الشهيد فادي أبو صلاح.. مُقْعَد واجه الاحتلال بنصف جسد ومقلاع

“انا الجريح اللي انظلم .. ارتمي للموت لكن ما انحني للريح .. دايس على جرحي رغم الألم ما أصيح .. صلب أنا طولي مثل النخل ما أطيح … شايل حمل حزني جو الصدر ..” كلمات بسيطة خطها الشهيد فادي أبو صلاح في الذكرى العاشرة لإصابته وبتر ساقيه دون أن يدرك أنها كلمات الوداع الأخيرة التي تسبق التحاق الجسد بنصفه الآخر الذي رحل.

مع ساعات الصباح الأولى لليوم الرابع عشر من مايو/آيار زحف الشاب فادي أبو صلاح وهو الابن الأكبر لعائلته على كرسيه المتحرك صوب الحدود الشرقية لقطاع غزة، للمشاركة في مليونية العودة، بعد أن اعتاد على المشاركة بشكل يومي في مسيرات العودة التي انطلقت في الثلاثين من مارس/آذار الماضي والأمل يحذوه بالعودة إلى موطنه يافا.

فادي شاب يافع لكنة بنصف جسد بعد أن خطفت صواريخ الطائرات الإسرائيلية قبل عشرة أعوام خلال حرب عام 2008، نصف جسده السفلي ليبقى أسيرا لكرسي متحرك، لكن إرادة الرجال كانت تتجلى في روحه، فتوجه صوب الحدود متسلحاً بإرادة فولاذية ومقلاعا وحجراً لاستكمال مشوار العودة والتي تزامن مع ذكرى نكبة فلسطين.

وشاءت الأقدار هذه المرة أن يستشهد فادي ويسقط مدرجاً بدمائه، ليلتحق نصف الجسد بنصفه الآخر الذي غادره قبل عشرة أعوام وتحديدا في الرابع عشر من مايو/آيار من العام 2008، وهو ذات التاريخ الذي استشهد فيه متزامنا مع يوم النكبة.

كان يقطن الشهيد أبو صلاح في بلدة عبسان الواقعة إلى الشرق من مدينة خان يونس وهى من المناطق الحدودية المتاخمة للسياج الفاصل ما جعلها عرضت بشكل مستمر لتوغلات الاحتلال.

عاش فادي حياة طبيعة مفعمة بالحركة على الرغم من الإعاقة التي خلفها الاحتلال، فهو متزوج وله خمسة أبناء (ثلاث ذكور واثنثين من الإناث) أكبرهم يبلغ من العمر 7 اعوام.

يقول شقيقه الأصغر هاني، إن أمنية فادي أن يرى أبناءه الأطفال شباباً ويفرح بهم لأنهم كانوا يمثلون له نبع الحياة في ظل الأوضاع البائسة التي يعيشها، لكن رصاص الاحتلال كان الأسبق ليسرق قناص إسرائيلي كل أحلام فادي البسيطة بما فيها رؤية أبناءه يكبرون أمام عينيه، وذلك بعد أن سلب منه في العام 2008 قدرته على المشي. يتساءل هاني عن الخطر الذي يشكله شاب قعيد على كرسي متحرك على جنود مدججين بالأسلحة الحديثة؟ لافتاً إلى أن الاحتلال لا يفرق بين حجر وشجر وشاب وامرأة .

يتابع هاني، “لم يكن فادي وحيداً حينما أصابه رصاص الاحتلال الذي أوقع إلى جانب فادي 60 شهيداً ومئات الجرحى، أثناء تواجده برفقة مجموعة من الشبان السلميين المتظاهرين في مخيمات العودة، لتستهدفه قناصة الاحتلال برصاصة في الرأس بشكل مقصود”.

وأطلق قناص إسرائيلي رصاصة باتجاه فادي المقعد لتصيبه في الرأس دون أن تشفع له إعاقته وكرسيه المتحرك أمام جندي مدجج جاء لممارسة هوايته المفضلة في القتل بحق أبرياء يتشوقون للحرية والانعتاق من هذا السجن الكبير الذي كبل حتى أحلامهم.

تقول أم فادي والدة الشهيد والتي بالكاد تمالكت نفسها خلال حديثها مع “الغد” حزناً على فلذة كبدها، إن الاحتلال استهدف فادي أكثر من مرة وسلب منه جسده شيئاً فشيئاً قبل أن يرتقي شهيداً، ولم تتوقف أم فادي عن الدعوة لنجلها الشهيد بالرحمة، وتقول كان بطلاً وشجاعاً وكاد الأعداء، اليوم استشهد في ذكرى إصابته في العام 2008″.
وتضيف والدته والألم يعتصر قلبها: منذ بداية مسيرات العودة كان يحرص على الحضور والمشاركة في كل فعاليات المسيرة (..) كنت أقول له يكفي إصابتك وعندك أولاد فيقول لي كله يما فداءً للوطن”، وفي كلمة وجهتها لأبنها الشهيد اختتمت حديثها قائلة “مبارك عليك الشهادة يا فادي”.

 

ذهب فادي ابو صلاح ولن يحضر رمضان هذا العام ولن يجلس بين أبناءه على مائدة الإفطار كما غيره الكثيرين ولن يرى أطفاله يكبرون ليصبحوا شباباً، فقد نالت من كل أحلامه البسيطة رصاصة إسرائيلية حاقدة.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]