بعد قطيعة استمرت 10 سنوات تقريبا، أنهت الكوريتين التوتر بينهما، أمس الجمعة، بعقد قمة تاريخية، في المنطقة العازلة على الحدود بين الكوريتين «بانجوم»، أو قرية الهدنة، في خطوة بالغة الأهمية ناتجة عن جهود دبلوماسية حثيثة شهدتها شبه الجزيرة خلال الأشهر الأخيرة، وبذلك يصبح «كيم» أول زعيم كوري شمالي يطأ التراب الكوري الجنوبي منذ نهاية الحرب الكورية 1950- 1953.. وللمرة الأولى تعرض على الهواء مباشرة لقطات بارزة مثل عبور «كيم جونغ أون»، الحدود إلى الجنوب ومصافحة زعيم كوريا الجنوبية، «مون جاي إن»، وتوجههما إلى بيت السلام (وهو مقر توقيع الهدنة في العام 1950) لإجراء المحادثات، وكتب الزعيم الكوري الشمالي في دفتر الزوار في كوريا الجنوبية، عبارة «تاريخ جديد يبدأ الآن»، مع لقائه بنظيره الجنوبي، مبديا استعداده لزيارة العاصمة «سول» في أي وقت.
وإذا كانت القمة الكورية الثالثة، حظيت باهتمام ومتابعة على الصعيد الدولي.. وإذا كانت الدوائر السياسية، ركزت على تحليل نتائج القمة، وما هو مرتقب عقب القمة .. إلا أن «السيدة الأولى» في كوريا الشمالية، خطفت الأضواء في القمة، وحظيت بما هو أكبر من النتائج المرتقبة للقمة، ويرى المراقبون أن مشاركة السيدة الأولى في القمة، تحمل رسائل ذات معزى ومعنى، ليس بسبب «الجمال الهادىء»، والإناقة البسيطة اللافتة للنظر، ولكن بسبب منح الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، زوجته الشابة، ري سول جو، لقب «سيدة أولى» فيما يعتبر تقدما كبيرا في وضعها الرسمي قبل قمتين، الأولى مع كوريا الجنوبية، والثانية المرتقبة مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت وسائل الإعلام الكورية الشمالية الرسمية تشير سابقا إلى «ري سول جو» بصفة «الرفيقة»،وأطلق عليها في مطلع الأسبوع الماضي، لقب «السيدة الأولى»، للمرة الأولى في كوريا الشمالية منذ 44 عاما، حين كان يطلق اللقب على «كيم سونغ إي» الزوجة الثانية لمؤسس البلاد كيم إيل سونغ.
وبحسب المحللين، فإن منح زوجة زعيم كوريا الشمالية، لقب «السيدة الأولى» يندرج في إطار الجهود لإضفاء «صورة دولة متحضرة» على كوريا الشمالية، فيما كانت البلاد تستعد لقمة مع رئيس كوريا الجنوبية «مون جاي – إن»، ولاحقا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وبذلك يكون لقبها متطابقا مع لقبي «كيم جونغ سوك»، زوجة الرئيس الكوري الجنوبي، و«ميلانيا ترمب» السيدة الأمريكية الأولى.. ويقول «إن شان إيل»، الباحث المنشق الذي يدير المعهد العالمي للدراسات الكورية الشمالية في فرنسا، إن «ترقية ري سول جو، تشكل الاستراتيجية الدعائية الأكثر فاعلية».
وخطفت «رى سول جو»، زوجة الزعيم الكورى الشمالى، الأضواء فى القمة التاريخية التى عقدت أمس بين زعيمي الكوريتين، «الشمالية والجنوبية».. وأضفت على القمة أجواء من المودة، من خلال «القبلات الحارة المتبادلة»، ومشاعر الودّ مع زوجة رئيس كوريا الجنوبية، وبدت السيدتان كأنهن صديقتان منذ زمن طويل.
ومن المعروف عن زوجة الزعيم الكورى الشمالى، أنها لا تظهر كثيرا، وهي مغنية سابقة، ظهرت في العام 2012 .. وكانت تعتبر من قبل الخبراء بأنها تحظى بنفوذ، لكنها كانت تلعب دورا محدودا بالوقوف إلى جانب زوجها في كوريا الشمالية التي تعتبر بلدا منعزلا وذكوريا إلى حد كبير..ولا تتسرب معلومات كثيرة عن «ري»، التي يعتقد أن عمرها 29 عاما، وهي أم لثلاثة أطفال، بينهم فتاة على الأقل..وتصفها تقارير الاستخبارات الكورية الجنوبية أنها تتحدر من عائلة عادية، حيث كان والدها مدرسا ووالدتها طبيبة. وكانت عضوا في أوركسترا «أونهاسو»، وتلقت دروسها الموسيقية في الصين. وكانت بين المشجعات اللواتي زرن كوريا الجنوبية في العام 2005، في مناسبة مسابقة رياضية دولية.
الملاحظة الثانية في قمة الكوريتين، أن رئيس الدراسات الكورية الشمالية في المعهد الكوري للتحليلات الدفاعية، لي يون كيول، كشف سبب اصطحاب زعيم كوريا الشمالية «كيم جونج» لمرحاضه الخاص خلال القمة، ويرجع ذلك إلى كيفية احتفاظ رئيس كوريا الشمالية، بمعلومات عن صحته الجسدية سرا، ولذلك أصر على إحضار مراحيضه الخاصة إلى القمة التاريخية مع نظيره الكوري الجنوبي، لأن وظائفه الجسدية يمكن أن تكشف عن «تفاصيل قذرة» حول صحته، بحسب تعبير كيول، وقال إنه «بدلاً من استخدام مرحاض عام، فإن زعيم كوريا الشمالية فضل أن يكون لديه مرحاض شخصي يتبعه في رحلات السفر، وأن الرئيس فضل أن يحتفظ لنفسه بأسرار صحته الجسدية، خاصة في ظل رواج اشاعات إنه مهملا في صحته» . وكانت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، ألمحت إلى أن «كيم» من المحتمل أنه يعاني من النقرس والسكري وارتفاع ضغط الدم والأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي والمشكلات النفسية.
