السودان.. هل تؤثر خلافات المعارضة على دعوات الإضراب؟
تجاذبات سياسية وتهديدات بالإضراب العام وخلافات داخل قوى المعارضة ومفاوضات مستمر بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي.. هكذا يتلخص المشهد السوداني الذي لم يهدأ بالرغم من رحيل الرئيس الأسبق عمر البشير فما زال شبح عودة مظاهر حكمه تخيم على الشعب السوداني.
مقترح جديد
قبل ساعات من تنفيذ دعوة قوى الحرية والتغيير بالإضراب العام المقرر له غدا الثلاثاء ، قدم المجلس العسكري الانتقالي عرضا جديدا للتحالف المعارض وذلك لاحتواء الأزمة.
وأفاد مراسلنا في الخرطوم أحمد العربي، أن “المجلس العسكري عرض على قوى الحرية والتغيير مقترحا جديدا يتضمن تعيين 5 أعضاء من العسكريين و5 أعضاء من المدنيين في المجلس السيادي ، وأن تكون رئاسة المجلس السيادي دورية”.
وأضاف، أن “قوى الحرية والتغيير سوف تعقد اجتماعات ظهر اليوم الاثنين لمناقشة المقترح الجديد للمجلس العسكري الانتقالي”.
وأكمل، أن “المفاوضات بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري لم تمنع الاستعداد للإضراب، فالدعوات مستمرة والتجهيزات الشعبية والمعارضة لهذا الإضراب دون انتظار نتائج المفاوضات المستمرة”.
حزب الأمة يرفض
لم تتفق عناصر قوى تحالف الحرية والتغيير حول الدعوة إلى الإضراب العام حيث أعلن حزب الأمة رفضه لتنفيذ الإضراب، مؤكدا أنه يرفض الإضراب العام المعلن من “بعض جهات المعارضة”.
وطالب الحزب ، بحث المجلس الأعلى فكرة إجراء انتخابات عامة حرة، مؤكدا الحرص على استمرار التفاهم مع المجلس العسكري.
ومن جانبه قال محمد المهدي حسن رئيس المكتب السياسي لحزب الأمة القومي السوداني، إن حزبه يرفض العصيان المدني الذي دعت إليه قوى الحرية والتغيير باعتبار أن الوقت غير مناسب لتنفيذه.
وأضاف المهدي ، أن القوى الثورية تمتلك الكثير من الوسائل والآليات لتحقيق أهدافها قبل اللجوء للسلاح الأخير وهو العصيان المدني.
تأثير الخلافات
أثارت الخلافات بين عناصر قوى الحرية والتغيير تساؤلات حول مدى قوة تماسك هذا التحالف، وتأثير خلافاته على سير المفاوضات المستمرة مع المجلس العسكري الانتقالي.
وعن تأثير الخلافات داخل تحالف قوى الحرية والتغيير أكد المحلل السياسي محمد عبد القادر، أن “الخلافات سوف تنعكس على تماسك تحالف قوى الحرية والتغيير”.
وأضاف عبد القادر، أن ” الخلافات ستؤثر سلبا على شكل المفاوضات بين المجلس العسكري الانتقالي وتحالف قوى الحرية والتغيير لأن المجلس سيدرك أنه يتفاوض مع قوى لا تتفق على رأي موحد”.
وأكمل عبد القادر ، أن ” رفض حزب الأمة للإضراب سوف يؤثر بشكل مباشر على نجاح الدعوة”، مؤكدا أن “حزب الأمة من أكبر الأحزاب الموجودة في السودان ولديه ثقل كبير بسبب علاقاته الخارجية والداخلية وشعبيته التي يكتسبها من زعيمه الصادق المهدي”.
