كانت السياسة في ضيافة الفن، مساء أمس، في ضاحية الرابية، بالعاصمة اللبنانية «بيروت».. الفناة القديرة «فيروز»، كانت الحدث في الزيارة الثانية لرئيس فرنسا ايمانويل ماكرون للبنان خلال أقل من شهر.. ووصفت وسائل الإعلام العربية والأجنبية الحدث بـ «فرنسا برتبة رئيس في ضيافة فنانة برتبة وطن».
فيروز 85 عاما، أيقونة الغناء اللبناني، وإحدى أشهر الفنانات في العالم العربي، ويجسد صوتها «دراما لبنان» من أوج ازدهاره، مرورا بصراعاته، وحتى أحدث صدمة تعرض لها.. هي ذاكرة اللبنانيين وتجسد بصوتها وأغانيها الوطن الحلم حيث كرامة الإنسان هي قبل كل شيء.
وماكرون يزور العاصمة اللبنانية للمرة الثانية خلال أقل من شهر، كي يحث السياسيين على تشكيل حكومة مؤلفة من خبراء قادرة على القضاء على الفساد والهدر والإهمال وإعادة البناء، بعد الانفجار المدمر الذي شهده مرفأ بيروت في أغسطس/ آب الماضي، وأودى بحياة 190 شخصا.
«موعد على فنجان قهوة مع فيروز»، هكذا عرّف ماكرون لقاءه الأول على جدول أعمال الزيارة، يرافقه السفير الفرنسي في لبنان برونو فوشيه..واستمر اللقاء ساعة وربع الساعة، منحها خلاله وسام جوقة الشرف الفرنسي وهو أعلى تكريم رسمي في فرنسا، واهدته هي بدورها لوحة فنية.
وقال الرئيس الفرنسي في بث تلفزيوني عقب اللقاء «قطعت التزاما لها، مثلما أقطع التزاما لكم هنا الليلة بأن أبذل كل شيء حتى تطبق إصلاحات ويحصل لبنان على ما هو أفضل. أعدكم بأنني لن أترككم».
ووصف ماكرون فيروز بأنها «جميلة وقوية للغاية، تحدثت معها عن كل ما تمثله بالنسبة لي عن لبنان نحبه وينتظره الكثير منا.. عن الحنين الذي ينتابنا».
وعندما سئل عن أغنيته المفضلة لفيروز أجاب بأنها «لبيروت» التي كانت تذيعها القنوات المحلية، بينما كانت تعرض صورا للانفجار وتبعاته.
ونادرا ما تتحدث فيروز لوسائل الإعلام، رغم إذاعة أغنياتها عبر موجات الأثير من الرباط وحتى بغداد.
وفي واحدة من أشهر أغنياتها تقول فيروز «حبيتك بالصيف!! حبيتك بالشتي!!» وهي أغنية طرحت قبل دخول لبنان في أتون حرب أهلية استمرت بين عامي 1975 و1990، وهي فترة كان لبنان لا يزال فيها مشهورا بلقب «سويسرا الشرق الأوسط»، حيث كان يجتذب مشاهير هوليوود إلى مطاعمه وشواطئه البديعة.
ونالت فيروز إعجاب رؤساء فرنسيين آخرين. فقد منحها الرئيس فرانسوا ميتران وسام قائد الفنون والآداب عام 1988 ومنحها الرئيس جاك شيراك وسام فارس جوقة الشرف عام 1998.
وكان أول ظهور لفيروز، التي ولدت باسم «نُهاد حداد»، على تلفزيون أوروبي عام 1975 في برنامج فرنسي. وفي عام 1979، كانت أغنيتها «إلى باريس»، وتقول كلمات الأغنية: «يا فرنسا شو بقلن لأهلك عن وطني الجريح»؟
وخلال الحرب الأهلية قامت فيروز بجولة في الخارج، وأحيت حفلا غنائيا واحدا فقط في لبنان على خشبة مسرح بين شطري بيروت التي كانت مقسمة بسبب الحرب آنذاك.
صور فيروز مع ماكرون، تدحض كل الاشاعات التي طالت حالتها الصحية، والتي بدت فيها قوية. واللافت أنّها كانت تضع الحاجز البلاستيكي الخاص للوقاية من كورونا.
