السودان.. معوقات أمام تنفيذ الترتيبات الأمنية
بعد نحو ثمانية أشهر على توقيع اتفاق السلام في السودان, اتهمت حركات مسلحة موقعة على الاتفاق الحكومة بتأخير تنفيذ الترتيبات الأمنية المنصوص عليها، مشيرة إلى أن غياب الإرادة السياسية هو السبب.
أما الجيش فيؤكد على لسان مسئول العمليات به أن تأخر التنفيذ يعود لعدم توفر الموارد المالية، موضحا أنه بحاجة إلى 187 مليون دولار لتنفيذ تلك الترتيبات الأمنية المنصوص عليها في اتفاق السلام.
وقال مسؤول ملف الترتيبات الأمنية في مسار دارفور، مبارك بخيت، إن الترتيبات الأمنية تضمن 4 فصول رئيسية، الأول منها يشمل وقف إطلاق النار، والثاني يختص بعملية الدمج والتسريح، والثالث دمج قوات الأطراف، والرابع يتناول سلاح المؤسسات الأمنية وتحديثها.
وأكد بخيت، خلال لقاء ببرنامج مدار الغد، أن الهدف الأساسي من الترتيبات الأمنية هو الوصول إلى جيش وطني موحد بعقيدة واحدة، مشيرا إلى أن هناك جداول زمنية لتنفيذ الترتيبات الأمنية لحين الوصول إلى جيش وطني واحد.
وأضاف أنه بعد مرور 7 شهور من الاتفاق لم يتم تشكيل اللجان الخاصة والآليات لتنفيذ بنود الترتيبات الأمنية.
فيما قال مدير مركز الدراسات الدولية بالأكاديمية العليا للدراسات الأمنية، الفريق حنفي عبدالله، إن السودان جرب مرات عديدة تنفيذ الترتيبات الأمنية، إلا أن التجارب السابقة كانت ناقصة ومريرة وأفضت إلى خروج القوات التي قامت بتنفيذ الترتيبات الأمنية عن الاتفاق.
وأضاف أن الترتيبات الأمنية هذه المرة تعد الأضخم، وجاءت في ظرف صعب جدا، خاصة الاقتصادي، ورأى أن الإرادة السياسية من الجانبين متوفرة.
وأشار إلى أن هناك إجراءات كثيرة تحتاج إلى تفعيل، إلا أن هناك عائق مادي كبير جداً في ظل ظروف اقتصادية عصيبة، ورأى أن عملية الدمج والتسريب هي عملية فنية معروفة ولا تحتاج إلى اجتهاد، قائلا “هي عملية تصنيف للقوات حسب ما تم الاتفاق عليه، وهناك ترتيبات في الأعداد وسيتم التصنيف والفرز سيتم حسب المؤهلات والخبرات”.
وأضاف أنه من لن يتم إدماجه في تلك القوات العسكرية سيتم إدماجهم مدنياً وتوفير وظائف مدنية حكومية لهم أو غيرها، أي أنه ليس بالضرورة دمج كل تلك العناصر في المؤسسة العسكرية.
