بدأت الكوريتان، الشمالية والجنوبيةن صباح اليوم الثلاثاء، محادثات رسمية هي الأولى بينهما منذ أكثر من عامين، في مدينة الهدنة «بانمونجوم» الحدودية التي وقّع فيها اتفاق وقف إطلاق النار في الحرب الكورية 1954 لتنتهى بذلك حربٌ يمكن وصفها بقصيرة المدة، ولكنها كارثية الأثر؛ إذ قُتل في هذه الحرب 5 ملايين إنسان، أي ما يُعادل 10% من سكان الكوريتين آنذاك، وهو ما يفوق الخسائر المدنية في الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام معًا. كما قُتل فيها 40 ألفًا من الجنود الأمريكيين، وجُرح ما يُقارب الـ 100 ألف منهم. وانتهت الحرب الكورية بهدنة بدلا من معاهدة سلام، وما زالت الكوريتان في حالة توتر، وبالتالي فإن الاتصالات عبر الحدود والرسائل والمكالمات الهاتفية ممنوعة.
وشهدت الجلسة الأولى من المباحثات أجواء وصفت بأنها «إيجابية»، وتدخل «الرياضة» لتطفىء نيرات التوتر بين الكوريتينن بعد أن عرضت كوريا الشمالية، في أول محادثات رسمية بين الطرفين، إرسال وفد رفيع المستوى للمشاركة في الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها كوريا الجنوبية الشهر المقبل.. وفي المقابل، دعت كوريا الجنوبية إلى استئناف اللقاءات بين العائلات التي فرقتها الحرب ( 1950 ـ 1953 ) وذلك بالتزامن مع دورة الألعاب الأولمبية التي تنظم في شهر فبراير/ شباط المقبل
ومن جانبه أوضح نائب وزير الوحدة الكوري الجنوبي ،شون هاي سونغ، أن الجانب الشمالي عرض إرسال وفد رفيع المستوى يضم ممثلين من اللجنة الأولمبية الوطنية ورياضيين ومشجعين وفنانين ومراقبين وفريقا استعراضيا للتايكواندو وصحافيين.. وفي خطوة للتقارب بين الكوريتين، حيث تعد المشاركة في الألعاب الأوليمبية الشتوية، فرصة لإنعاش التقارب وبدء زيارات رسمية ضمن الوفد الرياضي الكوري الشمالي «الموسع»، يعقبة مشاركة من كوريا الجنوبية في مناسبات رياضية وفنية في كوريا الشمالية، بحسب تقرير المركز الصيني لشئون جنوب شرق آسيا، بعد أن حظرت كوريا الجنوبية دخول عدد من مسؤولي كوريا الشمالية للبلاد ردا على تجارب «بيونغيانغ» النووية والصاروخية.
تأثير مشاركة كوريا الشمالية بوفد كبير في دورة الالعاب الاولمبية الشتوية التي تستضيفها كوريا الجنوبية الشهر المقبل.. كشفت عنه كوريا الجنوبية اليوم بأنها ستدرس رفع العقوبات موقتاً عن كوريا الشمالية، إذا كان ذلك ضرورياً لتسهيل زيارة مواطني الشمال لها لحضور دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الشهر المقبل..وقال الناطق باسم وزارة الخارجية، روه كيو ديوك، إذا احتاجت سيول لاتخاذ خطوات مسبقة لمساعدة الكوريين الشماليين على الزيارة لحضور دورة الألعاب الأولمبية، فستدرس ذلك مع مجلس الأمن ومع الدول المعنية الأخرى.
وفي تقديره لمسار المباحثات الثنائية بين الكوريتين، أكد رئيس لجنة الوحدة السلمية لأرض الأجداد، ري سون جون، أن المحادثات تجري بين كوريا الشمالية والجنوبية بطريقة جادة ومخلصة. وستمضي (المحادثات) على نحو جيد، وفي أول لقاء بين الشمال والجنوب منذ شهر ديسمبر/ كانون الأول 2015
وإذا كانت المحادثات ستتمحور حول مشاركة «بيونغ يانغ» في الألعاب الأولمبية الشتوية، لكن الوفدين سيغتنمان أيضا فرصة انعقاد اللقاء لطرح مواضيع أخرى للبحث، حيث تريد كوريا الشمالية تخصيص الجزء الأكبر من المحادثات لملف إعادة توحيد شبه الجزيرة الكورية.
