تخيم السياسة على المباراة المرتقبة بين إيران والولايات المتحدة، مساء اليوم الثلاثاء، في قطر ضمن كأس العالم لكرة القدم، وتعيد إلى الأذهان مصطلح «دبلوماسية البنج بونج» عام (1971) إثر مواجهة بين لاعبين أمريكي وصيني فى مسابقة دولية للعبة «البنج بونج» التي جرت وقائعها باليابان، وانتهت بمصافحة اللاعبين، وكانت تلك المصافحة نقطة تحول حاسمة فى العلاقات بين البلدين. ودعا رئيس الوزراء الصينى «شواين لاى» فريق تنس الطاولة الأمريكى إلى زيارة بكين، وجرى احتفاء زائد.
- كان ذلك تمهيدا لزيارة الرئيس الأمريكى «ريتشارد نيكسون» إلى العاصمة الصينية عام (1972) ولقاء زعيمها «ماو تسى تونج».
.
مباراة كرة القدم اليوم بين الفريقين الإيراني والأمريكي، في مونديال كاس العالم بقطر، ربما تنتهي كعادة مباريات كرة القدم بالمصافحة بين اللاعبين.. ولكن هل تنتهي تلك «المصافحات» بطقوس «دبلوماسية البنج بونج»؟
ومباراة اليوم بـ «نكهة سياسية»، ولكنها تعيد للذاكرة أيضا ذكريات مونديال العام 1998 واللقاء المتبادل بين لاعبي هذين البلدين «الأعداء بالسياسة». فخلال مشاركتها الثانية بكأس العالم، وجدت إيران نفسها في العام 1998 ضمن مجموعة عدوها اللدود، الولايات المتحدة. وكانت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين انقطعت منذ عملية احتجاز رهائن في السفارة الأمريكية في طهران في أعقاب انتصار «الثورة الإسلامية» في العام 1979.
أقيمت تلك المباراة في مدينة ليون الفرنسية في 21 يونيو/ حزيران، ومثلت فرصة للتهدئة. بعد أداء النشيدين الوطنيين، تصافح اللاعبون الأمريكيون مع خصومهم وقدموا لهم تذكارات، فرد الإيرانيون التحية بباقات ورود بيضاء، قبل أن يلتقط المنتخبان صورة جماعية، وفازت ايران بالمباراة حينها (2-1) مسجلة أول انتصاراتها المونديالية،
- تاريخيا، هناك العديد من المواجهات ذات الطابع السياسي.. ولكن هل تهب رياح «دبلوماسية البنج بونج» في سماء قطر ؟! كل الاحتمالات قائمة.