رفض الرئيس السوداني عمر البشير، اليوم الأربعاء، دعوات له بالتنحي فيما خرج المئات إلى شوارع المدينة التوأم للخرطوم، أم درمان، في مسيرة إلى المجلس التشريعي لتسليم مذكرة تطالبه بترك منصبه، وقال في حشد من أنصار إنه مستعد لتسليم السلطة من خلال انتخابات.
تأتي تلك التصريحات بعد ثلاثة أسابيع من احتجاجات مناهضة للحكومة أشعلت السودان.
وقال البشير أمام تجمع من عدة آلاف من أنصاره في العاصمة إنه مستعد لتسليم السلطة لكن فقط من خلال “الانتخابات”.
وأضاف في خطاب متلفز أن أشخاصا يتآمرون على السودان ويسعون للهجوم عليه، وأنه ما من سبيل سوى الحوار الوطني والانتخابات، فيما هتف أنصاره داعمين له.
وتابع البشير أن القرار يعود للشعب السوداني من خلال صندوق الاقتراع، ورقص لفترة وجيزة على المنصة أمام الأنصار.
وفي التظاهرة أيضا، وجه البشير الذي يتولى الحكم منذ قيادة انقلاب عسكري مدعوم من الإسلاميين في 1989، نصحه لأحزاب المعارضة بالاستعداد للانتخابات في 2020.
ووصل أنصاره على متن حافلات مزدحمة فيما كانت أكبر تظاهرة في الخرطوم دعما للرئيس منذ اندلاع الاحتجاجات.
وخلال زيارة لقاعدة عسكرية في مدينة عطبرة، ألقى البشير اللوم في العنف خلال احتجاجات مناهضة للحكومة على متآمرين، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) عنه، وتابع أنهم متآمرون زرعوا “خونة” بيننا.
وعادة ما تعتبر عطبرة قاعدة تقليدية للمعارضة وواحدة من مدن عدة بدأت فيها الاحتجاجات المناهضة للحكومة يوم 19 ديسمبر/ كانون أول، في البداية احتجاجا على ارتفاع الأسعار ونقص الغذاء والوقود لكنها سرعان ما تحولت إلى دعوات بتنحي البشير.
تحدث البشير في تظاهرة الخرطوم، بينما المئات من المحتجين في أم درمان “الثورة خيار الشعب” و”حرية سلام وعدالة”.
استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وأطلقت النار في الهواء لتفريقهم قبل أن يتمكنوا من توصيل مذكرتهم إلى المجلس التشريعي. ولم ترد أنباء عن وقوع ضحايا.
يعج برلمان السودان بأنصار البشير الذين يشنون حملة لتعديل الدستور للسماح للجنرال الذي أصبح رئيسا، وهو بالفعل أحد أطول الزعماء حكما في المنطقة، ليترشح لفترة رئاسة جديدة في انتخابات 2020.
ونقلت سونا في أغسطس/ آب أن الحزب الحاكم في السودان رشح البشير لإعادة انتخابه في 2020.
وقال وزير الداخلية السوداني أحمد بلال عثمان إن الشرطة ألقت القبض على 816 شخصا.
