السفارة الأمريكية: واشنطن تعارض تأجيل الانتخابات العراقية

قالت مصادر بالشرطة العراقية إن الشرطة أطلقت النار في الهواء اليوم الخميس لتفريق محتجين يطالبون بوظائف وبتحسين الخدمات العامة وذلك في واحدة من ثلاث مظاهرات خارج حقول نفط رئيسية في البصرة بجنوب العراق.

وذكرت الشرطة ومصادر في مستشفى أن اثنين من المحتجين أصيبا، ولم تكشف المصادر تفاصيل بشأن الواقعة التي حدثت بالقرب من مدخل لحقل غرب القرنة 2 العملاق الذي تديره شركة لوك أويل.

وقال موظفون محليون إن نحو عشرة محتجين تمكنوا من دخول منشأة فصل الخام لوقت قصير قبل أن تخرجهم الشرطة، وقال شرطيان في الموقع إن حشدا غاضبا أضرم النار في عربة كبيرة تستخدمها الشرطة.

وقال مسؤولان في قطاع النفط إن الاحتجاجات لم تؤثر على الإنتاج في حقل غرب القرنة 2 ولا في الحقلين الآخرين وهما غرب القرنة 1 والرميلة.

وتدر صادرات النفط من البصرة أكثر من 95% من عائدات العراق. ومن شأن أي تعثر للإنتاج أن يلحق ضررا شديدا بالاقتصاد.

وتصاعدت الاحتجاجات بعد أن أطلقت الشرطة النار الأسبوع الماضي لتفريق عشرات المحتجين قرب حقل غرب القرنة 2 مما أدى لمقتل شخص وإصابة ثلاثة.

وتأتي التوترات المتعلقة بالخدمات الأساسية في وقت حرج إذ تحاول الكتل السياسية العراقية تشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت يوم 12 مايو/أيار التي شابتها اتهامات تزوير.

وقال حسام عبد الأمير (25 عاما) وهو خريج جامعي عاطل عن العمل من البصرة “نريد الحصول على وظائف، نريد أن نشرب ماء نظيفا.. نريد الكهرباء. نريد أن يعاملونا كبشر وليس مثل الحيوانات”.

وأمر رئيس الوزراء حيدر العبادي لجنة وزارية بالنظر في مطالب المحتجين.

وقال أفراد في الشرطة مسؤولون عن حماية محيطي حقلي الرميلة، الذي تديره شركة بي.بي، وغرب القرنة 1، الذي تديره إكسون موبيل، إن حوالي 70 شخصا احتشدوا قرب مدخل مشترك يؤدي للحقلين الرئيسيين ، وطالب بعضهم الشركات الأجنبية بتوفير وظائف.

وقال فالح الدراجي، وهو أحد منظمي المظاهرات، لرويترز “لماذا يجب على شباب البصرة أن يتوسلوا للحصول على وظيفة بينما الشركات النفطية تقوم بتوظيف عمال أجانب”.

وأضاف “هذا غير عادل و يجب أن يتوقف، وإلا فإننا سوف لن نكتفي بالتظاهر قرب الحقول النفطية بل سنقتحمها”، وقال بعض المسؤولين المحليين إن الشكاوى مبررة.

وقال فارس شداد رئيس لجنة الطاقة في مجلس محافظة البصرة “المتظاهرون لهم مطالب عادلة وهم سلميون لحد الآن. إذا لم تستجب الحكومة لهم بسرعة، نحن نخشى أن الأمور سوف تخرج عن السيطرة في البصرة”.

وقال مسؤولون بالجمارك إن محتجين آخرين تجمعوا على طريق رئيسي إلى الشرق من البصرة يؤدي إلى معبر حدودي مع إيران ومنعوا حركة الشاحنات.

في سابقة لم يشهدا العراق من قبل، سجلت نتائج الانتخابات التشريعية «البرلمانية» مفاجآت حقيقية لمواطنيها وللعالم، تنبىء بتحول في الخريطة السياسية والاجتماعية العراقية، بعد أن صوت العراقيين ضد إيران وأمريكا، بحسب رؤية الدوائر السياسية في بغداد.

«الصدر يقلب الطاولة على واشنطن وطهران» بحسب وصف وسائل الإعلام الأمريكية، وتؤكد صحيفة «واشنطن بوست»،أن فوز مقتدى الصدر، في الانتخابات العراقية، التي جرت السبت الماضي سبب ورطة كبيرة لكل من إيران والولايات المتحدة، على حد سواء، وأن هذا الفوز سيجبر الولايات المتحدة وإيران على إعادة حساباتهما بشأن العراق، فقد كان على قائمة أعداء الولايات المتحدة،، حيث كان يقود جماعة جيش المهدي المسلحة، التي حاربت الجيش الأمريكي، وانتقد التواجد الأمريكي في العراق، لذا يتعين على الولايات المتحدة إعادة النظر في كيفية حماية المصالح الأمريكية في المنطقة، والصدر يعارض أيضا «النفوذ الإيراني» في بلاده، ولذا ستضطر طهران لإعادة حساباتها بشأن كيفية الدفاع عن مصالحها في العراق!!

والمعروف أن شخصية الصدر ونهجه موضع إشكال لدى إيران والولايات المتحدة على حد سواء. فإذا كانت واشنطن لا تنسى «جيش المهدي»، فإن طهران لا تنسى المواقف العدائية لسليل آل الصدر المعروفين بزعامتهم الدينية ذات الاحترام الواسع، وآخر تلك المواقف كان زيارته إلى المملكة العربية السعودية، «عدو إيران اللدود».. ويقول المحلل السياسي العراقي، عصام الفيلي، إن «للصدر مقبولية وقواعد شعبية واسعة، ومن يمتلك الشارع يشكل مصدر قلق لكثير من الأطراف».

