السفير الأمريكي يطالب بالإسراع بتشكيل الحكومة الليبية الجديدة

بحث قادة سياسيون بارزون في ليبيا سبل توحيد جهود مواجهة الأزمة الإنسانية بالمناطق المنكوبة شرقي البلاد، وفي مقدمتها مدينة درنة الأكثر تضررا من الفيضانات.

جاء ذلك خلال اجتماع عقد بديوان رئاسة الوزراء في العاصمة طرابلس، بين نائب رئيس المجلس الرئاسي عبد الله اللافي، ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة.

وقال المجلس الرئاسي، في بيانه، إن الاجتماع استعرض جهود الإنقاذ والإغاثة المتواصلة في مدينة درنة، وباقي مدن الشرق الليبي التي تضررت جراء الفيضانات والسيول.

وأضاف البيان أن الاجتماع شهد التأكيد على ضرورة تنظيم الجهود الإنسانية للمساهمة في تخفيف آثار الكارثة، ومساعدة الفرق المحلية والعربية والدولية المتخصصة العاملة في المناطق المتضررة على أداء مهمتها بنجاح.

من جهتها، أوضحت حكومة الوحدة الوطنية، في بيانها، أن الاجتماع بحث سبل توحيد الجهود لمواجهة الأزمة الإنسانية التي تمر بها درنة خاصة، وجميع المناطق المنكوبة.

وأضافت أن المجتمعين شددوا على ضرورة تذليل الصعوبات؛ لضمان وصول المساعدات الإغاثية إلى المتضررين من السيول والفيضانات.

حول هذا الموضوع دارت نقاشات الجزء الأول من برنامج «حصة مغاربية» الذي يعرض عبر قناة «الغد»، وفيه قال الباحث السياسي، المهدي عبد العاطي، إن البلاد في وضع انقسام سياسي كبير لا يخفى على أحد، فهناك حكومة في المنطقة الشرقية وحكومة أخرى في المنطقة الغربية.

وأضاف: «أعتقد أن عبد الحميد الدبيبة وعبد الله اللافي ومحمد تكالة اجتماعهم ليس من أجل توحيد الجهود، كما نُشر في صفحات التواصل الاجتماعي الرسمية للحكومة بان الاجتماع كان الهدف منه هو استعجال وتذليل الصعوبات لإيصال الإغاثة، وهذا الأمر غير صحيح، وهذا هو الخطأ الأول».

وأكد عبد العاطي انه «لا توجد صعوبات في إيصال الإغاثة لجميع المدن المتضررة وخصوصا درنة، فكل الإغاثة تصل بسلاسة والفرق الرسمية الحكومية وغير الحكومية تشتغل، ولا أعتقد أن الدبيبة يعلم بهذه القوافل التي جاءت من كل ليبيا ومن دول خارجية طائراتها تهبط في مطار بنينا، الدبيبة ليس لديه تقرير ولا يعلم كيفية عمل هذه الفرق التي تعمل الآن بشكل منتظم، وكل الإعانات والمساعدات تصل إلى المواطنين بشكل سلسل، كما أن كل المواد متوفرة بنسبة كبيرة جدا».

وأشار إلى أن «اجتماع الدبيبة واللافي وفق ما نشره ديوان مجلس الوزراء للحكومة المنتهية الولاية تضمن خطأ ثانيا، وهو الإعلان عن أن توحيد الجهود لإعادة الحياة في مدينة درنة».

من جانبه، قال المتحدث باسم مبادرة القوى الوطنية الليبية، محمد شوبار: «نعلم جيدا أن الشعب الليبي سطر درسا كبيرا في التلاحم والتعاطف والتكاتف، وبمد يد المساعدة لكل المدن المنكوبة في الشرق الليبي، وهذا حاز إشادة العالم بأسره والصحافة الدولية».

وأضاف أن «المساعدات التي أتت من كل دول العالم، شهدنا حركة الطيران التي لم نشاهدها منذ فترة طويلة جدا، المساعدات وصلت إلى كل المدن المنكوبة، وكل السياسيين سواء من حكومة طرابلس أو بنغازي بعيدين كل البعد عما يجري في مدينة درنة، حتى أهالي الضحايا الذي خرجوا للتعبير عن رأيهم تم قمعهم وفقا لتقرير منظمة العفو الدولية، وكل النشطاء الذين خرجوا في فيديوهات اليوم مغيبين قسريا».

وأشار إلى أن «كل هذا يحدث وسط اجتماع بعد 11 يوما لرئيس المجلس الأعلى للدولة ورئيس حكومة طرابلس ونائب رئيس المجلس الرئاسي»، متسائلا: «نحن نتحدث عن 11 يوما لحدوث الكارثة، فأين كان هؤلاء قبل وقوعها؟».

وأكد شوبار أن الشعب الليبي لقن هؤلاء السياسيين درسا لن ينسونه أبدا.

في إطار التحركات الإقليمية والدولية لحلحلة الأزمة الليبية، أعلن من العاصمة الكونغولية برازافيل، عضو المجلس الرئاسي الليبي عبد الله اللافي، انطلاق أعمال اللجنة التحضيرية للمصالحة الوطنية الليبية.

