الشريف: “موسم الكبك” تعكس أصداء الانكسارات العربية بصعيد مصر
ضمت القائمة القصيرة لجائزة ساويرس الثقافية، والتي أعلنت خلال الأسبوع الماضي، نخبة من كتاب الرواية والقصة القصيرة والسيناريو الشباب، وتصدر قائمة الرواية فرع الشباب، الكاتب والباحث والزميل الصحفي أحمد إبراهيم الشريف، عن روايته “موسم الكبك”، والتي صدرت عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة عام 2013.
قال الشريف، في تصريح لـ”الغد العربي” اليوم الإثنين، تعليقا على وصول روايته إلى القائمة القصيرة، “الأمر مشجع بشكل كبير، كما أنه يؤكد لي أن طريقتي في الكتابة التي تقوم على الموازنة بين جماليات الكتابة والسرد، صالحة بشكل جيد لصناعة الرواية”.
وأضاف الشريف، الذي حرم من استكمال رحلته مع مسابقة جائزة الدولة التشجيعية، بعد وصوله إلى قائمة ساويرس القصيرة، أن “وصولي إلى قائمة هذه الجائزة ذات الثقل الأدبي، يحسب لصالح الرواية، فلولا أن موسم الكبك رواية تمتلك مقومات مميزة ما كان لها أن تكون مع هذه المجموعة من الكتاب الجيدين وأصحاب الخبرة”.
وفي نظرة نقدية سريعة يقول أحمد إبراهيم عن المرشحين معه بالقائمة: يحسب لهذه المجموعة من الكتاب، وكذلك المجموعة المرشحة في قائمة المجموعة القصصية، أنها تكتب سردا مختلفا يؤكد أن هذا الجيل يملك لغته ويملك مفهوما للكتابة ولا “يستسهل” كما يتهمه البعض بذلك.
في ماضي الصعيد المصري المهمش، كان “الكبك” أحد مواسم الصيد في نهر النيل، وترتبط طقوس ذلك الموسم بساعات الليل والظلمة الحالكة، ومع حدث بسيط وعادي ومعهود في الأدب كتهتك شباك الصيادين “الغلابة” بسبب مركب سياحي، تنفجر أحداث الرواية وشخصياتها، لكن على نحو غير عادي، لينكشف الجانب الأسطوري لحكايات العاديين والمهمشين الذين ضجوا من وطأة العالم.
يدخل أحمد إبراهيم الشريف إلى عالم روايته مرة أخرى، فيظهر معه الجانب العروبي فيها، والذي يتجلى كما يقول في حالة التأثر العام بالأحداث، “مثلًا حرب الخليج الأولى في العراق أثرت على الشخصيات بالشكل الذى ذكرته من قبل، فالأزمة الخاصة التي يعيشها أهل القرية، ربما تكون اختصارًا لأزمة أكبر هي أزمة العالم العربي، كما يمكن اعتبار أن الرواية في تفسير من تفسيراتها الدلالية ترمز للوطن العربي بشكل أوسع، وأن المركبة السياحية ترمز للتدخل الأجنبي، وهذا التفسير قد قال به الدكتور سيد ضيف الله الباحث والناقد الأدبي، في إحدى الندوات التي تمت فيها مناقشة “موسم الكبك”.
“العراق أكثر البلاد التي وردت في الرواية، كونها الأكثر أزمة، والتي تشبه شخصيات موسم الكبك”، هكذا يلقي لنا الروائي والناقد أحمد إبراهيم الشريف، بالخيط الذي يربط أحداث روايته التي تصدرت قبل أيام القائمة القصيرة لجائزة ساويرس الثقافية للعام 2015، بما حدث في العراق منذ حرب الخليج وحتى الغزو الأمريكي.
وفي “موسم الكبك” تعيش الشخصيات في مجتمع مغلق وأزمات متعددة، هذه الأزمات تصنع طرقا مختلفة للتعرف على الذات، ومن ضمن هذه الأزمات ما يطلق عليه الكاتب الثلاثيني “الانغلاق المكاني”، حيث القرية يحاصرها الجبل من الشرق، بينما النيل يأكلها من الغرب، ولا متنفس لأهلها سوى الذهاب لسوق أو الفرار من قهر إلى قهر آخر، والمدن و”أسيوط” نموذجا مرتبطة لديهم بالخوف والسجن، ومع ذلك تجد لهم خيالا يرتبط بالخروج من الإطار والتحليق إلى ما يطلقون عليه “بلاد التمر والغاز” ويقصدون العراق، وهم الذين ربما لا يعرفون ما يدور على أرض العاصمة.
يقول “الشريف” إن العراق جاءت في مستويين مختلفين بين الأمل والخوف، فهي البلاد التي فاجأتهم بما لا يحبون، فابنة حياة مات أبوها في هذه البلاد، وفرج محمدين تقريبا فقد عقله في حربها، بينما تمثل الحقائب المغلقة أمل النساء في الحصول على هدية لقاء الغربة.
