
