“الدولي للحضارة الإسلامية” يطالب بحماية التراث من “داعش”

حاملا آلة كمان على ظهره وخرائط في حقيبته، يتنقل فنان الشارع البريطاني دان هود بدراجته عبر شوارع بغداد المزدحمة بعد أن انطلق من إسبانيا قبل شهر في رحلة وجهتها النهائية مدينة شرم الشيخ المصرية التي ستستضيف محادثات المناخ (كوب 27) والتي يسعى للوصول إليها دون السفر بالطائرة.

قال هود البالغ من العمر 29 عاما: “أحاول توضيح أهمية أن يفعل قطاع النقل المزيد بشأن أزمة المناخ”.

وأضاف: “نحتاج إلى التفكير في الطريقة التي نسافر بها حول العالم وكيف أنا ننتقل ذهابا وإيابا في عطلات منخفضة التكلفة أو في رحلات للعمل”.

وتنقل هود بالدراجة وكذلك باستخدام القطارات والحافلات وسيارات الأجرة للوصول إلى العراق في طريقه إلى الأردن ومنه إلى شرم الشيخ حيث تجري محادثات المناخ في الفترة من السادس إلى 18 نوفمبر/ تشرين الثاني.

وقال دان رذرفورد مدير برامج الطيران في المجلس الدولي للنقل النظيف “في عام 2019، كانت شركات الطيران مسؤولة عن 2.4 بالمئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية”، مضيفا أنه بسبب التأثير الإضافي للطيران على المناخ، يرتفع إجمالي مساهمتها في الاحترار إلى 3.5 بالمئة.

وأضاف أنه بعد تخطي ذروة جائحة فيروس كورونا، من المتوقع أن تعود الحركة الجوية إلى مستويات 2019 بحلول 2024-2025.

وتجنب السفر بالطائرات ليس فقط جزءا من رسالة هود إلى الوفود المشاركة في كوب 27. فرحلته إلى مصر تأتي في إطار مشروعه طويل الأجل لزيارة 100 دولة في عشر سنوات دون السفر جوا. ويعزف هود في غضون ذلك على آلة الكمان الخاصة به لكسب ما يكفي لاستمراره في ذلك المشروع.

قال هود “السبب الرئيسي الذي جعلني أسافر بهذه الطريقة هو شعوري ببعض الذنب إزاء حقيقة أنني كنت أعرف أن عشقي للسفر سيجعلني أتنقل حول العالم لفترة طويلة”.

كان كثير من المخرجين السينمائيين سيصابون بالإحباط لو تحطمت خططهم لعرض أول أفلامهم الروائية الطويلة في مهرجان كان السينمائي على صخرة مرض كوفيد-19 الذي ينشره فيروس كورونا المستجد.

لكن المخرج السينمائي اللبناني جيمي كيروز قال إن فكرة فيلمه (بروكن كيز) أو مفاتيح مكسورة عن العثور على الأمل وسط أجواء كارثية أكسبته الصلابة والتمسك بالأمل لمقاومة الإحباط.

فالفيلم يتناول قصة شاب يدعى كريم يعيش في مكان ما في الأراضي العراقية والسورية، التي احتلها مقاتلو تنظيم داعش  ويحلم بالهروب إلى أوروبا ليصبح موسيقيا.

وفي بداية الفيلم يحطم المقاتلون البيانو الخاص به. وبعدها يحاول إصلاحه لبيعه من أجل توفير المال اللازم لرحلته.

وقال كيروز لتلفزيون رويترز، نقلا عن الفنانة والمؤلفة فيفيان جرين، “لو كان علي أن أختصر روح الفيلم في جملة واحدة أو قول مأثور فسأقول:‘الحياة لا تتعلق بانتظار مرور العاصفة، بل بتعلم الرقص تحت المطر‘.

وأضاف “أعتقد أنها تلخص الفيلم بشكل جيد وتلخص وضعنا. عليك فقط أن تواصل العمل، وتواصل السير قدما”.

وأوضح كيروز أنه صور جزءا من فيلم (بروكن كيز) في مدينة الموصل بالعراق، وقال “صورنا بآخر منطقة حرب فيها داعش  وحتى هونيك، بكم محل (مكان)… شمينا روائح الجتت تحت الردم”.

