السيد محمد الخطاري يكتب.. حتى براءة الأطفال باليمن يقتلها الحوثيون

انتابني شعور ممزوج بالحيرة والقلق والخوف حينما قرأت تصريحاً لوزير الإعلام اليمنى الدكتور معمر الأريانى، عبر حسابه الرسمى بموقع التواصل الاجتماعى “تويتر”، يقول فيه أن المليشيا الحوثية تكثف عملية تجنيد الأطفال بالإكراه في مناطق سيطرتها تحت الضغط والتهديد لأسرهم، وتقتادهم لدورات ثقافية وعسكرية لعدة أشهر، وتذهب بالبعض منهم إلى جبهات القتال ليعودوا لأهاليهم جثثاً هامدة دون أن يستطيع ذويهم الكلام خوفاً من القتل أو الاختطاف.

تتبعت الجديد في الأمر فوجدت أن حالات تجنيد الحوثيين للأطفال قد تضاعفت عشرات المرات عما كانت عليه في بداية اندلاع المعارك، مما تسبب في سقوط آلاف الضحايا من بينهم، وقرأت العديد من التقارير الحقوقية الحديثة القادمة من داخل اليمن، والتي دقت بدورها ناقوس الخطر جراء تصاعد ظاهرة تجنيد المليشيا الحوثية الأطفال في اليمن الجريح، مؤكدة أن تفاقم هذه الظاهرة بات يهدد مستقبل الطفولة في البلاد، حيث تشير هذه التقارير إلى ارتفاع أعداد الأطفال ممن تجبرهم الميلشيا الحوثية على حمل السلاح، وتقدر أعدادهم بأربعين ألف طفل ويزيدون، أعمار معظمهم أقل من الثانية عشر، والغريب أن الحوثيين يستغلون هؤلاء الأطفال باتجاهين، أوله تعويض نقص الجنود لديهم، وثانيه استغلالهم إعلامياً، فازداد حزني وقلقي مما دفعني اليوم أن اكتب عن هؤلاء الأطفال الذين يتم استغلالهم بلا رحمة ولا هوادة من قبل المليشيا الحوثية الإجرامية أعداء الإنسانية في الحروب والنزاعات المسلحة.

فظاهرة استمرار تجنيد الأطفال في اليمن برأيي تمثل واحدة من الانتهاكات الجسيمة التي تطال هذه الفئة العمرية وتهدر أبسط حقوقها، لما لها من أضرار معنوية ونفسية، يتعرضون خلالها لكافة ضروب الأذى والقتل أو الإصابة، تاركة من وراءها جروح غائرة في قلوب هؤلاء الأطفال وتقتل براءتهم، كما أن مشاركة الحوثيين لهؤلاء الأطفال واستغلالهم في النزاعات المسلحة، واسنادها لكثير منهم أدواراً مباشرة في القتال تجعل الأطفال أكثر وحشية فيرتكبون مجازر دموية، ويتعرضون من خلالها لآثار نفسية خطيرة في الأجل القريب والبعيد، وهو ما يجعل من عملية إعادة إدماجهم أمراً بالغ التعقيد، وتعد هذه الظاهرة واحدة من بين الانتهاكات الست الجسيمة ضد الأطفال التي حددها مجلس الأمن.

تعددت حملات تبصير المجتمع الدولى بجريمة تجنيد الأطفال لدى الحوثيين فى اليمن، لحثهم على التحرك لإيقافها، بعدما كشفت الحكومة اليمنية عن أرقام مخيفة لتجنيد ميليشيات الحوثيين لأطفال يمنيين، للزجّ بهم في المعارك التي يخوضونها، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية الخاصة بحقوق الطفل وتفاقم أعداد المجندين بشكل غير مسبوق، ولكنها برأيي لا تثمن ولا تغني من جوع في ظل استمرار الانتهاكات التي ترتكبها المليشيا الحوثية ضد الأطفال باليمن.

وأتصور أن العمل على حشد وتجنيد وتعبئة المجتمع الدولى مجدداً لن يؤتي ثماره دون دعم إعلامي عربي وعربي فقط، ولا أُعُول كثيراً على الإعلام الغربي الذي يركز على الأزمة في اليمن بزوايا تخضع للأهواء السياسية أكثر من الإهتمام بالأهداف الإنسانية والوضع المزرى للأطفال هناك، فمن منطلق المسئولية الإجتماعية أدعو كافة وسائل الإعلام العربية لتسليط مزيد من الضوء على انتهاكات الحوثيين الجسيمة ضد براءة أطفال اليمن، ولعل ما فعله وزير الإعلام اليمني في تصريحه عبر حسابه الرسمى بموقع التواصل الاجتماعى “تويتر” حول هذه الانتهاكات يكون بداية الحملة الإعلامية التي تخاطب ضمير المجتمع الدولي لوضع حد لهذة الانتهاكات الوحشية، فضلا عن أهمية تضافر جهود وسائل الإعلام العربية مع منظمات المجتمع المدني وهيئات التوعية من أجل تسريح الأطفال المغرمين على التجنيد في صفوف الميشليا الحوثية، والعمل على إعادة دمجهم في المجتمع، وإيجاد المجتمع الدولى لتدابير عملية بالتنسيق مع الحكومة اليمنية لتسريح وإعادة تأهيل وإدماج هؤلاء الأطفال كأفراد أسوياء في المجتمع.

وختاماً أخاطب من منبرى الإعلامي هذا ضمير العالم والمجتمع الدولي بسرعة التحرك لوقف الوحشية التي يتعرض لها أطفال اليمن، والتي تعد بحكم القوانين الدولية جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية تستوجب ملاحقة مرتكبيها وتقديمهم للمحكمة الجنائية الدولية، فقوانين وأعراف الحرب تعتبر تجنيد أو استخدام الأطفال جريمة، يتحمل مرتكبوها المسئولية الجنائية، لعلنا ننقذ ما تبقى من براءة أطفال اليمن التي يقتلها الحوثيون.

Khatary1982@yahoo.com

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]