لا تزال المعارضة السودانية متمسكة بمطالبها ورؤيتها للمرحلة الانتقالية، التي قدمتها قوى الحرية والتغيير للمجلس العسكري الانتقالي، وذلك في الوقت الذي يحرص فيه المجلس على عدم خسارة الدعم الشعبي.
ودعمت قوى المعارضة السودانية مطالبها بالاعتصام أمام القيادة العامة للجيش السوداني في الخرطوم.
وتتحرك قوى الحرية والتغيير نحو تحقيق مطالبها بحذر، خشية تململ الشارع السوداني الذي بات يرى ضرورة الإسراع في طريق العودة للحياة العادية.
يقول يشير ساطع الحاج، المتحدث الرسمي باسم قوى الإجماع الوطني إن المجلس العسكري الانتقالي ليس أمامه أية خيارات في الوقت الحالي سوى الاستجابة لرغبة الثوار بتحقيق مطالبهم،
ويدعم الحاج رأيه بالإشارة إلى احتشاد مئات الآلاف من السودانيين، وفرض اعتصام أمام القيادة العامة منذ السادس من أبريل/نيسان.
وتبدو المهمة ليست بالسهولة المتوقعة أمام المجلس العسكري السوداني، لاسيما أنه اتخذ الكثير من القرارات للمحافظة على العلاقة بينه والشارع.
ووفقًا لما يراه بعض المراقبين للمشهد السوداني فإن استجابة المجلس ما زالت بطيئة مقابل تسارع الأحداث والطلبات وأنه ربما يخسر الثقة التي حصدها بعزل رأس النظام السابق.
من جانبه يرى المحلل السياسي محمد علي فزاري، أن المطالب التي قدمتها قوى الحرية والتغيير لم يستجب لها المجلس العسكري بالسرعة المطلوبة، ما زاد الشارع التهابًا، ما انعكس على مطالب المعتصمين، التي ارتفع سقفها، وهو الأمر الذي قد ينتج عنه خسارة المجلس العسكري للكثير من رصيده.
وفي الوقت الذي تحاول فيه أحزاب كانت من ضمن المشاركين في الحكومة السابقة الظهور في المشهد السياسي الجديد، نجد المشهد السياسي السوداني مرتبك، إذ يمر بعملية مخاض عسير ربما ينتظر ولادة الدولة المدنية الجديدة.
