السياسة تعترض تشكيل «الجيش الأوروبي»

عاد الجدل مجددا بشأن إنشاء قوة عسكرية أوروبية نظامية دائمة باسم «الجيش الأوروبى»، خاصة مع مشاركة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاحتفال الأوروبي، الذي يُنظم في غابة «كومبيينيه» قرب باريس، عشية احتفال دولي يُنظم في ذكرى الهدنة، ومرور مائة عام على انتهاء الحرب العالمية الأولى، غدا الأحد، عند قوس النصر وسط العاصمة باريس.

ويأتي ذلك في أعقاب الدعوة الصريحة من الرئیس الفرنسى بأن «القارة العجوز فى حاجة لجیش أوروبي حقیقي»، مشیرا إلى أن أوروبا یجب أن تعتمد على نفسھا في حمایة مصالحھا بدلا من الاعتماد على أمریكا.

الهواجس الأمنية الأوروبية

الرئيس الفرنسي، أكد أهمية وضرورة تشكيل جيش أوروبي، موضحا الهواجس الأمنية الأوروبية، قائلا: «عندما أرى ترامب يعلن انسحابه من معاهدة مهمة لحظر الأسلحة (معاهدة الحد من أسلحة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى)، فمن الذى سيصبح ضحية رئيسية؟ إنها أوروبا».

ويرى ماكرون، في قراءته لخريطة المتغيرات والتحديات الدولية، أن «أوروبا يجب أن تحمي نفسها من روسيا والصين ومن أمريكا أيضا»، وكان أكثر صراحة في تحذيره، «نعم علينا حماية أنفسنا من ترامب».

مواقف ترامب العدوانية تجاه أوروبا

ويبدو أن حلم «الجيش الأوروبي» يراود عددا من قادة وكبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، إلى جانب خبراء بمراكز الدراسات الاستراتيجية، خشية المتغيرات «المفاجئة» للسياسة الأمريكية الخارجية.

وبحسب ما عبر عنه رئيس الوزراء الفرنسى السابق، بيرنارد كازنوف، ومعه أمين عام الناتو السابق جورج روبرتسون وهو بريطاني، فإن الرئيس الأمريكي ترامب لديه مواقف عدوانية تجاه أوروبا تستدعي التقارب بين بريطانيا وفرنسا لمواجهته حتى بعد البريكست، وأن إدارة ترامب بالتحديد «أظهرت حاجة أوروبا لفعل المزيد لحماية مصالحها بنفسها، ونتيجة انتخابات التجديد النصفي لا تفعل شيئا بالنسبة لنا، سوى إظهار أن السياسة الأمريكية لا يمكن التنبؤ بها حاليا».

المعوقات السياسية

لكن هل تنجح أوروبا في تشكيل «جيش أوروبي»، سيكون ثاني أكبر جيش في العالم بعد الناتو، بحسب موقع «يورو أكتيف»؟ وما هو موقف عضوية الدول الأوروبية في حلف الناتو بشبه قيادة أمريكية؟ وهل تتوافر الإرادة السياسية للموافقة على تشكيل الجيش الموحد؟

الدوائر السياسية والعسكرية في أوروبا، تستبعد حاليا تشكيل الجيش الأوروبي، بسبب المعوقات السياسية، بحسب تقديرات «مركز الإصلاح الأوروبي»، وأن هذه المعوقات مازالت موجودة كما هي من البداية، ومنذ طرح فكرة الجيش الأوروبي قبل ثلاثة أعوام تقريبا، بل وربما زادت في صعوبتها في الوقت الراهن.

عقبات التمويل والتسليح والمهام العسكرية

العقبات التي تعترض تشكيل «الجيش الأوروبي»،وفقا للتقارير والدراسات الأوروبية، ترتبط بالتمويل، والتسليح، والمواقف السياسية، فضلا عن تضارب مهام الجيش الأوروبي، مع مهام قوة عسكرية أخرى «الناتو»، وكذلك التحالف العسكرى NORDEFCO أو «التعاون الدفاعي الشمالي» بين فنلندا والدول الاسكندنافية، وهو تحالف للتعاون العسكري والاستخباراتي.

والعقبة الثانية، هي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي مع اتفاقية «البريكست»، ويمثل وجودها داخل الاتحاد الأوروبي عاملا قويا لإنشاء الجيش الأوروبي، لكن مع البريكست لن تكون بريطانيا جزءا من هذه القوة.

ويرى خبراء عسكريون، أن العقبة الثالثة هي «مشكلة التسليح»، فإذا كان حلف الناتو يعتمد على السلاح الأمريكي، فما هو نوع السلاح الذي سيعتمد عليه الجيش الأوروبي؟وإذا كان الهدف من إنشاء الجيش الأوروبي هو أن تدافع القارة العجوز عن نفسها ضد أمريكا أيضا فهذا يعني أن واشنطن لن تمد هذا الجيش بالسلاح، فضلا عن أن الدول الأوروبية الأعضاء في حلف «الناتو» تدفع 2% من ناتجها القومي لتوفير ميزانية حلف شمال الأطلسى، الأمر الذي يعني أن تضاعف هذه الدول من ميزانياتها العسكرية، رغم إن كثيرا من هذه الدول لم تدفع ما تدين به لحلف الناتو أصلا، الأمر الذي يثير غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذى يرى أن بلاده تدافع عن الدول الأوروبية بالمجان.

وإلى جانب عقبة التمويل، تبرز أيضا عقبة «تضارب المهام» بين الدول الأوربية، وسوف تظل الخلافات الأوروبية نفسها، بحسب تجارب سابقة، ليظل الجيش الأوروبي مجرد حلم يراود الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون!!

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]