الرقب لـ«الغد»: أميركا منحت إسرائيل الضوء الأخضر لاستمرار العدوان على غزة حتى هذا التاريخ
علق أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، على استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال الرقب، في تصريحات لـ«الغد»: «جميعنا كان يتوقع الفيتو الأميركي ضد قرار وقف إطلاق النار في غزة، الذي تقدمت به دولة الإمارات العربية المتحدة، وتمت صياغته وتعديله أكثر من مرة، الجميع كان يتوقع أن الفيتو الأميركي كان ينتظر بالرغم من كل محاولات المجموعة العربية وعلى رأسها دولة الإمارات الوصول إلى صيغة تقبلها أميركا، لذلك رأينا هذه المرة 13 دولة توافق، بينما في العادي يكون العدد أقل، ومُرر بالخط الأزرق أي بالحصول على 9 أصوات، ثم حصل على 13 صوتا مع امتناع بريطانيا وفيتو أميركي».
وأضاف الرقب أن «من الواضح أن أميركا أعطت الضوء الأخضر للاحتلال لإكمال حربه إلى فترة محددة»، موضحا: «حسب تقديراتنا كمحللين سياسيين عرب وفلسطينيين، وحتى ما كُتب في الإعلام العبري، أن السقف قد يكون نهاية العام الحالي أو مطلع العام المقبل، وهذا وارد في الحسابات، لأن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جدد الضوء الأخضر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأعطاه سقفا، لأن حجم السعار في الهجوم على خانيونس المتواصل والذي لا يتوقف بشكل مدفعي جوي، هذا بالتأكيد له دلالات، وهي أنه يريد إنجاز هذه المهمة في أسرع وقت، والفيتو الأميركي جاء لإعطاء هامش من الوقت للاحتلال كي يحقق مبتغاه».
فيتو أميركي
ولجأت الولايات المتحدة إلى استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، أمس الجمعة، ضد وقف إطلاق النار في غزة.
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد طلبت من مجلس الأمن الدولي التصويت، أمس الجمعة، على مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وصوّتت 13 من الدول الـ15 الأعضاء في المجلس لصالح مشروع القرار، مقابل معارضة الولايات المتحدة وامتناع المملكة المتحدة عن التصويت.
واعتبر نائب المندوبة الأميركية، روبرت وود، أن مشروع القرار «منفصل عن الواقع ولن يؤدي إلى دفع الأمور قدما على الأرض».
ويتطلب تبني القرار موافقة ما لا يقل عن 9 أصوات وعدم استخدام الدول الخمس دائمة العضوية حق النقض (الفيتو)، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا.
وقالت الولايات المتحدة إنها لا تدعم أي إجراء آخر من جانب المجلس في الوقت الحالي.
وجاءت المساعي المتجددة لوقف إطلاق النار من قبل الدول العربية بعد أن اتخذ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، خطوة نادرة، يوم الأربعاء الماضي، واستخدم المادة 99 لتحذير مجلس الأمن رسميا من تهديد عالمي تمثله حرب غزة.
وتنص المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة على أن «للأمين العام أن ينبه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين».
غزة تواجه الإبادة
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الجمعة، ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى 17 ألفا و487 شهيدا، و46 ألفا و480 مصابا.
وقال الدكتور أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، إن الاحتلال ما زال يرتكب العديد من المجازر ويشن حرب إبادة جماعية ضد عائلات بأكملها في المدارس والأحياء السكنية، ويمنع وصول سيارات الإسعاف لإخلاء الجرحى والشهداء من المناطق التي تتمركز فيها قواته العسكرية.
وأضاف القدرة: «وصل إلى المستشفيات فقط 313 شهيدا و558 إصابة خلال الساعات الماضية، وما زال عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات»، مشيرا إلى أن 70% من ضحايا العدوان الإسرائيلي من الأطفال والنساء.
وذكر المتحدث باسم صحة غزة أن 618 فلسطينيا (407 جرحى و211 مريضا) غادروا القطاع عبر معبر رفح البري، وهو ما يمثل أقل من 1% من حصيلة المصابين في القطاع.
وحذر القدرة من غياب فرص العلاج أمام المصابين قائلا: «نفقد عشرات الجرحى يوميا نتيجة عدم توفر العلاج وتأخر خروجهم من غزة».
____________________
شاهد | البث المباشر لقناة الغد
