الرئيس العراقي يمنح القوى السياسية الفرصة الأخيرة لإرضاء الشارع
يقدم الرئيس العراقي د.برهم صالح، خلال الساعات المقبلة، للقوى السياسية والكتل الحزبية في البرلمان، آخر فرصة لإرضاء الشارع الغاضب في ظل تأزم الأوضاع وتصاعدها وانحسارها في مواجهات الدم والنار بين المتظاهرين وقوى الأمن.
وتكمن هذه الفرصة المقدمة من الرئيس العراقي، بترشيح شخصية مستقلة للبرلمان لتسمية رئيس حكومة جديد يكون مستقلاً، بحسب مطالب الشارع، يقود المرحلة الانتقالية لحين إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وتدور التسريبات حول أن الأسم المستقل الذي سيرشحه “برهم” للبرلمان هو د. محمد توفيق علاوي، ولكن مصالح القوى السياسية في البرلمان وتقاطعها مع بعضها البعض، ستلحق الفشل بمحاولة الرئيس العراقي لإرضاء مطالب الشارع، وعلى رأسها تسمية شخصية مستقلة لرئاسة الحكومة.
وحول تأزم المشهد مع انتهاء الفرصة التي قدمها الشارع للقوى السياسية لتسمية رئيس وزراء مستقل مع نهاية أمس الأحد، قال رئيس المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية، د.واثق الهاشمي، إن المشهد معقد وسط توقيع التصعيد اليوم، لعدم وجود حلول يقتنع بها المتظاهرون مع انتهاء المهلة من جانبهم بتسمية رئيس وزراء جديد مستقل، في ظل أمور غير مسيطر عليها في مدن بغداد، البصرة، النجف.
وأكد الهاشمي أن المشهد السياسي صدامي، وسط أنباء عن تدخل رئيس الجمهورية برهم صالح، بالدفع باسم د.محمد توفيق علاوي كرئيس للوزراء، ولكن السؤال هو: هل سيمرر البرلمان تسمية المرشح لرئاسة الوزراء في ظل تقاطعات ورفض للطبقة السياسية والحزبية لأي اسم قادم؟!
ولفت “الهاشمي” إلى وقوع الرئيس العراقي د.برهم صالح ،تحت ضغط كبير من كتلة البناء و”سائرون”، والشارع، وأيضا المرجعيات الدينية، في ظل تمسكه بعدم ترشيح شخصية لا يقبل بها الشارع، موضحا أن “صالح” رفض كل الأسماء التي قدمتها كتلة البناء، لكونها شخصيات سياسية، وسط إصراره على تسمية شخصية مستقلة يقبل بها الشارع.
وتابع: “الفترة الانتقالية تحتاج رئيس وزراء جديد لمدة 6 أشهر ثم تأتي الانتخابات، وهذا أمر يضع حملا ماليا جديدا على خزينة الحكومة، في حين أن الشارع لا يمتلك شخصا يمثله يقوم بالتفاوض مع القوى السياسية التي لا ترغب في التوافق على شخصية مستقلة يقبل بها الحراك”.
وتجددت الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين في بغداد، اليوم الإثنين، وسط غلق عدد من الطرق الرئيسية، وأفاد مراسل الغد محمد فاضل، بسقوط قتيل وعدد من الإصابات، مشيرا إلى إطلاق الرصاص على المتظاهرين في ساحة الطيران وبالتزامن منح مجلس الأمن الوطني لقوات الأمن سلطة اعتقال من يقوم بقطع الطرق.
ولفت إلى خطط الكر والفر بين القوى الأمنية والمتظاهرين، بالمشهد الذي كان ظهر اليوم في ساحة الطيران بالعاصمة بغداد، عندما انسحبت القوات الأمنية لمسافة 200 متر ، تاركه فراغا للمتظاهرين للتقدم وهنا تم اطلاق قنابل مسيلة للدموع والرصاص الحي من فوق رؤسهم، ما أحدث حالة من الارتباك والتخبط من جانب المتظاهرين في التعامل مع قوات الأمن.
وحول الأوضاع في المحافظات، قال مراسلنا في البصرة مصطفى القطان، أن المتظاهرين يحاولون قطع الطرق بين المحافظات.
ولفت إلى أن مدينة الناصرية في حالة قطع كامل مع المحافظات الأخرى في الوقت الذي تتصاعد فيه المظاهرات، وفي النجف انطلقت المظاهرات وتم قطع الطرق الرابطه بين الأحياء”.
وكان المتظاهرون قد أغلقوا عدة طرق في العاصمة وقاموا بإشعال الإطارات مع انتهاء المهلة التي حددها المتظاهرين للسلطات لتنفيذ مطالبهم بمحاكمة المتورطين في قتل المتظاهرين السلميين ونشطاء الحراك، وإجراء انتخابات مبكرة.
