الرئيس الليبيري المنتخب ويا يخفف من التوقعات ويخطط لمسعى زراعي طموح
حدد الرئيس الليبيري المنتخب جورج ويا اليوم الثلاثاء، أهدافا معتدلة لفترته الأولى التي تستمر ست سنوات، داعيا إلى أن تبدأ بلاده في تصدير المحاصيل الزراعية وإصلاح البنية الأساسية المتداعية، وذلك في أول مقابلة معه منذ الفوز بالانتخابات الأسبوع الماضي.
واستغل ويا دعم الشباب له ليحصل على أكثر من 60 في المئة من الأصوات في جولة الإعادة التي أجريت يوم الثلاثاء الماضي، لكن سيتعين عليه التعاطي مع التوقعات بشكل جيد، بينما يحاول إنعاش واحد من أسوأ الاقتصادات الأفريقية أداء.
وسيخلف في وقت لاحق هذا الشهر الرئيسة إيلين جونسون سيرليف، أول رئيسة منتخبة في أفريقيا والحائزة على جائزة نوبل للسلام، في أول انتقال ديمقراطي للسلطة في ليبيريا منذ عام 1944.
وبينما كان جالسا أمام منزله الجديد الذي لم يجر الانتهاء من إنشائه والواقع في شارع خلفي ترابي هادئ قرب العاصمة مونروفيا، حيث علقت لافتة مكتوب عليها (أصدقاء ويا يقولون مرحبا)، بدأ نجم كرة القدم السابق البالغ من العمر 51 عاما، يوضح شيئا فشيئا وعوده الانتخابية المبهمة.
وقال بينما كان يبدو مستريحا ويرتدي سترة زرقاء داكنة وساعة ذهبية اللون، «أرغب في أن نحقق الاكتفاء الذاتي كي يتسنى لنا التصدير… الحكومة لديها مسؤولية أن يكون لديها برامج زراعية ليكون بمقدور الناس زراعة ما يأكلون».
وأضاف، «غانا تصدر والدول المجاورة لنا تصدر ونحن لدينا القدرة على التصدير… هم يصدرون ونحن لدينا القدرة على فعل الشيء نفسه».
وقضت ليبيريا سنوات تتعافى من الحروب الأهلية التي دارت رحاها بين 1989 و2003، وأودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص ثم تضررت بشدة في الآونة الأخيرة من تراجع أسعار صادراتها الرئيسية، وهي الحديد الخام والمطاط، ومن تفشي وباء «إيبولا» بين 2014 و2016.
- البنية الأساسية أولوية
يعتمد أكثر من 60 في المئة من الليبيريين على الزراعة في كسب رزقهم وتستثمر شركات متعددة الجنسيات أموالا طائلة في مزارع زيت النخيل. لكن القطاع يعاني من الضعف بسبب تراجع الإنتاجية، مما أجبر ليبيريا على استيراد أكثر من 80 في المئة من السلع الغذائية الرئيسية.
كما جعل ويا إصلاح البنية الأساسية المتداعية في ليبيريا أولوية بالنسبة له. ونشأ في ضاحية كلارا تاون في مونروفيا، ويمكنه رؤية الأراضي المهملة والشوارع المزدحمة من شرفة الدور الأعلى التي تحدث منها إلى «رويترز».
وقال، «طرق الربط (بين المدن) ضرورية. لدينا شركاء ولدينا إيرادات سنتأكد أنها ستأتي لبناء طرقنا».
واستثمر ويا، الذي لعب لفرق أوروبية كبر مثل إيه.سي ميلان، وباريس سان جيرمان، في تسعينات القرن الماضي، قصة صعوده من القاع للقمة وحولها إلى نجاح سياسي، لكنه يواجه انتقادات بسبب افتقاره للخبرة والمعرفة بمهام منصبه.
وتعهد بدوره بأن يحيط نفسه بمستشارين أكفاء، وناشد الليبيريين الذين يعيشون في الخارج العودة إلى بلادهم.
وقال، «سيكون لدينا خبراء اقتصاديون سيضعوننا على المسار. سينظرون إلى ما في الخزائن ثم يبحثون كيفية المضي قدما».
وفي الأيام التي تلت فوزه بالانتخابات ظهر حراس أمن بسترات ورابطات عنق خارج المنزل، وأقيم برج مراقبة فوق الجدران التي ارتفعت لعشرة أقدام والمزودة بأسلاك شائكة.
لكن ويا شدد على أن وضعه الجديد لن يؤثر على شخصيته.
وقال بينما كان يسير في منزله ويتبادل المزاح مع العاملين، «لا أريد أن يحدد لقبي شخصيتي.. لا أعتقد أنني سأتغير بعد أن أصبحت رئيسا».