في حوارة المطول مع رؤساء تحرير الصحف القومية الثلاث «الأهرام والأخبار والجمهورية» المنشور الجزء الأول منه اليوم الإثنين، أشار الرئيس السيسي إلى الاتصال الهاتفي مع رئيسة الحكومة البريطانية، تريزا ماي، للتهنئة بتوليها المنصب، نافيا ما تردد عن تأخر ماي في الرد عليه هاتفيا أسبوعين أو ثلاثة.
وكان الكاتب الصحفي، عبد الله السناوي، ذكر في مقاله المنشور بتاريخ 9 أغسطس / آب الجاري، أن رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة تيريزا ماى تأخرت بأكثر مما هو طبيعي ولائق، لنحو ثلاثة أسابيع، في الرد على طلب الرئيس المصري إجراء اتصال لتهنئتها، وكانت تلك «جلافة دبلوماسية» من رئيسة وزراء بلد عهد عنه العناية بالأصول والتقاليد.
وأشارالسناوي إلى وضع وصفه بـ«المؤسف لتراجع مكانة مصر» المقبلة بوضوح على أوضاع شديدة الصعوبة في العلاقات الدولية، تأخذ مداها من علاقات متراجعة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعلاقات أخرى مع الولايات المتحدة قد تتعرض لهزات كبيرة مع رئاستها المقبلة.
وفيما يعتبر ردا على الكاتب الصحفي المصريعبد الله السناوي، دون أن يذكره الرئيس السيسي بالاسم صراحة، تركز جانب كبير من حوار السيسي مع رؤساء تحرير الصحف الحكومية الثلاث، على العلاقات الدولية بصفة عامة ، والعلاقات مع بريطانيا بصفة خاصة، وقال في حواره، «أجريت اتصالاً هاتفياً، مع رئيسة الحكومة البريطانية، تريزا ماي، وكانت المكالمة للتهنئة بتوليها منصبها، وللحديث عن علاقات التعاون بين البلدين، وتناولنا موضوع عودة السياحة البريطانية لمصر، وكان الحديث إيجابيا في هذا الشأن، ونتوقع عودة السياحة البريطانية في الخريف المقبل، وسنتلقى إجابة حاسمة في هذا الشأن قريبا».
وأضاف السيسي، في إشارة واضحة للرد على السناوي، «لقد طلبت في الرئاسة إجراء هذا الاتصال مع رئيسة وزراء بريطانيا، وتم الاتصال على الفور، ولا أعلم من أين أتت المعلومات التي ذكرها البعض بأن البريطانيين تأخروا في الرد علينا أسبوعين أو ثلاثة».
كان واضحا أن تساؤلات الحوار مع الرئيس السيسي، كانت مناسبة لرد الرئيس على الكاتب السناوي والذي تناول في مقاله عن «رسائل الإيكونوميست» صورة العلاقات المصرية الخارجية، مؤكدا أن لغة «الإيكونوميست» العنيفة في عددها الخاص الذى عنونته بـ«تخريب مصر» انعكاسا لتدهور الصورة السياسية لمصر بأكثر من الأرقام الاقتصادية. وفى أية حسابات تنظر إلى المستقبل، وما يمكن أن يجرى فيه، لا يمكن الفصل بين ما هو اقتصادي وما هو سياسي، ولا بين إدارة الأزمة الاقتصادية والقدرة على المبادرة في ملفات الإقليم المشتعلة بالنيران.، وأن هيبة الدول تصنعها صورها وحيويتها وقوتها وقدرتها على بناء التوافقات الوطنية الواسعة..وأخطر رسالة أن مصر تفتقد التعاطف الدولي الضروري في لحظة تلوح فيها مخاطر وجودية تهدد مستقبلها.ويلفت النظر الكلام عن ضجر خليجي وتأهب لإعادة نظر كاملة في المعونات الاقتصادية.
وتساءل السناوي: ما أسباب الفجوات التي حدثت مع الأشقاء في الخليج؟ لماذا كان الإحباط؟ تلك أسئلة ضرورية لا مفر من مواجهة استحقاقاتها
ويصل الكاتب إلى القول: بوضوح فإننا مقبلون على أوضاع شديدة الصعوبة في العلاقات الدولية، وإذا لم يتماسك هذا البلد على إجراءات عاجلة تصحح أوجه الخلل الفادح فهو مقبل على واحدة من أسوأ أزماته في التاريخ الحديث.
وكان رد السيسي على السناوي عبر الحوار المطول مع رؤساء تحرير الصحف القومية، أننا ندير علاقاتنا مع دول العالم في إطار أربعة مبادئ أساسية هى: الشراكة وليس التبعية، فمصر ليست تابعة لأحد، والثوابت لا تتغير والأسلوب المنفتح والمتوازن مع الجميع، وعلاقات إستراتيجية ثابتة نحافظ عليها ونسعى لتطويرها وهي علاقات شراكة تقوم على تبادل المصالح والرأي والاحترام المتبادل، فنحن من خلال لقاءاتنا مع قادة العالم نعطي الفرصة للآخرين لتفهم ما يحدث في مصر والمنطقة, وقد أثبتت الوقائع التي تشكلت في المنطقة صدق الرؤية المصرية وصحة ما نطرحه من شواغل كانت غير مفهومة أو مقبولة من قبل، والآن ثبتت سلامة ما كنا نقوله، ولذا فإن الثقة في السياسة المصرية تزداد يوما, بعد يوم والتعاون معنا يزداد بمضي الوقت, وهذا عنصر حاسم في زيادة الفهم لسياستنا ولحقائق الوضع في المنطقة.
وأضاف، أن علاقات مصر مع دول الخليج، خاصة السعودية والإمارات، علاقات قوية وثابتة ونحن حريصون على ذلك كما أن الأشقاء حريصون على توطيد العلاقة أيضا، والأمر غير جيد هو أن البعض يختزل العلاقة مع دول الخليج في الدعم المقدم منها وهذا غير صحيح.
