السيناريوهات مفتوحة للأسوأ.. فوضى «البريكست» تضرب بريطانيا

بعد أن خسرت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، مساء أمس الثلاثاء، تصويتا في مجلس العموم البريطاني (البرلمان) على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بـ 234 صوتاً، وفي أكبر هزيمة تتعرض لها حكومة بريطانية في التاريخ.. أصبحت السيناريوهات مفتوحة للأسوأ ـ بحسب تقديرات الدوائر السياسية في لندن ـ وأن السيناريو الأول لم يتاخر ساعات، حيث تواجه رئيسة الحكومة، اليوم الأربعاء، تحديا جديدا بالتصويت على حجب الثقة عن حكومتها، الأمر الذي قد يؤدي إلى إجراء انتخابات عامة مبكرة.

 

ومن المقرر أن يصوت مجلس العموم على مقترح حجب الثقة الذي قدمه زعيم حزب العمال، جيرمي كوربن، في حوالي الساعة السابعة مساء اليوم، بتوقيت لندن، وإذا وافقت أغلبية الأعضاء على مقترح «كوربن» فيجب أن تشكل «تريزا ماي» حكومة جديدة، شريطة أن تنال تلك الحكومة ثقة البرلمان في غضون 14 يوما..وإذا فشلت «ماي» في الحصول على تأييد البرلمان للتشكيل الجديد، فيجب الدعوة إلى إجراء انتخابات عامة جديدة، في تسلسل متوقع لنتائج ما وصفه محللون بريطانيون بـ «فوضى البريكست».

 

  • والسيناريو الثاني: إذا تمكنت «ماي» من البقاء في منصبها، فسيكون أمامها فرصة حتى يوم الاثنين المقبل، 21 يناير/ كانون الثاني الجاري،  لكي تعرض «خطة بديلة». كما أن أمامها عددا من الخيارات، مثل التعهد بالعودة للتفاوض في بروكسل، أو طلب تأجيل موعد بريكست، وفي الحالتين تتجه رئيسة الحكومة لإجراء محادثات مع نواب من جميع الأحزاب «بروح بناءة» لمعرفة الطريق الواجب اتباعه، لكنها مع هذا ملتزمة بتنفيذ نتائج استفتاء عام 2016.

 

  • ورغم رفض البرلمان للاتفاق، فإن موعد الخروج لم يتغير في 29 مارس/آذار المقبل، لكن هناك شكوكا حول طريقة الخروج وربما موعده أيضا، ومن المتوقع أن يزيد النواب الذين يريدون إجراء استفتاء آخر أو وقف الخروج تماما أو المغادرة دون صفقة، من جهودهم للحصول على ما يريدون، خاصة أن رئيسة الوزراء، التي أصبحت في موقف ضعف، عرضت الاستماع إلى حججهم..وكان الاتفاق يقضي بخروج منظم من الاتحاد، وترتيب فترة انتقالية تمتد إلى 21 شهرا للتفاوض على صفقة تجارة حرة.

 

  • والاحتمال القائم أيضا.. يرتبط بهذه الهزيمة التي تشكل ضربة قوية لرئيسة الوزراء، التي قضت أكثر من عامين في مفاوضات من أجل هذه الصفقة مع الاتحاد الأوروبي، وبات مستقبلها السياسي مهددا، خاصة وأن حوالي 118 من أعضاء حزبها ( حزب المحافظين) في البرلمان  صوتوا ضد الاتفاق، وانضموا إلى أحزاب المعارضة..وتشير الدوائر السياسية في لندن، إلى أنه في الظروف العادية لهزيمة التصويت، يتوقع أن يتقدم رئيس الحكومة باستقالة فورية بعد هزيمة، لكن تيريزا ماي ألمحت إلى أنها سوف تواصل مهامها، في بيان ألقته فور انتهاء التصويت، وعرضت محادثات بين الأحزاب لتحديد طريقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إذا ما نجحت في الفوز بثقة البرلمان في التصويت المزمع عقده مساء اليوم الأربعاء.. وإذا كانت رئيس الوزراء، تيريزا ماى، قد نجت الشهر الماضي  من اقتراع بسحب الثقة منها فى حزب المحافظين الحاكم، لكن ثمن النجاة يبدو أنه سيقود فى نهاية المطاف إلى غرقها، وتكرر ما حدث مع رئيسة الوزراء الأسبق، مارغريت تاتشر،  وعلى الرغم من أن ثاتشر تعهدت بالاستمرار فى منصبها وتحدى معارضيها وكانت كل عناوين الصحف تحمل هذه العبارة أو عبارات مشابهة «ثاتشر تقاوم دعوات الاستقالة»، إلا أنها استسلمت لضغوط حزبها واستقالت. وهو الاحتمال القائم الذي يواجه تريزا ماي ، بحسب توقعات عدد كبير من  المحللين والسياسيين البريطانيين .

