مع تلميح باريس مؤخرا لعزمها خفض قواتها في الساحل الإفريقي، دخل الناتو على خط الدعم، من خلال فرق عسكرية سيرسلها إلى المنطقة في خطوة قد تمثل أول استجابة لطلب فرنسا بانخراط أكبر للشركاء الأوروبيين في العمليات العسكرية في دول الساحل.
من جانبه ذكر الخبير في شؤون الإرهاب ألبرت فرحات، الأسباب التي تدفع فرنسا لخفض قواتها بدول الساحل الإفريقي.
وأشار خلال لقائه في برنامج “مدار الغد”، إلى أن كل الدول الأوروبية تمنعت في أن تشارك فرنسا في الحرب الدائرة بمنطقة الساحل، وذلك لأسباب وحسابات انتخابية أوروبية داخلية لكل دولة على حدة، فضلا عن أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أضعف الموقف الفرنسي في هذه الحرب.
وشرد الإرهاب نحو مليوني نازح في دول الساحل الأفريقي، وهو رقم يدل على قسوة ما تواجهه دول الساحل الخمس “موريتانيا، تشاد، مالي، بوركينا فاسو، النيجر” من تهديدات أمنية.
وتحدث “ألبرت فرحات”، عن وجود بعض العمليات الكبيرة التي قامت بها فرنسا، بناء على معلومات استخباراتية من الولايات المتحدة، وقتل في 5 عمليات نوعية، بما يعادل 160 عنصرا من الجماعات الإرهابية.
ولفت إلى أن هناك قرارا داخل المؤسسة العسكرية الفرنسية، هو إما الانسحاب بالكامل وإما عدم تخفيض هذه القوات.
فيما قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، د. تاج الدين الحسيني، إن الدول الغربية لم تنتهج مع التنظيمات الإرهابية بالساحل الأفريقي، السياسة الرادعة المفروضة.
وأوضح “الحسيني” أن الإشكالية تكمن في أن عدة جماعات إرهابية، تبحث عن إقامة ما يسمى بـ”ملاذات آمنة” في عدة بلدان، ونموذجا على ذلك شمال مالي الذي أصبح مرتعا للجماعات الإرهابية منذ 2012.
بينما تناول الخبير الأمني الموريتاني البخاري محمد مؤمل، التمويل الأساسي للجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل الأفريقي.
وأشار إلى أنه كان عبر الفدية التي تدفع عن الرهائن مقابل الإفراج عنهم فضلا عن مصادر التمويل المتعلق بالجريمة المنظمة من خلال تهريب البضائع أي كان نوعها، وتهريب المخدرات، وأيضا تهريب البشر، حيث تمارس هذه الجريمة بطريقة منظمة أو تؤمن المجرمين الذين يقومون بها.