يصادف اليوم الأربعاء، 26 من ديسمبر/ كانون الأول 2018، افتتاح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، المرحلة الثانية من مشروع الإسكان القومي «بشائر الخير2» بغرب مدينة الإسكندرية، في الوقت الذي يدلي فيه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بشهادته في محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي.
وفي الوقت الذي يفتتح الرئيس الحالي السيسي أحد المشروعات الخدمية والقومية التي تعمل عليها وزارة الإسكان والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، تستمر محاولات إسدال الستار على الماضي بمحاكمة رئيس عزله شعبه هو محمد مرسي، بينما يطل أيضا من الماضي الرئيس الأسبق مبارك الذي يظهر اليوم كشاهد بعد سلسلة من المحاكمات التي خاضها في السنوات الماضية.
سلم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، المستحقين للوحدات السكنية كاملة التجهيزات بالأثاث وذلك بمساهمة صندوق تحيا مصر، والمجتمع المدني وتبرعات رجال الأعمال، ليصبح هذا المشروع مثالا لتكاتف الجهود المصرية، والتعاون بين جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها لخدمة المواطن المصري في أكبر عملية تطوير للعشوائيات تشهدها البلاد.
وتتواصل محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث أدلى الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك بشهادته، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«اقتحام السجون» وذلك في مقر محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، والمنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، حيث رافق مبارك نجليه جمال وعلاء مبارك.
وقال الرئيس الأسبق مبارك خلال إدلائه بشهادته في قضية اقتحام الحدود الشرقية، إنه يجب الحصول على موافقة من القيادة العامة للقوات المسلحة ورئيس الجمهورية قبل الإدلاء بشهادته حول الأنفاق، موضحا إن اللواء عمر سليمان أبلغه بوجود 800 شخص اقتحموا الحدود الشرقية كان معهم أسلحة وسيارات.
ووقف مبارك صاحب الـ90 عامًا أمام هيئة المحكمة بصورة ثابتة ظهر من خلال بصورة جيدة متحدثا لبقا ومستمعا جيدا لكافة أسئلة هيئة المحكمة حيث رفض الإدلاء بشهادته بشأن قضية الأنفاق، حيث أكد أنه لا يجوز أن يتحدث بشأن هذا الملف إلا بعد أن يتم أخذ إذن وتصريح من القوات المسلحة ورئيس الجمهورية، نظرا لحساسية هذا الملف على وتقديره للأمن القومي المصري، مؤكدا أنه سلم إدارة شؤون البلاد للقوات المسلحة لعدم سقوطها، قائلا: القوات المسلحة هي الملاذ الأخير لحماية الوطن، متابعا في الرد على الأسئلة التي وجهتها هيئة المحكمة بقوله إن المقتحمين تسللوا خلسة للحدود ثم سهل لهم البعض مهمتهم، وأنهم «استخدموا السلاح وضربوا أقسام الشرطة في رفح والشيخ زويد والعريش»، بالإضافة إلى انتشارهم في الميادين حتى وصلوا إلى ميدان التحرير، وكذلك السجون لإخراج عناصر من «حزب الله» على حد قول مبارك.
جاء ذلك في قاعة محكمة حيث تعاد محاكمة مرسي وآخرين من جماعة الإخوان المحظورة في قضية تتعلق باقتحام حدود البلاد الشرقية وعدد من السجون إبان الانتفاضة التي انطلقت يوم 25 يناير/كانون الثاني عام 2011.
وكانت محكمة النقض، وهي أعلى مدنية في البلاد، قضت في عام 2016 بإلغاء حكم الإعدام الذي أصدرته محكمة للجنايات على مرسي ومرشد جماعة الإخوان محمد بديع وغيرهم وكذلك أحكام بسجن عدد آخر في هذه القضية وأمرت بإعادة محاكمتهم أمام دائرة جنايات جديدة.
وأطيح بالرئيس السابق مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المحظورة من السلطة في يوليو/تموز عام 2013 إثر احتجاجات شعبية على حكمه، وتسلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون البلاد حتى انتخاب رئيس.