 

ويقول الوزير البريطاني هيستنج، إنه على الرغم من أن المقارنة بين ثاتشر وماى ظالمة لثاتشر، التى ما زالت تُعد حتى اليوم أحد أعظم رءوساء الوزراء فى بريطانيا، لكن الدرس المستفاد من أحداث 1989 و1990 هو أن هناك لحظة، حتى لو احتفظ فيها زعيم الحزب بـ «أغلبية ورقية»، كما حدث مع «ماى» خلال اقتراع حزبها ، فإن وقته فى السلطة يكون فى بداية العد التنازلى «فبمجرد أن تنتهى السلطة الأخلاقية فمن غير اللائق ومن العبث محاولة الاستمرار».

 

  • السيناريو الرابع : أن أسوأ هزيمة برلمانية واجهتها حكومة فى تاريخ بريطانيا الحديث، برفض مجلس العموم البريطاني، الغرفة السفلى من برلمان المملكة المتحدة، الموافقة على الصفقة بين لندن وبروكسل حول انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي..أثارت اضطرابا سياسيا قد يؤدى إلى خروج البلاد من الاتحاد دون اتفاق أو حتى عدم الخروج.. لكن انتهاء التصويت بنتيجة مهينة قد يجبر ماي على تأجيل خروج بريطانيا المقرر من الاتحاد الأوروبي وقد يفتح المجال أمام خيارات أخرى تتراوح بين تنظيم استفتاء آخر أو ترك الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق..وبحسب رؤية  وزير خارجية بريطانيا السابق، بوريس جونسون، فإن ما حدث «هزيمة أكثر مما توقعه الجميع»، وهذا يعني أن اتفاق رئيسة الوزراء أصبح الآن «في عداد الموتى»، وذلك يمنح ماي تفويضا واسعا بالعودة إلى بروكسل (عاصمة الاتحاد الأوروبي) ، للتفاوض على اتفاق جديد.

 

  • سيناريو آخر.. يرتبط بتوجه مجموعة من السياسيين المعارضين للبريكست ، الذين يمثلون عددا من الأحزاب البريطانية لتقديم مشروع قانون لإجراء استفتاء جديد حول البقاء ضمن عضوية الاتحاد الأوروبي أو مغادرته في ضوء الاتفاق الذي توصلت له «ماي».. وأكد السياسيون المعترضون في مسودة القانون المقترح أن مدة العامين التي ينص عليها البند 50 من معاهدة لشبونة للتفاوض حول مغادرة المملكة المتحدة لعضوية الاتحاد، يمكن تمديدها لحين إجراء استفتاء ثان. ويعني ذلك أن القانون المقترح يمهد  لإبقاء المملكة المتحدة على عضويتها الأوروبية في أعقاب تاريخ 29 مارس المقبل.

 

  • ومن جانبه أعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه من رفض البرلمان البريطاني الصفقة بين لندن وبروكسل حول بريكست، واعتبر أنه فاقم من خطر سير العملية بشكل غير منظم، مؤكدا أنه يستعد لهذا السيناريو..وقال رئيس المفوضية الأوروبية،جان كلود يونكر، في بيان صدر عنه: أخذت بعين الاعتبار نتائج التصويت (في مجلس العموم البريطاني) وأشعر بالأسف لذلك، وبعده زاد خطر الانسحاب غير المنظم للمملكة المتحدة (من الاتحاد الأوروبي)، وأن المفوضية الأوروبية، سنقوم بتكثيف تحضيراتها لضمان الاستعداد الكامل للاتحاد الأوروبي لذلك، رغم أن مشروع الاتفاق الذي تم رفضه كان يمثل «حلا وسطا صريحا وأفضل صفقة ممكنة، ويخفف من الضرر التي سيتعرض له جراء بريكست المواطنون وقطاع الأعمال في كل أنحاء أوروبا»ن فيما استبعد المستشار النمساوي، زباستيان كورتس، إعادة التفاوض مع بريطانيا حول خروجها من الاتحاد الأوروبي وذلك بعد رفض البرلمان البريطاني الاتفاق المقدم من ماي.. وقال: الكرة الآن في ملعب بريطانيا، وعلى كل حال فلن يكون هناك إعادة تفاوض بشأن اتفاق الخروج.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]