الصادق المهدي.. محطات بين المعارضة والمناصب السياسية
65 عاما من العمل السياسي، كان خلالها أحيانا صانعا للأحداث، وفي أحيان أخرى مساهما في مسارها، هكذا كان مسار حياة زعيم حزب الأمة السوداني، الصادق المهدي، الذي رحل عن عمر يناهز 85 عاما، متأثراً بإصابته بفيروس كورونا.
صنع المهدي سجلا حافلا بالمواقف النضالية، فاستطاع أن يكون بمثابة القائد الشعبي في السودان، وهو ما ظهر جليا بعد انتهاء حكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير، حيث كانت تدخلاته تحظى باحترام جميع أطياف الشعب السوداني.
الحزن يخيم على القادة السياسيين
كما نعى رئيس مجلس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس حزب “الأمة القومي”، إمام الأنصار الصادق المهدي.
وأشار حمدوك، إلى أن المهدي كان آخر رئيس وزراء منتخب في السودان، وأحد أهم رجالات الفكر والسياسة والأدب والحكمة في السودان.
العمل السياسي والنضالي
عمل الصادق المهدي موظفا بوزارة المالية في 1957.
وفي نوفمبر 1958 استقال من الوظيفة. ثم عمل بعد ذلك مديرا للقسم الزراعي بدائرة المهدي، وعضوا بمجلس الإدارة.
كما كان المهدي رئيسا لاتحاد منتجي القطن بالسودان.
وانخرط في صفوف المعارضة وبعد ذلك دخل المعترك السياسي الذي جعل همه لخدمة قضية الديمقراطية والتنمية والتأصيل الإسلامي في السودان.
مناصب تقلدها
رئيس الجبهة القومية المتحدة في الفترة من 1961حتى 1964.
انتخب رئيسا لحزب الأمة نوفمبر 1964م.
أصبح رئيسا لوزراء السودان في الفترة من 25 يوليو 1966 حتى مايو 1967.
كما انتخب المهدي رئيسا للجبهة الوطنية في الفترة من 1972 حتى 1977.
وانتخب رئيسا لحزب الأمة القومي في مارس 1986.
سنوات من الاعتقال
اعتقل المهدي في 5 يونيو 1969 بمدينة جبيت بشرق السودان ثم حول لسجن بور تسودان ثم اعتقل بمدينة شندي، ثم نفي إلى مصر ووضع تحت الإقامة الجبرية، ثم أرجع لسجن بور تسودان معتقلا حتى مايو 1973.
أطلق سراحه لعدة أشهر ثم اعتقل بعد انتفاضة شعبان سبتمبر 1973 والتي تجاوب معها الشارع وهزت النظام ولكنها لم تلق أي تجاوب عسكري كما استعجل في خطواتها بعض السياسيين، عاد الصادق بعدها نزيلا بسجن بور تسودان (من ديسمبر 1973- حتى مايو 1974 وكتب خلال هذه الفترة: “يسألونك عن المهدية”، وفي السجن تعرض لوعكة صحية وأوصى الطبيب الدكتور أحمد عبد العزيز بسفره للخارج للعلاج، وقد كان .
كما اعتقل في يوليو 1989، عندما كان بصدد تقديم مذكرة لقادة الانقلاب، ووضع في سجن كوبر حتى ديسمبر 1990.
في 1 أكتوبر 1989 تعرض للتهديد فكتب شهادته عن فترة حكمه: كتابه عن “الديمقراطية في السودان عائدة وراجحة”.
وفي أكتوبر 1989م وقع مع قادة القوى السياسية الموجودين داخل السجن “الميثاق الوطني”.
في ديسمبر 1990 حوّل للاعتقال التحفظي في منزل زوج عمته بالرياض، حيث سمح لأفراد أسرته بمرافقته. كتب خلال هذه الفترة: “تحديات التسعينيات” متعرضا فيه للوضع العالمي وتحديات العالم العربي والإسلامي وإفريقيا، و”ضحكنا في ظروف حزينة”.
أُطلق سراحه في 30 أبريل 1992 وكان تحت المراقبة اللصيقة من الأمن السوداني ومحدودية الحركة حيث لا يسمح له بمغادرة العاصمة.
انتهاء مسيرة النضال
ويبدو أن القدر لعب دورا كبيرا في حياة المهدي، حيث أنه كان شاهدا على اتفاقيات السلام في السودان، والخروج من الأزمة التي كانت تشغله طوال حياته، فانتهت مسيرة النضال بالوثيقة الدستورية، التي حددت أسس الانتقال إلى الحكم المدني.