الدين في فضاء الـ «فيسبوك»..فتوى تحرّم «اللايكات» الوهمية
فتوى أثارت جدلا واسعا، داخل أوساط مالية وقانونية وإعلامية، ليمتد ويشمل مستخدمي وسائط التواصل الاجتماعي، بعد إصدار دار الإفتاء المصرية، فتوى تحدد معايير «اللايكات» بين الحرام شرعا، والمكروه، والمباح، قيما يعد «ضوابط شرعية» للايكات (الإعجاب) بمنصات التواصل الاجتماعي.
الفتوى التي أصدرها مفتي الديار المصرية، د. شوقي علام ، بشأن بيع وشراء اللايكات على منصات التواصل، الخميس الماضي، وتحرم من استخدامها في إطار وهمي.. تزامنت مع جلسة «استماع الكونجرس» الأمريكي، للرئيس التنفيذي لشركة «فيسبوك»، مارك زوكربرغ، يوم الإثنين 9 نيسان/ أبريل، عن أخطاء «فيسبوك»، وبعد أن اتسع نطاق المخاوف حول مدى احترام موقع فيسبوك لخصوصية البيانات.
وحسب نص الفتوى الرسمية، فإن بيع اللايكات على مواقع التواصل الاجتماعي هو معاملة مستحدثة لها صور عديدة لكل صورة منها حكمها؛ فإن كان ذلك عن طريق الإعلان والترويج للحساب أو الصفحة أو المنشور بحيث يصل الإعلان إلى عدد معين من المستخدمين متفق عليه في مقابل معلوم؛ فهذا جائز شرعًا، وإذا كان وضع اللايكات على الشيء المراد الإعلان عنه بشكل وهمي لا يُعبّر عن زيارة لمستخدمين حقيقيين ورؤيتهم للإعلان؛ فهو من صور التعامل الـمُحرمة شرعا، ووصفت ذلك بـ «التزوير والغش».
واستعان مفتي الديار المصرية، في فتواه بسياسات «فيسبوك» في التدليل على صحة موقفه الشرعي قائلا: «أيضًا ممنوعة من قِبل مواقع التواصل وفق نصوص سياسات استخدامها؛ فجاء في سياسة إدارة الصفحات على فـيسبوك مثلًا أنه: يجب ألا تتضمن الصفحاتُ ادعاءات أو محتوى كاذبا أو مضللا أو احتياليا مخادعا».
وأضاف بيان المفتي: من المتعارف عليه بين مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، أن زيادة عدد المعجبين بمنشور معين يتوقف بالأساس على الترويج للمنشور ومدى انتشاره، وهذا الأمر جعل كثيرًا من الأشخاص والشركات يلجأ إلى عروضٍ للترويج لحساباتهم وصفحاتهم وما يُنْشَر عليها، وذلك بعدة أشياء؛ منها زيادة عدد «اللايكات، والتعليقات، والأصدقاء، والمشتركين، والمتابعين».
مضمون الفتوى، يحذر من أن «اللايكات» قد تتمثل في السعي إلى الشهرة، أو التسويق لبعض المنتجات، أو زيادة سعر الإعلان على الصفحة لكثرة المترددين عليها، أو غير ذلك، والمعروف أن هناك فنانين ورجال أعمال ومشاهير يلجأون لشركات يشترون منها لايكات على تدويناتهم !! وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي وانتشار الإنترنت، في نمو ظاهرة التجارة الإلكترونية التي ازدادت مؤخرا، وحولت المنصات من عالم للترفيه لآخر يحفل بالأموال.
ويذكر أنه في العام 2015، صدرت فتوى غير رسمية، من نائب الدعوة السلفية، د. ياسر برهامي، بأن «البحث عن اللايكات على موقع التواصل الاجتماعي مرض خطير مفسد للقلب في الأغلب»، داعيا لـ «عدم البحث عنها وقصر النية لله دون التفات إن كان سيعجب الناس أم لا».
ولم تعلق شركات التسويق و«السوشيال ميديا»، على فتوى الديار المصرية، التي تمس جمهورها بشكل مباشر.. بينما رحب مبرمجون بالضوابط الشرعية، باعتبارها خطوة إيجابية، بسبب وجود لايكات وهمية في منصات التواصل الاجتماعي.
وتشير إحصائيات غير رسمية في مصر الشهر الماضي، أن عدد المستخدمين للإنترنت بلغ 50 مليونا، و38 مليون مستخدم لفيسبوك، منهم 14 مليون من النساء، و24 مليون من الرجال، إلى جانب 11 مليون شخص يستخدمون تطبيق «إنستغرام».