«السترات الحمراء» في تونس.. على طريق «السترات الصفراء» الفرنسية  

يبدو أن المزاج الشعبي العالمي قد تأثر بحركة «السترات الصفراء» في فرنسا، لتنتقل العدوى إلى بلجيكا وهولندا، في ظل تحفز أمني رسمي، وعلى نفس المسار كان تأثير مناخ الاحتجاجات الساخنة في فرنسا، بالإعلان عن حركة «السترات الحمراء » في تونس، للمطالبة بالتغيير، وتأتي هذه الخطوة، وفقا للنشطاء، ردا على «الفشل والفساد وغلاء المعيشة والبطالة وسوء الإدارة والهيمنة على مفاصل الدولة واستمرار سياسات التفقير الممنهج» ـ بحسب نص البيان الأول الذي نشرته وسائل الإعلام العربية والغربية ـ وأصدره نشطاء من شباب تونس،أمس السبت، للإعلان رسميا عن إطلاق الحملة على طريقة «السترات الصفراء» في فرنسا، والشروع في تأسيس تنسيقيات محلية للحملة في الولايات والمقاطعات التونسة، كحركة احتجاج سلمية.

 

تأسيس حملة «السترات الحمراء»

وجاء في البيان: «نعلن اليوم رسميا، نحن مجموعة من الشباب التونسي، تأسيس حملة (السترات الحمراء) لإنقاذ تونس في ظل غياب المصداقية والتصور وضبابية الرؤية لدى الطبقة السياسية الحالية، وتعمق الهوة بينها وبين الشعب التونسي»..وأوضح البيان أن حركة «السترات الحمراء» هي استمرارية لنضال الشعب التونسي وخطوة لاستعادة التونسيين لكرامتهم وحقهم في العيش الكريم الذي سلب منهم»..وأعلنت الحملة عن «التزامها بالاحتجاج المدني السلمي في التعبير عن الرأي ورفض الواقع السائد».

 

وترى الدوائر السياسية في تونس ان حركة «السترات الحمراء»، تعبر عن رفض شعبي للوضع الراهن على محتلف الصعد اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وغياب التواصل بين السلطات والشعب، وعلى الرغم من نجاح الانتقال الديمقراطي الذي حققته تونس منذ ثورة 2011 إلا أن ذلك لم يترافق مع تطور اقتصادي واجتماعي في ظل تفشي البطالة في صفوف الشباب وارتفاع كلفة المعيشة وتعثر الإصلاحات والحرب على الفساد.

 

من وراء حملة «السترات الحمراء»؟

ومن جهة أخرى، بدأت الاتهامات تحيط بقوى حزبية بأنها وراء حملة «السترات الحمراء» بهدف اسقاط حكومة يوسف الشاهد.. وطالت الاتهامات صراحة حزب «نداء تونس»، بأنه قام بتوزيع 10 ألاف سترة حمراء على الشباب للتظاهر والاحتجاج على الوضع الاقتصادي بعد فشل حكومة الشاهد في الخروج من الأزمات الاقتصادية، وألمحت قوى حزبية وسياسية إلى «المشاحنات والخلافات» بين رئيس الحكومة يوسف الشاهد وبين الحزب الحاكم وحتى رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي رئيس الحزب، وتوجه الشاهد بعلاقات تثير * الشك مع حركة النهضة الإسلامية وبدا تناغما بين الطرفين.

 

  • خبراء اقتصاديون أشاروا إلى الوضع الاقتصادي المتدهور وعجز الحكومة عن المواجهة، وسيطرة الخلافات السياسية والحزبية على الخطط الاقتصادية لإنقاذ البلاد من نفق الأزمات، وتحولت الأزمة الاقتصادية التي يرزح تحتها التونسيون إلى سلاح مشترك في المعركة التي اندلعت أخيراً بين رئيس الدولة الباجي قائد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، وانعكاس الأوضاع على المواطن الذي يعاني، ومن المتوقع أن يتجاوب مع دعوات حملة «السترات الحمراء».

 

قلق التونسيون من الوضع الاقتصادي 

بعد مضي نحو سبع سنوات على إطاحة الرئيس السابق زين العابدين بن علي، تمكّنت تونس ـ التي دشنت سنوات الربيع العربي بثورة الياسمين ـ  من استكمال مراحل الانتقال السياسي، وقطعت شوطاً كبيراً في مسيرة تحقيق الديموقراطية. ولكن لا تزال تحتاج إلى الكثير لتمكين الاقتصاد من استرجاع عافيته وتسجيل معدلات نمو مقبولة، في ظل استمرار تفاقم العجز في مالية الدولة، وانخفاض الإنفاق الاستثماري على تمويل المشاريع التنموية، وتُعتبر كل هذه العوامل سلبية، بحيث أصبحت تهدد بتدهور سعر صرف الدينار مع ارتفاع معدلات التضخمن ومن الطبيعي أن يزيد قلق التونسيين من تحديات اقتصادية خطيرة، تواجههم في المرحلة المقبلة، خصوصاً بعد فشل المخطط السابق بين عامي 2011- 2015 في تحقيق أهدافه التنموية، على رغم انعقاد سلسلة مؤتمرات استثمارية عربية وإقليمية ودولية لدعم الاقتصاد التونسي.

  • ويتوقع المراقبون في تونس تجاوبا شعبيا مع احتجاجات «السترات الحمراء» وفقا لمؤشرات داخل الشارع  التونسي عن حالة رفض واحتقان وأن قطاعات كبيرة من الشارع بدأ «صيرها ينفذ»!

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]