الزعماء اللبنانيون يتفقون على التحرك ضد التهديدات الإسرائيلية

معركة الأمعاء الخاوية، هي الوسيلة التي لجأ إليها هانيبال القذافي، الابن الخامس للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، احتجاجا على استمرار القضاء اللبناني في احتجازه منذ 8 أعوام، وذلك على خلفية اتهامه بجريمة ارتكبت وعمره عامان.

فالإضراب عن الطعام الذي بدأه هانيبال قبل أسبوعين أدى إلى تدهور حالته الصحية وتم نقله للمستشفى.

وقالت مصادر طبية، إن هانيبال القذافي يعاني من التهابات حادة في العمود الفَقْرِي وهبوطٍ بضغط الدم، وذلك نتيجة إضرابه عن الطعام.

ويُحمّل فريق الدفاع عن القذافي مسؤوليةَ حماية حياته للسلطات اللبنانية، التي لا تزال تصرّ على استمرار اعتقاله دون محاكمة في قضية لا ناقة له فيها ولا جمل وفق وصفهم، على الرغم من ظروفه الصحية.

ولا يزال ملف نجل القذافي دون تسوية قضائية، رغم محاولة أطراف ليبية عدة التدخلَ من أجل الإفراج عنه، ورغم المفاوضات التي تمت بين فريق دفاعه واللجنة المكلّفة بقضيّة اختفاء رجل الدين الشيعي موسى الصدر الذي فُقد في ليبيا عام 1978.

حول هذا الموضوع دارت مناقشات الجزء الأول من برنامج «حصة مغاربية» الذي يعرض عبر شاشة «الغد»، وفيه تحدث من مالطا الدكتور عقيلة دلهوم، رئيس اللجنة الحقوقية لهانيبال القذافي، فقال إنه نُقل من السجن إلى المستشفي في حالة صحية سيئة جدا بسبب اضطراب السكر وضغط الدم نتيجة إضرابه عن الطعام، وكان في حالة إغماء لحظة تلقيه العلاج، وإلا فإنه كان من المؤكد أن يستمر في رفض العلاج.

وأضاف أن هنايبال «أُعيد إلى السجن وحالته الصحية لم تستقر بشكل كامل، وهناك مخاوف من استمرار هانيبال في الإضراب عن الطعام».

وتابع: «حاولنا حل المشكلة منذ البداية على الصعيد السياسي الليبي، منذ أن اختفى الإمام الصدر في ليبيا، فاللجنة الشعبية العامة التي هي بمثابة مجلس الوزراء، والأجهزة الأمنية المختصة في ذلك الوقت، حاولوا جميعا التواصل مع الحكومة اللبنانية، وكان هناك اتفاق دولي بين ليبيا وإيطاليا لأنها مسألة مزدوجة تتحمل مسؤوليتها ليبيا وإيطاليا معا»، مؤكدا: «نحن لا نخلي ساحتنا من المسؤولية، بمعنى أن الإمام الصدر جاء ضيفا على ليبيا واستقبلناه للمشاركة في احتفالاتنا، ومن السذاجة أن يُقتل او يُخفي في مناسبة عامة يحضرها كل الزعماء والرؤساء، ثم إن هناك إثباتات وصلت عن طريق إيطاليا تؤكد وصول الإمام ورفاقه».

وعن سبب استمرار سجن هانيبال القذافي، قال إنه «لا يزال يقبع في السجون بعد مضي 8 سنوات، انتقاما من نظام سياسي سابق، وابتزاز مالي واضح من قبل حركة أمل، ولدينا إثباتات دامغة على ذلك».

في السياق ذاته، قال مستشار المنظمة الليبية لدراسات الأمن القومي، رمزي رميح، إن ما حدث لهانيبال القذافي أحد نتائج فبراير الكارثية وسقوط الدولة، فعندما تسقط الدولة والنظام بكامل مؤسساته يُهان المواطن ويُهان رجال الدولة، فهذه نتيجة طبيعية، لا كرامة للمواطن ولا سيادة للدولة عندما تسقط.

وأضاف في تصريحات لبرنامج «حصة مغاربية» من القاهرة، أن الدولة اللبنانية كاملة تتحمل مسؤولية سلامة ابن ليبيا هانيبال القذافي.

وتابع أن الليبيين للمرة الثانية اتفقوا على أمر معين، عندما تم تسليم المواطن الليبي بوعجيلة لواشنطن، وعندما تم اختطاف هانيبال القذافي، مشددا على أن كل القوى السياسية طالبت بإنهاء «جريمة الاختطاف» حسب وصفه.

من جهته، قال الكاتب والباحث السياسي، إدريس إحميد، إن قضية الأإمام الصدر طال أمدها منذ عام 1978، ويجب الكشف عنها، مؤكدا ان «ما يهمنا أنه (هانيبال القذافي) مواطن ليبي مُعتقل في لبنان، ونحن نتحدث عن لبنان كدولة بمؤسساتها، لا يفترض أن يكون فيها طرف خارجا على القانون».

وأضاف في تصريحات لبرنامج «حصة مغاربية» من سبها: «أنا استغرب الرأي العام الذي لا يتحدث عن هذه القضية، نحن نرفض إهانة أي مواطن ليبي، وعلى الدولة الليبية أن تتحرك».

وتابع: «يجب أن يكون هناك موقف، والليبيون والسلطات الليبية يجب أن يتحدثوا أكثر في هذا الموضوع، وإن كان هناك مواطن ليبي متهم بأي شيء يجب أن تتم محاكمته في بلده بالقانون».

قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن قوة لبنان في استقراره السياسي والاقتصادي، وإن اللبنانيين قادرون على صنع هذا الاستقرار بالحوار والتوافق والأهم بالتمسك بالمبادئ وليس الرهان على التغيرات، مشيرا إلى أن استقرار لبنان يصب في مصلحة سوريا والمنطقة عموما.

جاء ذلك خلال استقبال الأسد، اليوم الثلاثاء، للرئيس اللبناني السابق العماد ميشال عون.

وأكد الأسد أن عون كان له دور في صون العلاقة الأخوية بين سوريا ولبنان لما فيه خير البلدين، معربا عن ثقته في قدرة اللبنانيين على تجاوز كل المشاكل والتحديات، وتكريس دور مؤسساتهم الوطنية والدستورية.

واعتبر الرئيس السوري أنه لا يمكن لدمشق وبيروت النظر لتحدياتهما بشكل منفصل عن بعضهما، لافتا إلى أن التقارب العربي – العربي الذي حصل مؤخرا وظهر في قمة جدة العربية سيترك أثره الإيجابي على سوريا ولبنان.

من جانبه، قال عون إن اللبنانيين متمسكون بوحدتهم الوطنية على الرغم من كل شيء، معتبرا أن سوريا تجاوزت المرحلة الصعبة والخطيرة بفضل وعي شعبها وإيمانه ببلده وجيشه وقيادته.

وأكد الرئيس اللبناني السابق أن نهوض سوريا وازدهارها سينعكس خيرا على لبنان واللبنانيين.