خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي فرانسو أولاند، استعرض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى، جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، وأكد على ثوابت العلاقات الوطيدة القائمة بينهما، وجاء ذلك خلال زيارة أولاند إلى القاهرة، اليوم الأحد، والتي تستغرق 3 أيام، يلتقي فيها الرئيس المصري عددًا من المسؤولين، لبحث سبل تعزيز تعاون مصر وفرنسا وتوقيع عدد من الاتفاقيات.
وقال السيسي إن زيارة الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند إلى مصر في هذا التوقيت، تأتي لتؤكد مجددًا التطور الذي تشهده العلاقات بين البلدين، ولتضيف خطوة جديدة إلى ما شهدته زيارتي إلى باريس في شهر نوفمبر 2014.
وقال السيسي «نحن حريصون على أن نؤكد أننا دولة مدنية حديثة تسعى إلى وجود مفهوم أوسع للحريات وحقوق الإنسان، فالحريات قضية مهمة لمصر ونرى أن توفير التعليم الجيد والمسكن الجديد من حقوق الإنسان».
وأضاف السيسي «حريصون على أن نكون دولة قانون تحترم شعبها وحريات الناس وحقوقهم، ونؤكد أن ضرب أمن واستقرار مصر هو ضرب لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط كلها»، موضحًا أنه تحدث مع أولاند عن عودة السياحة إلى مصر، وقال «أؤكد أننا مستعدون لاستقبال وفود أمنية من فرنسا وبريطانيا وروسيا للتأكد من سلامة الإجراءات للاطمئنان على سلامة وأمن مواطنيها».
وكشف السيسي إن هناك محاولة لـ«عزل مصر عن محيطها الأوروبي وإسقاطها من الداخل»، وأضاف «لا تفصلوا مصر وما يحدث فيها، عما يحدث في المنطقة، فهناك قوى شر تريد أن تعطي انطباعًا غير حقيقيًا عما يحدث في البلاد، لقد قلت سابقا إننا نعزي في الشاب الإيطالي ريجيني، ومستعدون لاستقبال فريق محققين من البريطانيين في مصر، لكن للأسف ما يجري في مصر الآن هو محاولة لتحطيم مؤسسات الدولة مؤسسة مؤسسة، لذا يجب أن تسمعونا وتثقوا أننا نحدثكم بشرف، فعلاقتنا بفرنسا وإيطاليا جيدة جدًا ومتميزة، وما يحدث هو محاولة لعزل مصر عن محيطها الأوروبي وإسقاط مصر من الداخل»، واختتم السيسي قائلًا: «أريد أن أقول أنه لو سقطت مصر، مش هتعرفوا إيه اللي هيحصل للمنطقة وأوروبا والعالم كله».
وتواجه الشرطة المصرية عدة اتهامات، نفتها مصر مرارًا، بعد اكتشاف جثة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني (28 عام)، عقب اختفائه فى الذكري الخامسة لثورة 25 يناير، وعثر على جثة ريجيني وعليها آثار تعذيب شديد، وملقاة على مشارف العاصمة على جانب طريق مصر-الإسكندرية الصحراوي، في الثالث من فبراير/شباط الماضي.
وقال الرئيس الفرنسي خلال المؤتمر «إن فرنسا تريد أن تعزز علاقتها الاقتصادية مع مصر، وهناك عدد كبير من الشركات التي يمكن أن تعمل إذا توفر الأمن، فالشركات الفرنسية اختارت مصر للاستثمار».
وأضاف أولاند «علاقتنا بمصر علاقة ثقافية أيضًا، لأنها تمتلك ثقافة عظيمة، وهي بلد كبير وريث لثقافة عريقة ونحن نريد أن نشارك قدر الإمكان في التعريف بهذه الثروة والإبداع الثقافي الفرانكفوني، وكذلك تدريس اللغة الفرنسية في مصر مهم لنا».
وقال الرئيس الفرنسي «نريد في مجال السياحة أن نبين أن الأمن قد عاد، وأن كل من يحبون مصر، وعددهم كبير جدًا، يمكنهم العودة لمصر»، وأضاف «العلاقة بين مصر وفرنسا ليست علاقة آنية، بل نريد أن تكون علاقتنا بمصر علاقة مستدامة، يجب آن يتم إثراؤها، وما يحدث من مشاكل هي حوادث فردية سيتم مناقشتها».
