السبسي يدعو لاحترام الدستور حفاظا على استقرار تونس

شهد الرئيس التونسي، قيس سعيد، اليوم الأحد، وورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ورئيسة مجلس الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني،  ورئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، توقيع مذكرة تفاهم حول الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين تونس والاتحاد الأوروبي.

وقالت الرئاسة التونسية، في بيان: “رئيس الجمهورية قيس سعيد ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيسة مجلس الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والوزير الأول الهولندي مارك روته يشهدون حفل توقيع مذكرة التفاهم حول الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين تونس والاتحاد الاوروبي”.

وتشمل الشراكة الأوروبية الشاملة مع تونس، تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، والتعاون في مجال الطاقة الخضراء، وذلك في إطار دعم مالي يناهز أكثر من مليار أورو، منها 900 مليون أورو في شكل قروض، وفق ما نقلته وسائل إعلام أوروبية.

وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيسة مجلس الوزراء الإيطالي والوزير الأول الهولندي، قد أفادوا عقب لقائهم مع رئيس الجمهورية قيس سعيّد، يوم 11 يونيو/ حزيران الماضي بقصر قرطاج، بأنهم يعملون مع تونس على حزمة من الإجراءات ترتكز على 5 مجالات، وهي “التنمية الاقتصادية” و”الاستثمار والتجارة” و”الاستثمار في قطاع الطاقات النظيفة” و”التعاون في اطار الشراكة الفاعلة لمكافحة الاتجار بالمهاجرين” وأخيرا “النهوض ببرامج تبادل الطلبة وتطوير مهارات جديدة ومفيدة قصد تعصير الاقتصاد التونسي”.

خلاف في وجهات النظر

وفي السياق، قال عضو المكتب السياسي لحركة الشعب التونسي، الدكتور محمد بوشنيبة، إن العلاقة بين النقابات والحكومة لم تكن يوما على أكمل وجه، وذلك لأن كل منهم له أهدافه الوطنية التي يعمل على تحقيقها.

وأضاف بوشنيبة في برنامج (وراء الحدث) عبر قناة «الغد» الإخبارية أنه لا توجد قطيعة بين قصر قرطاج و”اتحاد الشغل” مشيرا إلى أنه خلاف في وجهات النظر.

كما أوضح بوشنيبة أن الخلافات طبيعية، وذلك لأن اتحاد الشغل ذاته أعلن دعمه لإجراءات 25 يوليو/ تموز التي اتخذها الرئيس قيس سعيد عام 2021.

كما يرى بوشنيبة أن “حركة النهضة” التونسية وحلفاؤها يستفيدون من أي خلافات بين الرئيس التونسي، قيس سعيد ورئيس اتحاد الشغل، نور الدين الطبوبي.

لا رابح أو خاسر

من جانبه، قال القيادي بحزب قلب تونس سابقا، فؤاد ثامر، إن هناك قطيعة بالفعل بين قصر قرطاج والاتحاد العام التونسي للشغل، موضحا أن ذلك كان سببًا رئيسيًا للخروج في مظاهرات تجوب أغلب المدن التونسية.

وأضاف القيادي بحزب قلب تونس سابقا، أن الخلافات بين الطرفين وصلت إلى حد القطيعة، مؤكدا عدم وجود قنوات تواصل بين الجانبين حاليًا.

وقال القيادي بحزب قلب تونس سابقا: “لا رابح أو خاسر في هذه المعركة”.

قال الأكاديمي والباحث السياسي، خالد عبيد، اليوم السبت، إن الرئيس التونسي، قيس سعيد، لا يعمل على شيطنة اتحاد الشغل، موضحا أنه يريد أن يكون الاتحاد في الصفوف الأمامية للدفاع عن العمال.

وأضاف عبيد، في تصريحات لقناة «الغد» الإخبارية، أن الخلافات بين قصر قرطاج و”اتحاد الشغل” سياسية لا فئوية، مطالبا العقلاء في تونس بمنع وقوع أي صدام بين الطرفين.

وكشف عبيد أن القطيعة بين قصر قرطاج واتحاد الشغل أصبحت واقعًا بكل أسف، محذرا من أن أي صدام بين الجبهتين.

وأشار إلى أن الرئيس قيس سعيد لا يريد أي مبادرة سياسية قد تُعيد تمكين خصومه وتحديدًا حركة النهضة.

وأوضح عبيد أن الاتحاد العام التونسي للشغل أعلن دعمه لإجراءات 25 يوليو التي اتخذها الرئيس قيس سعيد.

وأكد عبيد أن “حركة النهضة” وقوى ما قبل 25 يوليو ستكون المستفيد الأكبر من أي خلافات أو صدامات بين الطرفين.

وشهدت تونس، اليوم السبت، تجمعات احتجاجية لأنصار اتحاد الشغل للاحتجاج على سياسات الحكومة والرئيس قيس سعيد، وسط أزمة سياسية واقتصادية تعاني منها البلاد، يزيد من حدتها التوترات السياسية.