السودان.. دعم للجيش في مواجهة اعتداءات إثيوبيا وجوبا مستعدة للوساطة
قال رئيس الجبهة الثورية السودانية، الهادي إدريس، إن زيارتهم لكافة ولايات السودان تهدف للتعريف باتفاق “سلام جوبا” الموقع مؤاخرا بين الحكومة السودانية والجبهة، وللوقوف على الأوضاع الأمنية للنازحين بولايات دارفور.
وأكد أن الجبهة الثورية لا تستطيع تنفيذ اتفاق سلام جوبا دون مشاركة أصحاب المصلحة وشرح وتوضيح الاتفاق لهم.
وأعلن وقوفهم لجانب الجيش السوداني ضد الاعتداء الإثيوبي على حدود السودان، ووضع إمكانيتهم كافة من أجل حماية الأراضي السودانية.
وأشار إدريس إلى أن الزيارة تأتي على خلفية خروج القوات الأممية “اليوناميد” من دارفور، وبيّن أن قيادات “الجبهة الثورية” ستوضح للنازحين أن خروج “اليوناميد” أمر واقع بعد احتجاج ورفض بعض النازحين لخروجها.
وطالب إدريس بالإسراع في تنفيذ بروتكول الترتيبات الأمنية المنصوص عليه في وثيقة اتفاق سلام جوبا، وبيّن أنه دون الإسراع في الاتفاق عودة واستقرار النازحين بدارفور سيكون أمر صعب.
في سياق آخر، تلقى رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رسالة من رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، تتصل بالعلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها وترتيبات تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان.
وأكد البرهان، خلال لقائه برئيس فريق الوساطة الجنوبية مستشار الرئيس سلفاكير للشؤون الأمنية السيد توت قلواك، أن الحكومة اتخذت خطوات عملية فى سبيل تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان، بتشكيل اللجنة العليا لمتابعة التنفيذ والتي تضم الأطراف الموقعة على السلام، بالإضافة إلى تكوين مجلس شركاء الفترة الانتقالية.
وكشف قلواك عن اتصال هاتفي أجراه الرئيس سلفاكير برئيس مجلس السيادة بحثا خلاله الأحداث على الحدود السودانية الإثيوبية، مشيرا إلى أن سلفاكير أبدى خلال الاتصال استعداده للتوسط بين السودان وإثيوبيا من أجل التوصل إلى حل سياسى ودبلوماسي لقضية الحدود، حفاظا على العلاقات بين البلدين وحفظ السلام فى الإقليم.
وأوضح توت أن الرئيس البرهان أمن على الحل الودي والأخوي للخلافات الحدودية مع إثيوبيا.
وأفادت مراسلتنا إلى أن وزير الخارجية السوداني، عمر قمر الدين، أكد على الزيارات المكوكية التي يقوم بها السودان إلى دول الجوار ومحيطه الجغرافي الرامية لتعريف موقف الخرطوم الثابت على وحده أراضيه دون الاعتداء على الآخرين، وطالب إثيوبيا بالتروي أكثر واللجوء للحوار والتفاوض حول التواجد الإثيوبي في المناطق السودانية مع الإقرار بملكية السودان لتلك الأراضي.
وشدد وزير الخارجية السوداني على أن تلك الأراضي سودانية بالمواثيق الأممية، لافتا إلى أنه على المتضرر اللجوء إلى التقاضي.
وقال الكاتب والمحلل السياسي السوداني، محمد عبدالقادر، إن التوترات بين السودان وإثيوبيا لن تنزلق إلى حد الحرب الشاملة رغم الاتهامات المتبادلة والتصعيد الذي شهدته الحدود، لافتا إلى وجود إصرار إثيوبي على التصعيد في منطقة الفشقة ولا خيار أمام الجيش السوداني سوى الدفاع عن أرضه، وسط تناقضات في الموقف الإثيوبي برفضها الاتفاق الذي وقعت عليه مسبقا بتحديد حدودها مع السودان.
وأوضح رئيس المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية، ياسمين أحمد، الشعبين السوداني والإثيوبي هما الخاسران في حالة نشوب أية حرب بين البلدين.
على صعيد منفصل، استقبل وزير شؤون مجلس الوزراء السوداني المكلف، السفير عمر بشير مانيس، اليوم الخميس، المبعوث الفرنسي، جان مشيل دوموند.
وأعرب مانيس عن شكره وتقديره للرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، وللحكومة والشعب الفرنسي لوقوفهم مع الثورة السودانية ودعم الفترة الانتقالية والمساهمة في جهود تحقيق السلام والتعاون الاقتصادي، مشيراً في هذا الصدد إلى الدور الفاعل لفرنسا داخل مجموعة أصدقاء السودان.
وأكد أن مبادرة الرئيس ماكرون لعقد مؤتمر دولي للسودان عقب رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للارهاب تؤكد روح العلاقة القائمة بين البلدين والارادة الفرنسية لدعم الحكومة الانتقالية.
ونقل المبعوث الفرنسي تحية ماكرون لرئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، واستعرض اللقاء العلاقات المتميزة بين البلدين منذ قيام الحكومة الانتقالية، كما تناول اللقاء الترتيبات والتحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي للسودان حول الاستثمار في العاصمة الفرنسية باريس خلال النصف الثاني من شهر مايو القادم.
