السودان.. المجلس العسكري يتعهد بنقل السلطة والمعارضة تعلق المفاوضات
يبدو أن أزمة ثقة تصاعدت بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري السوداني، دفعت الأولى إلى تعليق المفاوضات واتهمت بسيطرة قادة من بقايا نظام البشير عليه.
يأتي ذلك في وقت أعلن فيه المجلس العسكري السوداني استعداده لنقل السلطة فورًا، داعيا إلى عدم الانسياق وراء دعوات الإقصاء والعزل.
وأكد رئيس العسكري الانتقالي عبدالفتاح البرهان التزام المجلسب نقل السلطة إلى المدنيين تلبية لمطالب آلاف المتظاهرين.
وعلى الجانب الأخر، لم تقتنع المعارضة السودانية بالخطوة التي اتخذها المجلس العسكري الانتقالي في السودان، اليوم الأحد، بتجديد التزامه تسليم السلطة إلى “حكومة مدنية يوافق عليها الشعب”، معلنين تعليق التعاون مع اللجنة السياسية للمجلس العسكري الانتقالي.
في هذا السياق قالت رئيس تحرير صحيفة التغيير السودانية رشا عوض، إن قوى الحرية والتغيير تريد أن تكون الحكومة المدنية هي المسيطرة سياديًا وتنفيذيًا وتشريعيًا، على أن يختص المجلس العسكري بشؤون الأمن والدفاع.
وأوضحت أن هناك رؤية أخرى تتمثل في أن يكون هناك مجلس مختلط مدني بتمثيل عسكري، على أن يشرف الأخير على الشئون الأمنية والعسكرية.
وأشارت إلى أن المجلس العسكري يريد نقل السلطة التنفيذية للمدنيين على المستوى التنفيذي مع الاحتفاظ بكامل صلاحياته السيادية، وذلك مصدر الخلاف.
فيما قال الكاتب والمحلل السياسي يوسف سراج، إن المجلس العسكري يدير هذه المرحلة بشكل يحمل جانبا من التروي، لافتُا إلى أن القوى السياسية لديها تخوفات سياسية من إعادة إنتاج النظام.
وأوضح سراج أن تلك المخاوف وراء ضغوط المعارضة في السودان، لا سيما أن القوى السياسية لديها تجارب مريرة مع النظام السابق.
وينتظر المحتجون في السودان موافقة المجلس العسكري الانتقالي على الرؤية المكتوبة التي تسلمها من جانب اللجنة التنسيقية لقوى الثورة حول نظام الحكم خلال المرحلة الانتقالية.
وتتمثل رؤية اللجنة التنسيقة في تشكيل حكومة مدنية من الكفاءات لمدة 30 شهرا وتشكيل جمعية تأسيسية على المستوى القومي، من أبرز مهامها اعتماد وإقالة الحكومة المدنية الانتقالية ومراقبة أدائها و الإعداد لدستور دائم.
