“الزين اللي فيك”.. فيلم مغربي يثير الجدل ويعرض فريق عمله للخطر
حالة من الصخب والجدل أثارها الفيلم المغربي “الزين اللي فيك” للمخرج نبيل عيوش، وصلت تداعياتها لدرجة جعلت إحدى بطلات الفيلم لبنى أبيضار، تغادر المغرب الأحد الماضي متجهة إلى باريس.
الحكاية بدأت في مايو/ آيار الماضي منذ أن تسربت بعض مقاطع الفيلم على اليوتيوب، وتداولها كثير من الجمهور المغربي.
قصة الفيلم تتناول موضوع الدعارة في المغرب، من خلال 4 فتيات يعملن بالدعارة في مدينة مراكش، وكان عرضه للتفاصيل وما يحدث في هذا المجال جريء وصادم لكثيرين، سواء على مستوى الإيحاءات الجنسية، أو المستوى اللفظي.
وبسب ذلك منع الفيلم من العرض داخل المغرب نهائيا، وطالب البعض بإسقاط الجنسية المغربية عن المخرج نبيل عيوش، ثم إعدامه مع بطلة الفيلم لبنى أبيضار، ليس ذلك فقط، بل وصل الأمر إلى تظاهر شباب أحد الأحزاب المعارضة، أمام البرلمان منددين بالفيلم والمخرج، وتحميل الحكومة مسؤولية ما حدث والسماح لمثل هذه الأفلام بالظهور.
وسط هذا كله شارك فيلم “الزين اللي فيك” في الدورة 65 من مهرجان كان السينمائي الدولي، والغريب أن الفيلم نال إعجاب كثير من المتابعين والنقاد الذين حضروا العرض.
من جهة أخرى دافع مجموعة داخل المغرب عن حرية الرأي والتعبير، ورأوا أنه من غير الممكن تجريم السينما لمجرد الاقتراب أو الغوص في مشكلات مجتمعية، بل على العكس من حق الجميع التعبير عن رؤيته بلا قيد أو شرط.
وصرح أحد النقاد، الذين شاهدو الفيلم في مهرجان كان، أن نبيل عيوش كان موفقا في اختيار الموضوع، لكن لم يتناوله بشكل جيد، حيث قام بتشتيت نفسه في موضوعات أخرى كالمثلية الجنسية والرشوة والدعارة دفعة واحدة.
في ظل الأحداث الملتهبة حول الفيلم، تعرض المخرج وأبطال الفيلم لكثير من التهديدات بشكل مستمر، وعلى رأسهم لبنى أبيضاري، التي صرحت لصحيفة “لوموند” الفرنسية أن بعد ما حدث لازمت منزلها، ونزولها كان لمرات قليلة بسبب حاجتها للتبضع، وكانت متخفية ببرقع.
وفي 5 نوفمبر/ تشرين الثاني تعرضت لبنى للضرب المبرح، من قبل مجهولين بعد وصولها للدار البيضاء، ونشرت صور لها وهي مصابة من خلال صفحتها على التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، وكتبت إحدى صديقاتها أن المصحات ومراكز الأمن في المنطقة، رفضت استقبالها، وقالوا لها “أخيرا لبنى أبيضار أتت إلينا مضروبة”.
وفي اليوم التالي نشرت لبنى شكرا لإحدى المصحات والطاقم الطبي التابع لها، وشكرت صديقتها الصحفية التي دعمتها.
وجاء في تصريحها أيضا أنها ستغادر وطنها لأن “حرية النساء تشكل مصدر إزعاج”، وبالفعل غادرت المغرب لتصل الأحد الماضي إلى باريس.
وكعادته أثار المخرج الفرنسي من أصل مغربي نبيل عيوش، الجدل والمشاكل بتناوله موضوعات شائكة داخل المجتمع المغربي، من خلال أفلامه لكن هذه المرة، كان الوضع مشتعلا وصل حد الاعتداء بالضرب.
