أكد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، السبت، أن مصر تسعى لتحقيق الاستقرار الإقليمي في منطقة شرق المتوسط.
وقال السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القبرصي نيكوس أناستاسياديس، إن مصر “ترفض أي تدخل خارجي في شؤون دول المنطقة”، مطالبا بحل القضية القبرصية وفق مقررات الشرعية الدولية.
وأضاف السيسي، “اتفقنا على تعزيز آلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان”، موضحا “لقد اتفقت مع الرئيس نيكولاس أنستاسياديس على آلية تعاون ثلاثى بين مصر وقبرص واليونان، وناقشنا العلاقات الثنائية بين البلدين والتحديات التي تشهدها المنطقة والشرق الأوسط.
وأضاف السيسي، خلال كلمته: “ناقشنا الموضوع والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يعضد من تعزيز العلاقات ومواجهة التحديات”، مشيرا إلى أنه لا يخفى العلاقات والروابط الخاصة بين مصر وقبرص.
وأوضح السيسي، أن تلك الفترة شهدت تناميا ملحوظا فى القضايا العسكرية والاقتصادية، سواء كان ذلك على المستوى الثنائي أو على مستوى آلية التعاون الثلاثي مصر وقبرص واليونان.
وقال: “يسعدني أن نشهد اليوم تدشين اللجنة العليا الحكومية لتصبح آلية لتعزيز التعاون وبحث القضايا التي تفيد مصالح البلدين وهذه الخطوة لها انعكاس إيجابي من حيث تكثيف العمل المشترك في المجالات التجارية والصناعية والزراعية وبحث القضايا الإقليمية”.
ونوه السيسي إلى أن منتدى شرق المتوسط كان خطوة تهدف بالأساس على تحقيق الاستقرار الإقليمي.
وأضاف: “مناقشات اليوم شهدت توافقا نحو القضايا الإقليمية في شرق المتوسط والقضية القبرصية وفقا ميثاق الأمم المتحدة وأهمية احترام الحقوق السيادية لاسيما التنقيب عن الغاز والبترول فى البحر المتوسط اتصالا باتفاقيات الحدود وترسيم الحدود ونحن نتضامن مع قبرص إزاء أي مساس بحقوقها أو سيادتها وبما يؤثر على وحدة الجزيرة القبرصية واستمرار لخطنا الثابت”.
وقال السيسي: “اتفقت مع الرئيس القبرصي على التحضير الجيد لقمة مصرية يونانية في أكتوبر المقبل، فضلا عن التوافق على إجراء الإنتخابات الليبية ديسمبر المقبل فى موعدها مع خروج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا”.
وتابع السيسي: “نتفهم سويا أهمية تضافر الجهود الدولية لتقديم الدعم لقطاع غزة بعد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، وبحث سبل استئناف عملية السلام التي تفضي إلى حل الدولتين وفقا لقرارات الشرعية الدولية”.
كما استعرض السيسي آخر الجهود المصرية فى شأن مفاوضات سد النهضة ورؤية مصر لتحقيق اتفاق شامل ومنصف وعادل بشان تشغيل سد النهضة فى إثيوبيا واستئناف المفاوضات المتوقفة.
من جانبه، عبر الرئيس القبرصي عن سعادته بحفاوة الاستقبال، وعبر عن تعازيه لمصر وأسر الشهداء الأربعة الذين لقوا حتفهم في حرائق الغابات بقبرص في يوليو الماضي.
وقال أنستاسيادس: “الرئيس السيسي صديقي، وهذا يجعلنا نخطو نحو تعزيز الشراكة في مجالات عدة مع كل الاتصالات بيني وبينه حتى تطوير الأفكار وزيادة التعاون، واتفقنا على اجتماع دورى لكيانات مجتمعات الأعمال خاصة في الغرف التجارية في مجال المنتجات الغذائية والدواجن.
وتابع الرئيس القبرصي: “وفي مجال الطاقة اتفقنا على تدشين خط للغاز تحت سطح البحر المتوسط ونقل الغاز الطبيعي وستلتقي لجان فنية منتصف الشهر الحالي، فضلا عن التنسيق الفني في مجال الربط الكهربائي، واتفقنا أيضا على نقل الخبرات في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية، كما وقعنا اتفاقات في مجالي التعليم والبحث العلمي.
وأضاف الرئيس القبرصي: “تناقشت مع الرئيس السيسي في المستجدات على الساحة الأفغانية، وحل النزاعات في منطقة شرق المتوسط، وأعلنت للرئيس عن التطورات السلبية بين قبرص والجانب التركي بمخالفة تركيا لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، وأكدت للرئيس المصري موقفنا الثابت لإيجاد حل في إطار الأمم المتحدة بعيدا عن تقسيم قبرص لدولتين.
وقال: “وفي الوقت نفسه أبلغت الرئيس عن بعض الإجراءات لبدء حوار فعال وهادف لا يتعارض مع المصالح التركية، كما أبلغت الرئيس برفض قبرص كل المخالفات القانونية التركية في منطقة البحر المتوسط، وشكرت الرئيس على الدور المصري في إيجاد صيغة سلمية في الشرق الأوسط أو في القضية الفلسطينة”.
وأضاف “اتفقنا على إخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا، كما أن هناك اتفاق بيننا لتفعيل صيغة أو آلية بين مصر وقبرص واليونان وسيكون متعدد الأطراف بعد ذلك بشرط احترام القانون الدولي والسيادة وعدم التدخل، وسيكون التفاعل موجودا من خلال منتدى غاز شرق المتوسط”.
وأشار نيكوس إلى أن هناك اتفقا مصريا قبرصيا على مكافحة الهجرة غير الشرعية، أبلغت بها قبرص الاتحاد الأوروبي وننسق دائما فيها بالتعاون مع الجانب المصري.
وأضاف أناستاسياديس “بحثنا مع الرئيس المصري تطوير التعاون بين بلدينا في المجالات كافة”، مؤكدا توقيع اتفاقية للربط الكهربائي مع مصر هذا الشهر.
وقال أناستاسياديس: “نساعد في الوصول لاتفاق شراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي”.
واستقبل الرئيس المصري، السبت، بقصر الاتحادية، الرئيس القبرصي، وذلك للمشاركة في أعمال اللجنة الحكومية العليا بين مصر وقبرص في القاهرة، والتي تعقد للمرة الأولى على المستوى الرئاسي.