يسار وشيعة !

الدوائر السياسية العربية والغربية، ترصد دلالات النتيجة التي حققهاالتحالف الذى جمع التيار الصدرى والحزب الشيوعى، وهي نتيجة فاقت كل التوقعات فى الانتخابات البرلمانية العراقية، واحتل هذا التحالف «سائرون» المركز الأول، متقدماً على التحالف الذى يقوده رئيس الوزراء الحالى حيدر العبادى (تحالف النصر)، والتحالف الذى يضم جماعات «الحشد الشعبى» وميليشياته المسلحة (هادي العامري)..والنتيجة التى حققها هذا التحالف قد تُمَّثل بداية تحول فى الخريطة السياسية والاجتماعية العراقية. ويرى مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، د. وحيد عبد المجيد، أن تأسيس التحالف نفسه كان تعبيراً عن تحول لا يقل أهمية، إن لم يزد، فى العلاقة بين اليسار، والإسلام السياسي فى العالم العربى. فقد قامت هذه العلاقة تاريخياً على العداء المتبادل. وكم من صراعات ومعارك نشبت بين أحزاب يسارية، وأخرى ترفع شعارات إسلامية. ولذا، كان تأسيس تحالف «سائرون» نقطة تحول فى مسار هذه العلاقة، وخاصة بعد استمراره رغم الانتقادات الهائلة التى تعرض لها كل من الطرفين فى الأوساط القريبة منه، ووصلت إلى حد إصدار فتاوى من مراجع دينية عراقية تُحَّرم أى تعاون مع الحزب الشيوعى.

الموقف الأمريكي لم يعلن بعد تجاه «الصدر» رغم عدم الارتياح الأقرب للصدمة التي ضربت الإدارة الأمريكية..بينما تلقى «الصدر» تهديدات من ميليشيات شيعية موالية لإيران باغتياله، بسبب مواقفه المضادة للتدخلات الإيرانية في العراق، مما دفع انصار الصدر للتظاهرفى شوارع محافظة ميسان في شرق العراق على الحدود مع إيران، محذرين كل من يفكر بإلحاق الأذى به بحرق الأخضر واليابس.

التساؤلات داخل الدوائر السياسية في بغداد : هل تترك واشنطن وطهران الساحة لـ «الصدر» يعيد تشكيل الحكومة الجديدة، ويعيد تشكيل المشهد السياسي ؟! والتساؤلات ترتبط  بمخاوف حقيقية تجتاح الشارع العراقي، من احتمال لجوء بعض القوى السياسية الساعية للسلطة، إلى افتعال أزمة في البلاد لإفشال الإرادة الشعبية في وصول القوى الإصلاحية إلى الحكومة.

وانطلقت تحذيرات من مؤامرة تنسجها قوى محلية مدعومة خارجيا، لتحويل انتصار تحالف الصدر «سائرون» إلى هزيمة، في تكرار لسيناريو انتزاع تقدم زعيم حركة الوطنية اياد علاوي لصالح نوري المالكي في الانتخابات السابقة، في ظل استعداد تلك القوى للجوء إلى كل السبل للفوز بغنيمة السلطة حتى إذا تطلب الأمر خلق أزمات في البلد، حيث يبدو المشهد السياسي في غاية التعقيد ومفتوحا على كل الاحتمالات، مع وجود جناحين شيعيين يتنازعان لتكوين الكتلة الأكبر التي ستقوم بتشكيل الحكومة، أحدهما بقيادة كتلة «سائرون» التي حققت تقدما في الانتخابات وتسعى لحكومة إصلاحات ذات استقلالية بعيدا عن التأثير الخارجي، وكتلة يقودها زعيم حزب الدعوة وحليف إيران نوري المالكي.

الصدر .. رجل دين في ثوب «مناضل اصلاحي » 

أعاد رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، تقديم نفسه كراعٍ لمكافحة الفساد «المستشري» في البلاد، ومنذ ثلاث سنوات، يتظاهر أنصار الصدر جنباً إلى جنب مع الشيوعيين، أعدائهم السابقين، ضد طبقة سياسية فاسدة وغير قابلة للإصلاح منذ 15 عاماً. ويطرح الصدر، المستدير الوجه والذي غزا الشيب لحيته، نفسه بطلاً للإصلاح في بلد يحتل المرتبة 12 على لائحة البلدان الأكثر فساداً في العالم.

ولد «الصدر» الذي يقول مقربون إنه سريع الغضب وقليل الابتسام، في 12 أغسطس/ آب 1973 في الكوفة جنوب بغداد، وهو نجل محمد محمد صادق الصدر أبرز رجال الدين الشيعة المعارضين للرئيس السابق صدام حسين، وتوارى «الصدرۑ أواخر عام 2006، ولم يعرف مكان إقامته حتى عودته إلى حي الحنانة في النجف حيث مقر إقامته في بداية العام 2011، ليتبين لاحقاً أنه أمضى أكثر من أربعة أعوام في مدينة «قم» الإيرانية لمتابعة دروس في الحوزة الدينية..  ويتمتع «الصدر» بشعبية واسعة في أوساط فقراء الشيعة، خصوصاً في مدينة الصدر ذات الكثافة السكانية العالية في بغداد.

يسير الاقتراع في الانتخابات البرلمانية بانسيابية وتدفق متوسط، فيما دعا رئيس حكومة إقليم كردستان، مواطني الإقليم إلى المشاركة الفعالة في انتخابات مجلس النواب.

المزيد من التفاصيل مع مراسلي الغد من بغداد مصطفى القطان، ومن أربيل صهيب الفهداوي، مع الإعلامية جمانة هاشم، عبر النشرة الإخبارية.