واختار مهرجان كان الفيلم ليعرض في 2020 إلى جانب أفلام للمخرج الأمريكي ويس أندرسون ومخرجين لامعين آخرين.

لكن أكبر مهرجان سنيمائي في العالم، والذي يُقام عادة في شهر مايو أيار على الريفييرا الفرنسية، ألغى أنشطته خلال فترة إجراءات العزل العام بسبب تفشي فيروس كورونا.

ونشر منظموه هذا الشهر قائمة تضم 56 فيلما كانت ستُعرض قائلين إنهم ما زالوا يريدون استخدام شعار المهرجان للمساعدة في الترويج للأفلام.

وقال كيروز “(مهرجان) كان، الروحة ع مدينة كان بفرنسا والمهرجان كانت رح تكون خبرة من العمر، يعني الواحد ما بينساها، بس معلش، معلش لأن طلع لنا الاختيار تبع كان، معلش لأن الفيلم اندعم من مهرجان”، مضيفا أنه ما زال يأمل في بدء طرح الفيلم للعرض في وقت لاحق العام الحالي.

تأثر المشاركون في منتدى شباب العالم في شرم الشيخ، بالعرض المسرحي المتميز الذي قدم بعنوان “المحاكمة” بمشاركة عدد من الشباب الموهوبين من مختلف الجنسيات بقيادة المخرج المسرحي المصري الكبير خالد جلال الذي قدم مسرحية “الزائر” التي عرضت على مسرح منتدى شباب العالم في موسمه الأول عام 2018.

وبحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، جاءت المسرحية التي قدمت الويلات التي عانى وما زال يعاني منها أطفال العالم في شتى الأنحاء، إذ كانت محكمة العدالة الإنسانية بحضور القاضي، بوجود أطفال شاخت ملامحهم وصاروا كبارا، لأن السعادة لم تطرق يوما بابهم، باتهام “بابا نويل” الذي لم يقم بزياراتهم ولو مرة واحدة رغم أحزانهم وآلامهم ومعاناتهم من المجاعات والأوبئة.

بالإضافة إلى قلة الخدمات الإنسانية في المناطق التي تعاني من الحروب، فحمل الأطفال السلاح مرغمين، في ظل التطرف الفكري والفتن الطائفية وزرع ثقافة كراهية اآخر، التنمر، عمالة الأطفال واستغلالهم في الأعمال الشاقة والخطرة، ليصرخ الأطفال أمام قاضي العدالة الإنسانية.

العرض مكون من 10 مشاهد، يحاكم فيها “بابا نويل”، وسط حيرة القاضي في إدانته كونه يحمل السعادة ولم يذهب إلى مناطق الصراع ليخفف الأحزان عن الأطفال أم لا؟!

وجاءت الـ10 مشاهد بـ 5 قصص لمعاناة الأطفال، أولاها لأطفال يموتون في مناطق تعاني نقص الدواء والماء النظيف والغذاء بسبب حصارهم وسط الحروب والمجاعات والأوبئة.

أما القصة الثانية، فكانت للأطفال الذين يجبرون على العمل في أعمال شاقة لا تناسب أعمارهم بل وتعرضهم للخطر الشديد.

القصة الثالثة كانت لأطفال القرى التي اجتاحها الإرهاب الأسود، حيث يعيشون في خوف ورعب، لتأتي قصة الأطفال الذين يتم الزج بهم في مؤامرات لهدم بلدانهم من النخبة الفاسدة.

وتأتي قصة الأمل، مع الجميلة الصغيرة من ذوي الهمم متحدي الإعاقة التي يتنمر عليها الناس، فتعطي الجميع درسا في المحبة غير المشروطة، وأيضا الرضا والقناعة وبعث الأمل، ليقسم بابا نويل في النهاية أمام قاضي العدالة الإنسانية، أنه لو يدرك عذاب هؤلاء الأطفال لزارهم في بلادهم دون أن يعبأ بالخطر الذي قد يهدد حياته.

تصدر العرض من ممثلين، فنانون شباب من مصر وعدد من دول العالم، منهم غادة طلعت، محمد عبده، إيمان غنيم، منار الشاذلي، مريم الجندي، يسرا كرم، ومن سوريا كانت “نغم”، وسلمى المنيفي من ليبيا، ماريا سميرنيفا من روسيا، ومن إسبانيا مليسيا ليندلي.