السترات الصفراء: خطاب ماكرون غير مقنع
أعلنت حركة السترات الصفراء اعتزامها مواصلة الاحتجاجات في العاصمة الفرنسية باريس ومدن أخرى، ضد السياسات والقرارات الاقتصادية للرئيس إيمانويل ماكرون، بعد خطابه الذي ألقاه أمس دون أن يترك أثرا كبيرا لدى أعضاء الحركة.
وأعلن ممثلون عن الحركة حسب وكالة الأنباء الفرنسية، “إننا نعتبر خطاب ماكرون عن الإصلاح الاقتصادي ومحاولة تحسين أوضاع البلاد المعيشية، لا طائل منه وغير مقنع”.
وبعد إنهاء ماكرون كلمته، أعلن العديد من المحتجين عزمهم على الاستمرار في قطع الطرقات وإقامة السواتر ولا سيما عند المستديرات، ودعوا إلى “فصل خامس” من التعبئة السبت في جميع أنحاء فرنسا، ليكون خامس يوم سبت على التوالي يشهد تحركات على المستوى الوطني منذ انطلاق الحركة في 17 تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال زعيم اليسار المتطرّف جان-لوك ميلانشون إنّ “ماكرون اعتقد أنّ توزيع النقود يمكن أن يهدِّئ تمرّد المواطنين الذي اندلع”، واعداً بتظاهرة جديدة السبت المقبل “ستشهد تعبئة كبيرة”.
من ناحيتها، قالت مارين لوبان، رئيسة التجمّع الوطني (الجبهة الوطنية سابقاً، يمين متطرّف) إنّ ماكرون “يتراجع لكي يقفز بشكل أفضل”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد أعلن في خطاب متلفز مساء أمس الإثنين، أن البلاد تعيش “حالة اقتصادية واجتماعية طارئة وان هناك استياء وثمة غضب شعبي، ولكن حينما ينطلق العنف تتوقف الحرية”، كما أعلن رفع الحد الأدنى للأجور وخفض الضرائب على أصحاب الرواتب.
ويستقبل الرئيس الفرنسي اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء ممثلي البنوك وكبريات الشركات ليطلب منهم المشاركة في الجهد الجماعي لمواجهة الأزمة الناجمة عن حراك “السترات الصفراء”.
ويلقي رئيس الوزراء إدوار فيليب كلمة أمام مجلس النواب يفصل فيها الإجراءات التي كشف عنها الرئيس في كلمته التلفزيونية إلى الأمة مساء الإثنين.
كما تترقب السلطات الفرنسية توجهات الرأي العام التي تعتبر أساسية لمسار الأزمة، في ظل تحركات احتجاجية تفتقر إلى أي تنظيم مركزي وتجمع العديد من الشرائح الاجتماعية والمطالب.
وأثارت أعمال العنف إجراءات أمنية غير مسبوقة في فرنسا. ومنذ أول تظاهرة “للسترات الصفراء” في 17 نوفمبر/تشرين الثاني اعتقلت السلطات في سائر أنحاء البلاد ما مجموعه 4523 شخصاً، وضع 4099 منهم قيد التوقيف الاحتياطي.
أوروبياً، أعلنت بروكسل أنّها ستدرس بعناية كيف ستنعكس على الميزانية الفرنسية وعود ماكرون.
وقال مفوّض شؤون اليورو نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس في ستراسبورج حيث يعقد البرلمان الأوروبي جلسة عامة “إننا نتابع من كثب الإجراءات الجديدة المحتملة التي جرى الإعلان عنها، لكن لا يمكننا التعليق عليها قبل أن يتم الإعلان عنها بطريقة صحيحة وبالتفصيل”.