الذكرى الـ56.. «دلياني» حى المغاربة سيظل شاهدًا على جرائم التطهير العرقي الإسرائيلي

يصادف اليوم الأحد، 11 يونيو/ حزيران، الذكرى السادسة والخمسين لجريمة التطهير العرقي التي ارتكبتها إسرائيل قوات الاحتلال الإسرائيلي في حى المغاربة، بالقدس المحتلة، حيث أقدم الاحتلال على تدمير عشرات المنازل الأثرية والتاريخية وتهجير مئات المواطنين بالقوة المسلحة في جريمة حرب مروعة، تمثل فصلًا مظلمًا من فصول الإرهاب الإسرائيلي، وانتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

ورغم مرور ما يزيد على خمسة عقود ونصف العام على تدمير الحى فإن آثاره وجذوره ظلت باقية وشاهدة على جرائم الاحتلال المتواصلة والمستمرة التي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية والوجود العربي عبر القوة المسلحة الغاشمة.

حارة المغاربة

بنيت حارة المغاربة التي تعد من أشهر الحارات في البلدة القديمة بالقدس المحتلة عام 1200، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى سكان المغرب العربي الذين جاؤوا في زمن الأيوبيين ليشاركوا في تحرير القدس، حيث كان الحى يضم عشرات الآلاف من المواطنين المقدسيين غالبيتهم من المغرب، ويقع الحى بجوار حائط البراق وعلى بعد بضعة أمتار منه يقع المسجد الأقصى، على مساحة 45 ألف متر مربع تمثل 5% من مساحة البلدة القديمة، وتصنف مبانيها وفقًا للقانون الإسرائيلي، نفسه بالأثرية وتعد إزالتها عام 1967 غير قانونية.

ويحد حارة المغاربة من جهة الجنوب، سور القدس وباب المغاربة، ومن الشرق الزاوية الفخرية، ويليها المسجد الأقصى المبارك، ومن جهة الشمال المدرسة التنكزية وقنطرة أم البنات، ومن جهة الغرب حارة الشرف.

وتعد الحارة بالكامل وقفًا من الملك الأفضل (بن السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي) بعد تحرير المدينة من الصليبيين، حيث أوقفها على المجاهدين المغاربة الذين شاركوا في فتح القدس وبقيت باسمهم. وعمل الاحتلال منذ احتلال مدينة القدس على تدمير الحي وإقامة مشاريع استيطانية تهويدية كثيرة على أنقاضها، حيث أنشئ ساحة يؤدي فيها المستوطنون طقوسهم التلمودية على امتداد حائط البراق سمته إسرائيل «ساحة المبكى»، لكن الحارة ظلت رغم 56 عامًا شاهدة على هويته العربية والإسلامية ولم تفلح جرافات وآليات الاستيطان من النيل من تلك الهوية التي عمدت بالشهداء والمعاناة والتضحية والتهجير، بعد تدمير الحارة من الاحتلال.

تغيير المعالم العربية

قال ديمتري دلياني، المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن حي المغاربة، هو حي المقدسي تاريخي يعود إلى القرن الثاني عشر، ازدهر داخل أسوار البلدة القديمة، بمحاذاة حائط البراق الذي يُشكّل جزءًا لا يتجزأ المسجد الأقصى المبارك، وكان، قبل تدميره، يحمل أهمية تراثية ثقافية كبيرة جدًّا.

وأضاف دلياني أنه، وتحت غطاء الظلام وفي ظل الفوضى الناجمة عن حرب حزيران 67 وحظر التجول المفروض عسكريًّا، اقتحمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي حي المغاربة. ومن خلال عملية إرهابية خاطفة، قامت قوات الاحتلال، في ليلة 10-11 حزيران عام 1967، بتهجير قرابة 135 عائلة فلسطينية، مكوّنة من أكثر من 650 فردًا، بالقوة من منازلهم، حيث جرى إعطاء أهل الحي إشعارًا بالإخلاء مدته ساعتان فقط، بحيث تم منع السكان من الطعن في القرار قانونيًّا أو حتى تنظيم احتجاجات.

وأوضح أنه عندما رفض سكان حي المغاربة الفلسطينيين بشجاعة ترك منازلهم، لجأت قوات الاحتلال العسكرية الإسرائيلية إلى هدم المباني، حتى وإن كان السكان لا يزالون بداخلها. وفي هذه الجريمة الإرهابية، ارتقت أرواح شهداء أبرياء، بما في ذلك امرأة مسنة استشهدت في سريرها، مؤكدًا أنه بهذه العملية الإرهابية جرى محو الحي بكامله بلا رحمة عن الخريطة الجغرافية، ومحو قرون من التاريخ والثقافة والهوية.

وتابع دلياني: «لم تكن جريمة التطهير العرقي في حي المغاربة حادثة معزولة، بل كانت جزءًا من استراتيجية احتلالية أوسع، تهدف إلى تغيير تركيبة السكان في البلدة القديمة بمدينة القدس، فبعد وقت قصير من تدمير حي المغاربة، هدمت الجرافات الإسرائيلية أيضًا حي الشرف المجاور، مسقط رأس الزعيم الراحل الشهيد ياسر عرفات.

تهجير 6000 مقدسي

أكد تيار الإصلاح في حركة فتح أن تلك الجريمة البشعة أدت إلى هدم أكثر من 700 مبنى، بما في ذلك 1840 شقة و437 محلًّا تجاريًّا، ما أدى إلى تشريد أكثر من 6000 مقدسي فلسطيني. وألقى دلياني الضوء على أنه تلا هذه الجريمة، إقامة مستوطنة غير شرعية يسكنها حصرًا يهود إسرائيليون، تم تسميتها «الحي اليهودي» في محاولة لتحريف الحقائق التاريخية وتعزيز السيطرة على الأراضي المحتلة.

وذكر المتحدث باسم التيار الإصلاحي، أنه وبعد مرور كل هذه السنين الـ56 عامًا، يواجه غالبية الأهالي الفلسطينيين المهجرين من حي المغاربة مشاق ومأساة اللجوء في مخيم شعفاط للاجئين، حيث يتعرضون لاضطهاد الاحتلال المستمر، والحصار، وظروف المعيشة الصعبة، فمحنتهم المستمرة تمثل تذكيرًا مؤلمًا بمأساة اللاجئين الفلسطينيين والظلم المُنظم الملقى على الشعب الفلسطيني.

ودعا تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح في ذكرى إحياء تلك الجريمة، المجتمع الدولي للاعتراف بالظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الفلسطيني من خلال تدمير حي المغاربة وغيره من الأحياء والقرى والمدن الفلسطينية. وحث جميع الدول الملتزمة بحقوق الإنسان والقانون الدولي على إدانة جرائم الحرب الإسرائيلية والعمل نحو حل عادل ودائم للصراع الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

وأكد التيار الإصلاحي، التزامه الكامل بتحقيق العدالة والكرامة وتجسيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والعيش بسلام وأمان على كامل ترابه الوطني واقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]