اللافي أكد أن اللجنة ستواصل أعمالها في ليبيا، مشيرا إلى أن المؤتمر الجامع للمصالحة وكل المؤتمرات المتعلقة بمسار المصالحة ستعقد داخل ليبيا وبمشاركة كل الأطراف والأطياف ذات الصلة.

ويقود المجلس الرئاسي الليبي منذ أشهر جهودا كبيرة للدفع بمسار المصالحة الوطنية، بعد تعثرها بسبب الصراعات السياسية والنزاعات القانونية والدستورية التي عمّقها التنافس على الانتخابات والتنازع على السلطة.

ويثير مشروع المصالحة الوطنية ردود فعل متباينة في ليبيا وتساؤلات عديدة بشأن الشروط الضرورية لنجاحه ومدى توفرها.

حول هذا الموضوع، دار الجزء الأول من برنامج «حصة مغاربية» الذي يعرض عبر قناة «الغد»، وفيه قال رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة درنة، الدكتور يوسف الفراسي، إن الخطوة التي اتخذت في برازافيل مدعومة، وكان من المفترض أن تكون هذه الأمور محل نقاش، فمسألة المصالحة هي مسألة كبيرة جدا تواجه الكثير من التحديات.

وأضاف: «نحن نعلم أن المجلس الرئاسي منذ استلامه ملف المصالحة وإنشاء المفوضية العليا للمصالحة لم يحقق تقدما في هذا المجال، لأن مسألة المصالحة مسألة صعبة، والاتحاد الإفريقي ليس في كامل عافيته، لأنه يعاني من مشكلات كثيرة ومن ضعف في الإمكانيات والموارد».

وتابع أن «المشكلة تكمن في الأطراف داخل ليبيا، وبالتالي المصالحة لا بد أن تكون بين هذه الأطراف المتصارعة».

من جهته، قال مؤسس حراك 24 ديسمبر لإجراء الانتخابات، أحمد أبو عرقوب إنه يعتقد أن أي خطوة في اتجاه توحيد الصفوف الليبية وتوحيد المساعي الحميدة للمصالحة الوطنية هي خطوة جيدة بغض النظر عن فاعليتها.

وأضاف: «الآن الفاعلية في إحداث مصالحة وطنية تكاد تكون ضئيلة جدا، لا تصل إلى 5% من إمكانية تحقيق الحد الأدنى من المصالحة، التي تحتاج إلى توفر عوامل عدة، وتواجه تحديات أبرزها التحديات القانونية والقضائية المتمثلة في العدالة الانتقالية ورد المظالم، وهناك تحديات اجتماعية في ما يخص عودة المهجرين والنازحين، وتحديات سياسية في الاتفاق على شكل الدولة ونظام الحكم والعلم والنشيد وما إلى ذلك».

يكثف المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، جهوده لإجراء الانتخابات في ليبيا، وذلك بعد اشتباكات دامية شهدتها طرابلس مؤخرا.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في ليبيا، اليوم الجمعة، أن المبعوث ريتشارد نورلاند سافر برفقة نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون شمال إفريقيا جوشوا هاريس إلى برلين في الفترة من 8 إلى 9 سبتمبر/أيلول لإجراء محادثات مع الشركاء الدوليين بشأن الجهود المشتركة لدعم السلام والاستقرار في ليبيا.

1/3 سافر المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند برفقة نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون شمال إفريقيا جوشوا هاريس إلى برلين في الفترة من 8 إلى 9 سبتمبر لإجراء محادثات مع الشركاء الدوليين بشأن الجهود المشتركة لدعم السلام والاستقرار في #ليبيا.

— U.S. Embassy – Libya (@USEmbassyLibya) September 9, 2022

2/3 المبعوث الخاص نورلاند: "تنضم الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة والشركاء الدوليين في دعوة جميع الأطراف في #ليبيا للانخراط في الحوار والعمل بحسن نية على خريطة طريق ذات مصداقية لإجراء انتخابات مبكرة.

— U.S. Embassy – Libya (@USEmbassyLibya) September 9, 2022

وتابع:” لقد أكدت من جديد على هذا الهدف في مكالمتي يوم 6 سبتمبر مع رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الدكتور عماد السايح والتي اتفقنا فيها على أنه من الضروري إجراء الانتخابات دون تأخير”.

ووقعت اشتباكات في طرابلس قبل أسبوعين، بين قوات رئيس الحكومة المكلف فتحي باشاغا، وقوات تابعة لعبد الحميد الدبيبة، رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، وأسفرت عن مقتل 32 شخصا بينهم مدنيين، وإصابة 159 آخرين.

وحثت الأمم المتحدة الليبيين على ضبط النفس، وسرعة إجراء الانتخابات.

وعقب ذلك، عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الدبلوماسي السنغالي عبد الله باثيلي مبعوثا للمنظمة الدولية إلى ليبيا والذي بدأ عمله.