«الساحل والصحراء».. ساحة تنافس بين باريس وموسكو

تواجه فرنسا موقفا صعبا في منطقة الساحل والصحراء، بعد أكثر من 8 سنوات على تدخلها العسكري، فثمة تحديات حالية للنفوذ الفرنسي التقليدي في تلك المنطقة التي تعتبر سوقًا دائمة للصادرات الفرنسية، ومصدرًا مهمًّا للحصول على الغاز والنفط واليورانيوم، وربما تلك الثروات الطبيعية تفسر سعي باريس للحفاظ على نفوذها هناك.

وبدأ الدور الفرنسي في المنطقة عام 2013 بانطلاق عملية ” سيرفال ” شمالي مالي بموجب القرار الأممي 2085، وجاء التدخل بطلب من الحكومة المالية لإنقاذ النظام من الانهيار ومنع سيطرة التنظيمات الإرهابية على مالي.

 

وفي أغسطس 2014 استبدلت “سيرفال” بعملية “برخان” بهدف تقديم الدعم اللوجيستي لدول الساحل الخمس، ويبلغ عدد قوات هذه العملية حالياً نحو 5100 جندي.

مصدران للإرهاب

في السياق، قال إسماعيل الشيخ سيديا، الباحث في شؤون منطقة الساحل والصحراء، إن الإرهاب في الصحراء والساحل له مصدران، الأول ما حدث في الجزائر عقب الانتخابات حيث حمل الشباب السلاح.

وأضاف الباحث خلال برنامج “مدار الغد” أن المصدر الثاني هو انتشار الفكر التكفيري لتنظيم القاعدة انطلاقا من السودان.

كما أكد الباحث أن هناك توابع أبرزها إفشال الدولة في ليبيا عن طريق الناتو إضافة إلى هشاشة التنمية والمستعمر الفرنسي.

وتتمركز القوات الفرنسية المشاركة في عملية برخان بشكل أساسي في ثلاث قواعد رئيسية، في العاصمة التشادية نجامينا التي تعد مقر قيادة برخان، وفي منطقة غاو بمالي، ونيامي في النيجر.

فيما تركز إستراتيجية باريس في الساحل على استهداف التنظيمات الإرهابية، وتطوير قدرات جيوش المنطقة لمحاربة الإرهاب.

وفي يناير 2020 تم تشكيل قوة تاكوبا الأوروبية بعدما نجحت باريس في تدويل المشاركة العسكرية في منطقة الساحل والصحراء، بإشراك دول الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى بعثة مينوسما الأممية في مالي.

غير أن المحاولات الفرنسية سيطر عليها الإخفاق في تطهير المنطقة من الارهاب، ما جعل التهديدات الإرهابية حاليا عام 2021 أكثر اتساعاً مما كانت عليه قبل 8 سنوات، وذلك بالتزامن مع زيادة في مشاعر الكراهية ضد باريس.

التواجد الأجنبي 

ومن الرباط أكد الدكتور محمد زكرياء أبو الذهب، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، أن منطقة الساحل في أفريقيا متروكة لحالها، موضحا أن التدخلات الخارجية لا تقضي على الإرهاب.

وأضاف أستاذ العلاقات الدولية أن هناك نوعا من الازدواجية في الخطاب، مشيرا إلى تدخل فرنسا في وقت لم يكن لديها توكيل من مجلس الأمن الدولي.

كما أوضح أن الحضور الأجنبي إلى الآن لم يُجد نفعا ولم يحول دون وقوع انقلابات داخلية، لافتا إلى وجود من يقول إن هناك ارتباطًا مع المجموعة العسكرية المتواجدة في مالي وروسيا.

 

وفي نوفمبر 2020، ومع تراجع شعبية الدور الفرنسي، اتهم الرئيس إيمانويل ماكرون موسكو بتأجيج المشاعر المعادية لبلاده في أفريقيا.

كما اتهمت باريس موسكو بدعم الانقلاب الأخير في مالي، وهو الاتهام الذي نفته روسيا تماما لكنها لم تنف مساعيها لتوسيع نفوذها في المنطقة نفسها.

روسيا تعود من جديد

وقالت إيلينا سوبونينا، مستشارة معهد الدراسات الإستراتيجية، إن الاهتمام الروسي بمنطقة أفريقيا يعد تقليديا، مؤكدة أنه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي غابت موسكو عن المشهد في أفريقيا.

وأوضحت المستشارة أن موسكو عادت من جديد لتشكل قطبا مهما في أفريقيا، ولكن المشكلة أن دولا أخرى أصبحت وتعودت على الغياب الروسي لذلك هي متعجبة الآن.

كما أكد المستشارة أن هذه العودة تقليدية جدا، لافتة إلى وجود مصالح لروسيا كثيرة وكبيرة ومنها متعلق بالموارد الطبيعية مع كبرى الشركات في الدول الأفريقية.

 

تراجع فرنسي

ومن باريس، قال محمد كلش الباحث في العلاقات الدولية، إن التراجع الفرنسي عائد بالدرجة الأولى للتغيرات داخل الأنظمة في الدول الأفريقية، مؤكدًا أن العلاقة مع فرنسا باتت اقتصادية أكثر منها سياسية.

 

وأضاف كلش أن فرنسا كل ما تريده الآن في القارة الأفريقية هو مكافحة الإرهاب وتحديدا في منطقة الساحل وذلك لتأمين مصالحها.

كما أكد كلش أن العلاقات الفرنسية الأفريقية باتت الآن محصورة بالعلاقات الاقتصادية والسياسية فقط في منطقة الساحل وذلك ضمن مهمة مكافحة الإرهاب.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]