منذ 20 عاما أقدمت عائلة عوض الله على إنشاء بيتها في بلدة شعفاط بمدينة القدس المحتلة، وطول تلك الفترة ترفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي منح العائلة التي حالها مثل حال مئات الأسر الفلسطينية منحها الترخيص للبناء، بهدف تهجير الفلسطينيين عن مدينة القدس وإحلال المستوطنين محلهم.
ومؤخرا أجبرت بلدية الاحتلال، 4 عائلات من ( صور باهر وشعفاط وسلوان) بمدينة القدس المحتلة على هدم منشآتها السكنية والحيوانية بأيديهم، بحجة البناء دون ترخيص ومن بينها منزل عائلة عوض الله.
وقال الشاب جهاد عوض الله الذي تعرض منزله للهدم: “بيتنا يتكون من طابقين وكانت تبلغ مساحة كل شقة 120 مترا مربعا، وحاولت العائلة منذ عشرات السنين بكل الطرق والوسائل أن تحصل على ترخيص لكن دون جدوى، وكانت سلطات الاحتلال ترفض منحنا الترخيص “.
37 ألف دولار غرامة
وتستخدم سلطات الاحتلال عدم منح الفلسطينيين في القدس تراخيص البناء ليكون حجة عليهم بهدف الهدم، وفق ما قاله الشاب عوض الله: “العائلة قامت مؤخرا بهدم بنايتها المؤلفة من طابقين الكائنة في بلدة شعفاط، وفرضت بلدية الاحتلال عليهم مخالفة بناء قيمها 120 ألف شيكل قرابة ( 37 ألف دولار).
عملية الهدم تسببت أيضا بتشريد هذه العائلة، وأوضح عوض الله أن شقيقه كان يعيش بإحدى الشقق السكنية، واضطر للانتقال إلى وحدة بالإيجار بعد الهدم.
وفي سياق استمرار هدم منازل الفلسطينيين بالقدس، ذكر مركز معلومات وادي حلوة- القدس، أن بلدية الاحتلال أجبرت خلال الأيام الماضية، عائلات “عوض الله، نمر، أبو هدوان، وصيام” على هدم منشآتها بيدها، ما اضطر العائلات إلى تنفيذ قرارات الهدم، تفاديا لدفع الغرامات المالية، حيث أجبرت بلدية الاحتلال في القدس الفلسطيني عمر صيام، على هدم بركسات للمواشي في البلدة، بدعوى البناء دون ترخيص.
وذكر المركز أن بلدية الاحتلال في القدس أجبرت الفلسطيني نمر نمر على هدم شقة لنجله، في قرية صور باهر، التي بناها منذ 5 سنوات.
وأوضح نمر أن الشقة قائمة منذ سنوات وتبلغ مساحتها 90 مترًا مربعًا، ويقوم بعمل التشطيبات والترميمات اللازمة من الداخل، إلا أن بلدية الاحتلال أصدرت قرار الهدم وأبلغته ضرورة الهدم الفوري وإلا ستقوم طواقمها بذلك.
وقف التمدد العمراني للفلسطينيين
بينما في بلدة سلوان، ذكرت عائلة أبو هدوان أن بلدية الاحتلال أجبرتها على هدم صالة مساحتها حوالي 90 مترا مربعا، لافتة إلى أنها مبنية من الأعمدة الحديدية والشوادر”.
وتستخدمها العائلة للمناسبات والاجتماعات الخاصة بالعائلة، نظرا لضيق مساحة المنازل في القدس، ويقع عقار أبو هدوان في منطقة باب المغاربة، ويطل على المسجد الأقصى.
ويرى الخبير في شؤون القدس والاستيطان جمال عمرو، أن “سلطات الاحتلال تتبع سياسة الهدم الذاتي لمنازل ومنشآت الفلسطينيين وملاحقتهم بهدف السيطرة على مساحات إضافية من الأرض ومنع الفلسطينيين من الامتداد بناء على ما تم توقيعه من تقسيم أراضي الضفة الغربية إلى مناطق (أ، ب، ج)، لذلك فإن أي بناء أو امتداد عمراني للفلسطينيين من دون ترخيص سواء في مناطق “ج” أو القدس فإن الاحتلال بالمرصاد”.
وأوضح عمرو أن المحاكم الإسرائيلية تتذرع في قراراتها بأن أوامر الهدم سببها عدم قيام الفلسطيني بالحصول على الترخيص اللازم، لكن نظرة قريبة على وضع المقدسيين تؤكد أن إعطاء الترخيص للفلسطيني أمر يكاد يكون مستحيلاً، وإن حصل فإنه يصل إلى تكلفة بناء منزل في أي مكان آخر.
