أوصى البرلمان الأوروبي مؤخرا بوضع تنظيم أو منظمة “الذئاب الرمادية” القومي التركي المتطرف على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية وذلك بعد 8 أشهر من حظره في فرنسا.
ويعتبر التنظيم “الذئاب الرمادية” منظمة تركية يمينية متطرفة، وتعد الذراع المسلحة غير الرسمية لحزب الحركة القومية، وتم حظر وتعليق نشاطاتها في عدة دول أوروبية، من بينها فرنسا التي حظرت المنظمة قبل نحو 8 أشهر.
وكان من أبرز الاتهامات الموجهة للتنظيم هي استهداف الأكراد والأرمن، ومنها الهجوم على النصب التذكاري لإبادة الأرمن في باريس عام 2020.
وناقش برنامج “مدار الغد” الذي يعرض عبر شاشة الغد عددا من المحللين السياسيين وكتاب الرأي والباحثين، للحديث عن خطورة هذا التنظيم على الدول الأوروبية خاصة ألمانيا.
ذراع أردوغان
بداية، قال الباحث في الشؤون التركية جوان سوز، إن هناك عشرات الصور للرئيس التركي رجب طيب أردوغان وهو يرفع شعار تنظيم الذئاب الرمادية، حيث دافع عنهم كثيرا بعد تصنيف فرنسا له بأنه إرهابي.
وأكد الباحث في الشؤون التركية، أن هناك علاقات وثيقة بين هذا التنظيم والحكومة التركية، مؤكدا أن هناك تعاونا وثيقا بطريقة أو بأخرى معهم لتنفيذ مصالح للدولة التركية.
كما أكد الباحث في الشؤون التركية، أن هذا التنظيم قام بعمليات تخريبية في فرنسا وفي عدد من الدول، لافتا إلى أنه ذراع أردوغان المتطرفة لإرهاب الأوروبيين.
وتابع: “تنظيم «الذئاب الرمادية» يمثل فكرة متطرفة وأفرادها يؤمنون بتفوق العرق التركي ويقومون باستهداف الأرمن والأكراد بالمقام الأول”.
حلبة للنفوذ
ومن باريس قال د. جان بيار ميلالي الخبير في الشؤون الأوروبية، إنه من المؤسف أن ترى تركيا في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان وهي تعتبر أوروبا حلبة للنفوذ.
وأضاف ميلالي أنه هذه المسألة قد تزعزع بعض الأمور في أوروبا، وقد تخلق جوا من الارتياب للمقيمين في ألمانيا.
وأوضح ميلالي أن ألمانيا تأخرت في أن تفتح العيون أمام هذا التغلغل التركي، ولكن يبدو أن البلدين يتجهان نحو موقف موحد وضروري.
الساحة السياسية
وقال مصطفى العمار، عضو مجلس أمناء الحزب الحاكم في ألمانيا، الأحزاب اليسارية الألمانية هي من كانت الداعم لهذه الحركات، مؤكدا أن قرار البرلمان الأوروبي سيحد من وجود تنظيم الذئاب الرمادية على الساحة السياسية.
وأوضح أنه لن يتم السكوت على “تنظيم الذئاب الرمادية” ونحن هنا في ألمانيا نجتمع دائما لوضع النقاط على الحروف لمواجهة أي تطرف في البلاد.
كما أشار العمار إلى أن الجميع في ألمانيا يجب أن يخضع للقانون.
وازدادت حوادث العنف التي تورط فيها أعضاء في تنظيم “الذئاب الرمادية” خلال الأشهر المنصرمة، ففي يوليو تموز 2020، هاجم عناصر من التنظيم المتطرف، متظاهرين مناصرين للكرد بالحجارة والمفرقعات النارية في العاصمة النمساوية فيينا.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2020، استُهدفت الجالية الأرمينية في فرنسا بهجمات، وتم تحطيم نصب تذكارية تشير إلى الإبادة الأرمنية.
وفي فرنسا، وبعد 5 أشهر من الحظر، هاجم تنظيم “الذئاب الرمادية” في أوائل أبريل/ نيسان 2021 مساحة ثقافية في ليون أصيب خلالها 4 أشخاص من الكرد.
وحظرت فرنسا التنظيم في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 كما دعا العديد من النواب الألمان والنمساويين إلى إجراءات مماثلة في بلادهم.
ووصفت وزارة الخارجية التركية تقرير البرلمان الأوروبي بأنه متحيز وغير مقبول.
