السودان يشهد زيادة في معدلات مناسيب النيل الأزرق بجميع المحطات

أفاد مراسلنا من الخرطوم بوصول ثاني شحنات المساعدات الإماراتية لدولة السودان، اليوم الاثنين، لمواجهة تداعيات الفيضانات التي ضربت غالبية الولايات السودانية.

ومنذ أن ضربت الأمطار والسيول غالبية الولايات السودانية تعهدت دولة الإمارات العربية المتحدة، حكومةً وشعباً، بإسناد ومؤازرة كل المتضررين من الأمطار والسيول بالسودان.

وبدأ الجسر الجوي للسودان أمس الأول، حيث وصلت المساعدات الإماراتية ، والتي بلغت 30 طنا من مواد الإغاثة والإيواء والتي تم تسليمها مباشرة إلى المتضررين.

وأشار مراسلنا إلى أن المساعدات التي وصلت صباح اليوم تقدر بـ30 طنا من مواد الإيواء التي يحتاجها عشرات الآلاف من المتضررين والذين باتوا في العراء دون مأوى.

ووفقا للقائمة بأعمال السفارة الإماراتية في الخرطوم، من المقرر أن تصل غدا طائرة محملة بـ 30 طنا من المواد الغذائية والمستلزمات الصحية، ليكتمل الجسر الجوي من دولة الإمارات لإسناد ودعم المتضررين من السيول في السودان.

وكان المجلس القومي للدفاع المدني بالسودان قد أعلن ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات إلى 99 قتيلا، وتضرُرِ 53 ألف منزل، فضلا عن تدمير أكثر من 2700 فدان من الأراضي الزراعية.

كما أطلقت وزارة الري تحذيرا للسكان بضفاف النيل فى شمال السودان خاصة، وفي نواحي مدينة عطبرة بولاية نهر النيل، من فيضانات مدمرة محتملة لمياه النيل ودعتهم إلى أخذ الحيطة والحذر.

تتواصل عمليات هندسية لإعادة الطريق الذي جرفته السيول والفيضانات في محلية المناقل بولاية الجزيرة في السودان، وسط تحذيرات طبية من مخاطر صحية جراء وجود برك ومستنقعات في تلك المنطقة.

وأفاد مراسلنا من ولاية الجزيرة السودانية بأنها أكثر الولايات تضرراً من موجة السيول التي ضربت 6 ولايات سودانية، وخصوصا في منطقة المناقل، حيث أصبحت آلاف الأسر في العراء بلا مأوى.

وأشار إلى أنه تم تأسيس 15 مخيماً ومركزا لاستضافة المتضررين من السيول بمدينة المناقل، لافتا إلى أن تلك المراكز والمخيمات تم إنشاؤها بجهد شعبي وتطوعي لتقديم المساعدات المختلفة، وخصوصا الصحية التي تشرف عليها كوادر طبية تطوعية طلبت بضرورة التدخل الحكومي لتوفير الخدمات اللازمة.

وتأثر عدد من الولايات السودانية بالأمطار والسيول، ما أسفر عن وفاة العشرات وانهيار آلاف المنازل، فيما يناشد السكان بضرورة التدخل العاجل لتوفير المساعدات الغذائية والصحية.

وحتى الآن، انهار أكثر من 50 ألف منزل في السودان، إما بشكل كامل أو جزئي، ووصل لمحلية المناقل العديد من قوافل الإغاثة، إلا أنه بحسب التقديرات تشير إلى أن الاحتياجات تفوق كل ما وصل إليها من مستلزمات ومساعدات.

وأوضح مراسلنا أن دولتي الإمارات والسعودية تعهدتا بتوفير كل ما يلزم للمتضررين بالولايات السودانية، مشيراً إلى أن بداية الجسر الجوي الإماراتي للسودان تصل اليوم إلى مطار الخرطوم ومنه سيتم توزيع المساعدات على المتضررين.

وأكد أن الجسر الجوي الإماراتي يبدأ بوصول طائرة أولى تحمل 30 طنا من المواد الإغاثية.

ويحذر مراقبون من ما تخلف الأمطار من البرك العائمة ما قد يخلف أوضاعا صحية كارثية.

أعلنت السلطات السودانية، الإثنين، أنّ الفيضانات الموسمية في البلاد خلّفت هذا العام أكثر من 80 قتيلاً ودمّرت كلّياً أو جزئياً آلاف المنازل.

وقال عبد الجليل عبد الرحيم المتحدث باسم الإدارة العامة للدفاع المدني إنّ “84 شخصاً لقوا مصرعهم وأصيب 67 آخرون بجروح في إحدى عشرة ولاية بالسودان منذ بداية موسم الأمطار”.

وأوضح المتحدّث أنّ القتلى لقوا مصرعهم غرقاً أو صعقاً بالتيار الكهربائي أو من جرّاء انهيار منازلهم.

وأضاف أنّ الفيضانات دمّرت حوالى 8400 منزل وألحقت أضراراً بأكثر من 72 ألف منزل في سائر أنحاء البلاد.

ويشهد السودان سنوياً بين يونيو وأكتوبر أمطاراً غزيرة غالباً ما تؤدّي إلى فيضانات تتسبّب بتدمير او تضرّر ممتلكات وبنى تحتية وبإتلاف محاصيل زراعية.

ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة فإنّ أكثر من 100 ألف شخص تضرّروا من هذه الأمطار الغزيرة والفيضانات منذ يوليو.

وفي تقرير صدر الأسبوع الماضي قالت الأمم المتّحدة إن المياه غمرت حوالى 50 قرية في جنوب السودان، مما أدّى إلى نزوح 65 ألف شخص، بينهم لاجئون من دولة جنوب السودان غمرت المياه مخيمهم.

والعام الماضي، اضطرت السلطات السودانية لإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر بسبب الأمطار الغزيرة التي ألحقت أضراراً بـ650 ألف شخص على الأقلّ ودمّرت كلّياً أو جزئياً أكثر من 110 آلاف منزل.