«أخطر المناطق في العراق والعالم».. هكذا وصفت «الرمادي»، أكبر مدن العراق وعاصمة محافظة الأنبار والممر الاستراتيجي نحو سوريا والأردن، وهي المدينة المزدحمة التي بلغ عدد سكانها ما يقرب من 850 ألف مواطن، ودمرها تنظيم داعش تمام قبل عام.
ولحقت الهزيمة بآلاف من القوات العراقية التي تراجعت بعد هزيمتها من قبل ما يقرب من 500 من مقاتلي تنظيم داعش، إلا أنه وبعد أشهر من سيطرة داعش، أعلنت القوات العراقية في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، سيطرتها الكاملة على المدينة ورفع العلم العراقي على مبناها الحكومي الذي دمرته داعش، وذلك بعد معارك شديدة مع التنظيم الإرهابي.
ورغم الإعلان عن السيطرة الكاملة على المدينة من جانب القوات العراقية، أكد التحالف الدولي أن ما يقرب من 700 من مقاتلي تنظيم داعش يختبئون على ما يبدو في وسط المدينة العراقية وأطرافها الشرقية.
وعاد تنظيم داعش مرة أخرى إلى المدينة المحررة، حيث تمكن من استعادة السيطرة على الجزء الأكبر من منطقة البوعيثة شمال الرمادي بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها إثر مواجهات عنيفة بين الطرفين، فيما قتل العشرات من القوات الأمنية العراقية والحشد العشائري.
وكان ما يقرب من 15 ألف عائلة قد عادت إلى الرمادي، شبه المدمرة، بعد تحريرها، فيما يعانون في الوقت الحالي من العبوات الناسفة التي زرعها التنظيم الإرهابي في شوارع المدينة التي أصبحت مليئة بالألغام أكثر من أي مكان آخر، والتي تعمل شركة أمريكية على اكتشافها، بالتنسيق مع السلطات الأمريكية، والتي أوضحت أن انتزاع تلك الألغام سوف يتطلب عدة سنوات، وفق ما ذكرت شبكة ABC نيوز الأمريكية، التي أوضحت أن الشركة تشمل فريق عمل من 40 شخص، للقيام بهذه المهمة آملين بإضافة مئات آخرين.
وفي أبريل الماضي، اكتُشفت العديد من المقابر الجماعية في الرمادي كان أبشعها تلك التي اكتشفت في ملعب بالمدينة احتوت على جثامين المئات من الرجال والنساء والاطفال ممن رفضوا مغادرة المدينة عندما سيطر داعش عليها، فيما أكدت الأمم المتحدة أن ما يقرب من 55 ألف من مواطنوا الرمادي نزحوا إلى العاصمة بغداد التي تبعد 80 ميل عن الرمادي، فيما اتخذ آخرون المخيمات مأوى لهم.
على الجانب الآخر، تحمل المدينة ذكريات أليمة للقوات الأمريكية هناك، ففي عام 2004، بعد عام من سقوط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين تم نشر العديد من قوات المارينز الأمريكية ضمن بعثة لحفظ الأمن، فقد 12 منهم في اليوم الأول، وبعد 6 أشهر من تواجدها في الرمادي، قتل 34 من قوات المارينز فضلا عن 34 من الجرحى.
وفي 2006، قتل 70 من القوات الأمريكية في المدينة وفق التقديرات الأمريكية.
وتعاني أكبر المدن العراقية من كوارث إنسانية وبيئية على الرغم من استعادة السيطرة عليها، حيث تشير التقارير وصور الأقمار الصناعية إلى تدمير هائل في بنيتها الأساسية طال آلاف الأبنية ومئات الشوارع والجسور فضلا عن دوائر الخدمات المدنية، ولا سيما سد الرمادي الذي أغلق تنظيم داعش كافة فتحاته لمنع وصول مياه نهر الفرات إلى المدينة.
