عقد مجلس الأمن والدفاع السوداني اجتماعا طارئا برئاسة الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، تناول مجمل الأوضاع الأمنية بالبلاد، والسعي لاحتواء النزاع غرب دارفور.
واستمع المجلس إلى تقارير الأجهزة الأمنية المختصة ووقف على أسباب تجدد الصراعات ذات الطابع القبلي في ولاية غرب دارفور، خاصة في مدينة الجنينة ومحلية كرينك.
وأعرب المجلس عن أسفه البالغ للأرواح البريئة التي راحت ضحية القتال في الأشهر الحرم.
وأشاد المجلس بالإجراءات التي اتخذتها لجنة أمن ولاية غرب دارفور والقوات النظامية والأجهزة الأمنية لحقن الدماء وتقديم المساعدات الضروريه للمتأثرين.
وشدد المجلس على تكثيف الدوريات وفرض الرقابة على الشارع العام لمحاربة ظاهرة السرقة والنهب المسلح والعنف والتعرض للممتلكات العامة والخاصة، مشيدًا بالتدابير والإجراءات التي قامت بها اللجان الأمنية بالولايات لردع المتفلتين والعصابات المنظمة.
وثمن المجلس عاليًا الإنجاز الذي حققته أجهزة المخابرات من خلال الرصد والتتبع للخلايا الإرهابية وإلقاء القبض عليها وبحوزتها معدات متفجرات.
وأوضح الفريق يس إبراهيم يس وزير الدفاع السوداني، أن المجلس اتخذ عدة إجراءات شملت تعزيز التواجد الأمني بولاية غرب دافور بدفع قوات للفصل بين الأطراف واحتواء الموقف وضرورة استكمال الجهود والترتيبات الأمنية والاستمرار في إنفاذ نصوص اتفاق جوبا لسلام السودان.
وأضاف يس في تصريح صحفي عقب الجلسة، أن «المجلس كلف وفداً سيادياً للوقوف على الأحداث بولاية غرب دارفور وتهدئه الأوضاع وتكوين لجنة لمعالجة الأوضاع الإنسانية وتحسين وتطوير بيئة لعمل النيابات والمحاكم».
ولفت إلى أن المجلس قرر دعم جهود الإدارات الأهلية للحفاظ على النسيج الاجتماعي ونبذ ظاهرة العنف المجتمعي وتوجيه الوكالات والمنظمات الوطنية بتكثيف الجهود الإنسانية وتقديم المساعدات الضرورية.
وأوضح وزير الدفاع أن المجلس حث الشعب السوداني على الاضطلاع بدوره في تحقيق مبدأ الأمن كمسؤولية جماعية وتضامنية والحفاظ على العلاقات الاجتماعية من التشظي والشتات تقديراً للظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، مؤكداً أن السلام مطلب أساسي لتحقيق التنمية والازدهار وممارسة الحياة الطبيعية.
وكانت أعمال عنف قد بدأت الجمعة الماضي في منطقة كرانك على بعد حوالي 80 كم من عاصمة غرب دارفور، بعد أن هاجم مسلحون قبليون قبيلة مساليت، رداً على مقتل اثنين من قبيلتهم.
وأفاد مراسل الغد من الخرطوم بأن إقليم دارفور شهد أعمال عنف من حين لآخر، والأخيرة تجري في محلية كرانك، حيث اندلعت مواجهات قبلية مسلحة راح ضحيتها بحسب مصادر مطلعة ما يقرب 170 قتيلا، وهناك مصادر تشير إلى 200 قتيل وعشرات الجرحى.