في استجابة للدعوة التي أطلقتها قوى الحرية والتغيير في السودان بتنظيم مليونية، الخميس، تحت شعار ”المدنية والبناء”، بدأت الحشود السودانية تخرج من الأحياء السكنية قاصدة ساحة ميدان القيادة العامة بالعاصمة الخرطوم.
وطالب العديد من المتظاهرين في مقابلة مع قناة الغد بحكومة مدنية، والوفاء بالعهد الذي قطعه المجلس العسكري على نفسه، حتى لا يكون الرد بالعصيان، كما طالبوا بأن يكون هناك حكومة يوافقون عليها.
ساحة الميدان تمتلئ بالمعتصمين
وأفاد مراسلنا بالخرطوم، محيي الدين جبريل، إن الذين سجلوا في دفتر الحضور بساحة ميدان القيادة العامة تجاوز عشرات الآلاف، متوقعا تضاعف تلك الأعداد في الساعات المقبلة، مؤكدا أن الجموع تتحرك من الأحياء السكنية عقب صلاة التراويح.
وأشار إلى أن الشعارات التي يرفعها المتظاهرون تنادي بمدنية الدولة، وأن بعض الأصوات تطالب بالتصعيد في وجه المجلس العسكري.
وأوضح مراسلنا أن المفاوضات توقفت رسميا بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري منذ 4 أيام، في ظل حديث من مصادر عن أن هناك لجنة مشتركة بين الطرفين تتواصل بعيدًا عن الإعلام.
واعتبر جبريل أن حديث قوى الحرية والتغيير بأنها ستتشاور مع المعتصمين، تشير إلى لغة تصعيدية.
ولفت إلى أن المجلس العسكري انتبه لذلك الأمر، ورد عليه بإطلاق يد النقابات التي كانت قد حظرت، والتي يعد معظمها موالي للنظام السابق، مشيرا إلى أن المرحلة الحالية تشهد تصعيد المشترك بين الجانبين.
عودة نقابات النظام السابق
من جانبه، قال الباحث والمحلل السياسي عمرو شعبان، إن الحشود الموجودة بالقرب من القيادة العامة تشير إلى أن مدنية الدولة سقف لا يمكن التنازل عنه، مشيرا إلى أن المجلس العسكري يدرك ذلك الأمر وأهميته بالنسبة للمعتصمين.
وأشار إلى وجود تصعيد مضاد في مواجهة خطاب الإضراب السياسي والعصيان المدني، يتمثل ويترجم في إعادة النقابات التي تمثل النظام البائد.
تغيير محدود بالمجلس العسكري
يأتي ذلك في الوقت الذي يشهد فيه المجلس العسكري تغييرا محدودا، بعدما أدى الفريق أول ركن جمال الدين عمر إبراهيم القسم أمام رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبد الفتاح البرهان، عضوا في المجلس ورئيسا للجنة الأمن والدفاع، خلفا لمصطفى محمد مصطفى المستقيل.
ووفقا لتعميم صدر عن المجلس العسكري السوداني، فقد جاءت استقالة مصطفى لـ”ظروف صحية”، ورجعت وسائل الإعلام وجود تباينات داخل المجلس العسكري فيما يتعلق بالتفاوض مع قوى الحرية والتغيير.
وكانت قوى المعارضة السودانية قد دعت في وقت سابق، إلى التجهيز لإضراب عام ومواصلة الاعتصام للضغط على المجلس العسكري الانتقالي حتى تحقيق كامل المطالب
