- واشنطن شريكة مباشرة للاحتلال في انتهاكات حقوق الفلسطينيين
- مندوب فلسطين بمجلس حقوق الإنسان: المطلوب إرادة دولية لإحالة جرائم الاحتلال إلى الجنايات
حوار / وائل يوسف
كشف مندوب فلسطين في مجلس حقوق الإنسان السفير إبراهيم خريشة، أن الأسبوع المقبل سيتم الإعلان عن أسماء الشخصيات التي ستضمها لجنة تقصي الحقائق بشان جرائم الاحتلال على حدود غزة، والتي شكلت بقرار من قبل مجلس حقوق الإنسان خلال الجلسة التي عقدت في مايو/آيار الماضي، كاشفاً النقاب أيضاً عن مطالبة غالبية أعضاء المجلس، للمفوض السامي بالإسراع في إصدار قائمة الشركات التي تعمل في المستوطنات وإعداد قاعدة بيانات حولها.
وأشار السفير خريشة في حديث مع موقع “الغد” إلى ضغوط كبيرة يتعرض لها مندوب سلوفينا الذي يرأس مجلس حقوق الإنسان لطي صفحة هذه اللجنة. مشدداً على أن واشنطن ستحاول حتى بعد انسحابها من المجلس، الضغط على عدد من الدول الموجودة فيه وإدخال أعضاء جدد إليه لتنفيذ إرادتها وتمرير ما تريده خدمة للاحتلال.
ضغوط أمريكية
واتهم خريشة، الإدارة الأمريكية بالمشاركة المباشرة في الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه، مشيراً إلى أن مجرد اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل هو انتهاك للقانون الدولي ولحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف خريشة، أن هناك جو أمريكي مواتي لإسرائيل، وتطرف أعمى من قبل الإدارة الامريكية في مواجهة الحقوق الفلسطينية، لكنه استدرك قائلاً “الأمور لن تستمر على هذه الشاكلة، ولا يمكن القبول بأن تستولي إدارة ترامب على القدس، ووفقاً للفهم الإسرائيلي الذي يزعم أن القدس موحدة هي عاصمة دولة الاحتلال، الأمر الذي اعتبره مخالف لقرارات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة وحتى لمواقف الإدارات الإمريكية التي سبقت”.
البند السابع
وأكد خريشة، أن المجموعة السياسية والجغرافية في المجلس الأممي وبضمنها، الاتحاد الأوروبي، والمجموعة العربية، ودول عدم الانحياز، ومجموعة دول أمريكا اللاتينية، وكذلك منظمة التعاون الإسلامي، تجري نقاشات مستمرة بشان حالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. مشدداً، على أن هناك إجماع على ضرورة إلزام دولة الاحتلال بالقانون الدولي، ونددت المجموعات بقرار واشنطن الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان والذي يؤكد من جديد على عدم مسؤولية أمريكا في حماية القانون الدولي وحقوق الإنسان كما تدعي.
وأشار خريشة، إلى ان المجلس جدد التأكيد على أهمية بقاء البند السابع، وهو البند الذي يتعاطى مع حالة حقوق الإنسان في أراضي دولة فلسطين والأراضي العربية المحتلة، والذي اتخذته واشنطن ذريعة لانسحابها من المجلس بعد أن رأت فيه جسم منحاز ضد إسرائيل، والتي تصفها الإدارة الأمريكية بأنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وهي تمارس الإرهاب ضد أبناء الشعب الفلسطيني على مدار أكثر من 50 عام.
واعتبر خريشة، أن النقاشات التي تجري في أروقة مجلس حقوق الإنسان تمثل رسائل دعم وتأكيد، على أهمية إنفاذ القانون الدولي، وضرورة إلزام دولة الاحتلال، باحترام التزاماتها الدولية بصفتها دولة في الأمم المتحدة، معتبراً، أن هذه النقاشات، وما ينتج عنها من قرارات هي تراكم قانوني، يحمل قيمة أخلاقية ومعنوية وسياتي اليوم الذي يتم فيه إنفاذ القانون.
مماطلة المدعي
وشدد خريشة، على أن العالم لا يمكن أن يحكم بشريعة الغاب التي تقودها الإدارة الأمريكية، ولا يمكن إطلاقا كما يعتقد الرئيس ترامب وغيره، أن قوة المال والسلاح هي التي ستكون الناظم للعلاقات الدولية، فالعالم يتغير والناظم للعلاقات الدولية يجب أن يكون القانون.
واتهم خريشة المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية فاتو بن سودا بالمماطلة في التعاطي مع الحالة الفلسطينية، وقال، “كان على السيدة بن سودا أن تبدا بالتحقيق في ملفات الجرائم التي قدمت له منذ أن قدمت فلسطين برسالة تقبل ولاية المحكمة على أرض دولة فلسطين في يونيو/حزيران من العام 2014، حيث قدم إليها الكثير من المعلومات والملفات بهذا الخصوص.
واعتبر خريشة أن 4 سنوات كفيلة بتوضيح الرؤية للمحكمة الدولية، ويكفى دراسة وتمحيص وتدقيق، والمطلوب إرادة دولية من المحكمة للحديث أين وصلت هذه الامور وعندما المراوحة عند بند المراوحة والتريث، ويجب إحالة جميع الملفات والأسماء إلى محكمة الجنايات الدولية.
وأشار خريشة، إلى وجود ضغوطات لعرقلة أي اجراء في المحكمة من شأنه أن يفضح الاحتلال ويكشف جرائمه. لذلك، علينا أن ننتظر وان لا نتوقع سريعا نتائج لمحكمة الجنايات أو أي محطات قانونية أخرى في ظل المعادلة الدولية والخلل في هذه المعادلة الذي يسير في صالح الاحتلال، موضحاً أن الإجراءات الأمريكية الأخيرة باتت تؤشر لفلتان قانوني دولي، داعياً المجتمع الدولي عدم السماح بذلك وان لا يدفع الشعب الفلسطيني ثمن هذا الفلتان.
عزلة واشنطن
وثمّن خريشة الدور الذي لعبته مسيرات العودة في إعادة القضية الفلسطينية إلى اهتمامات السياسة الدولية، وقال، “أجمل ما حصل في الأشهر الأخيرة هي المظاهرات السلمية دون استخدام الصواريخ وإطلاق النار هذا يضر بنا كثيرا، الأمر الذي خلق تفهماً لدى المجتمع الدولي وفي المقابل، وسع من حالة العزلة التي تعيشها الإدارة الأمريكية ” .
وأوضح خريشة ان هذه العزلة تجسدت عندما استخدمت منوبة الولايات المتحدة نيكي هيللي الفيتو لمنع التحقيق الدولي في الاحداث التي وقت في غزة، ومن ثم منعت أيضا صدور قرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وقدمت قرار في مجلس الامن صوتت لوحدها على هذا القرار، مشيراً غلى وجود حالة اضطراب وارتباك لدى الإدارة الأمريكية، وهو ما ينعكس سلباً عليها وعلى طريقة تعاطيها مع المجتمع الدولي والمسألة الفلسطينية بشكل خاص.
