صنعت الزخارف والمطرّزات العربية الكثير من جمال وأناقة القرون الماضية في أزياء وأثاث من عصر الباروك تُدلّل على عمق الأواصر الثقافية والإبداعية بين جنوب المتوسط وشماله. وتستضيف إيطاليا معرضا لتصاميم نادرة لفنان إيطالي جنوبي اكتُشفت مؤخرا.
“الجمال والنبالة في مُطرّزات وزخارف أزياء وأثاث القرن السابع عشر”. هذا هو عنوان معرض يُقام في مُتحف پالاتسو داڤنتساتي التاريخي في قلب عاصمة عصر النهضة الإيطالية فلورنسا، ويستمرّ حتى الثالث عشر من أبريل/نيسان من العام المقبل.
رحلةٌ بين تصميمات وأزياء ذلك القرن الذي يؤرَّخُ به ميلاد عصر الباروك الذي طبع بملامحه فنون وعمارة وموسيقى العالم لقرون عديدة.
ويأتي المعرض احتفاءً بمائة وخمس تصاميم لزخارف أنجزها في القرن السابع الفنان الجنوبي جوفانّي آلفونسو سامّاركو دي باري الذي وُلد في مدينة باري الجنوبية وعمِل في نابولي.
تقول الدكتورة بينيديتّا ماتوتشي، مُنسّقة المعرض، “الموضوع مخصص عن الجمال في موضة وأزياء وأثاث القرن السابع عشر، ويُقام في قصر داڤنتساتي الذي يحتفظ بواحدة من أثرى مجموعات المُطرّزات التاريخيّة في إيطاليا بأسرها”.
إلى جانب تصاميم مطرّزات هذا الفنان ضمّ المعرض مجموعة مختارة من الملابس والاكسسوارات والأقمشة العتيقة، إضافة إلى قطعٍ من الأزياء النادرة المحفوظة في متحف بارجيلو التاريخي في فلورنسا، ومن بينها زوج من الأحذية النسائية نُفّذا بالساتان الأحمر الحريري والدانتيل المطرّز بخيوط الذهب، وسترة رجاليّة من التفتا القرمزي، وزوج من القفازات صُنعا من الجلد الأبيض، وأقمشة مُزينة بزخارف نباتية.
وتقول البروفيسورة پاولا داجوستينو، مديرة متحف بارجيلّو التاريخي في فلورنسا “ما يُبرزه هذا المعرض هو الآصرة القوية ما بين المشرق والغرب في مجال التصاميم والتطريزات التجميليّة. و نحن ، بهذا المعرض، نحتفي باقتناء مُتحف البارجيلّو لمجموعة من التصاميم التحضيريّة لعدد من المطرّزات التي رسمها فنان غامض وموهوبٍ للغاية، وهو جوفانّي آلفونسو سامّاركو دي باري الذي ولد في جنوب إيطاليا، لكنّه عمل في نابولي وروما، وحيث تمكّن من الإطلاع على سلسلة من التصاميم والتطريزات التي أنجزها حرفيّون كانوا يمزجون ما بين التقاليد الشرقيّة والغربية”.
وتبرزُ في المعرض وسادة حمراء طرّزت بخيوطٍ من الفضة جاءت من ميلانو في الشمال لكنّها تُرحّل ذهن المشاهد بوضوح إلى ملامح فن الموريسك الإسباني المتأثّر بثقافات المغرب العربي.
وتعود الدكتورة بينيديتّا ماتوتشي، مُنسّقة المعرض قائلة “إنّها وسادة ثريْة من الحرير يعود تاريخها إلى بدايات القرن السابع عشر، وهي نموذج للدلالة على نوعية وطبيعة أثاث ذلك العصر. إنّها من الحرير المُطرّز بخيوط من الفضّة، وبزخارف تُحيل الذهن إلى التصاميم الإسبانيّة الموريسكيّة. وتُشير المعلومات بكون الوسادة أُنتجت في ميلانو في الفترة التي كانت فيه ميلانو خاضعة للهيمنة الإسبانيّة ونالها بالتأكيد الكثير من نأثيرات تلك الثقافة”.
وازدان المعرض أيضاً بمجموعة من اللوحات والمنحوتات التي تصوّر النبلاء والسيدات في القرن السابع عشر كالأمير فالديمار من الدنمارك والكونتيسة فيتوريا بولجاريني التي زيّنت كتفيها بطوق مُطرّز من الدانتيل الناعمً. وهي لوحة من مقتنيات پالاتسو داڤنتساتي عُرضت للجمهور للمرّة الأولى بهذه المناسبة.
