انتقلت ترتيبات خلافة الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، إلى المنتديات والدوائر السياسية والإعلامية، وبات واضحا أن هناك تحركات أو علامات، بحسب وسائل الإعلام الجزائرية، تنبئ بالتسرع في ترتيب خلافة «الرئيس المريض».
الترتيبات تسعى لفرض القبضة الأمنية، ومحاصرة حرية الإعلام، وتكميم النوافذ المعارضة، وهو ما وصفته صحيفة الخبر الجزائرية، بتحركات «ثور هائج» يضرب الأصوات الحرة لفرض مشروع في الخفاء.
ويتأكد يوما بعد يوم، بحسب وسائل الإعلام الجزائرية المستقلة، أن سلسلة القوانين والإجراءات الردعية، التي تتسرع جماعة الرئيس في تمريرها وتنفيذها، متصلة بالترتيب لمشروع ما في الخفاء، على أن يتم إنجازه في أقرب وقت، فهل يتعلق الأمر بخلافة عبد العزيز بوتفليقة في الحكم؟ وكيف سيتم ذلك؟ هل بانتخابات قبل موعدها الرسمي، وبعد إعلان حالة العجز المزمن للرئيس؟
الشكوك حول ترتيبات خلافة بوتفليقة تحولت إلى قرائن، تشير إلى أن ما يتم التخطيط له لا يحتمل الانتظار حتى 2019، ونقلت الصحف الجزائرية، مقابلة الجنرال خالد نزار، مع آلجيري باتريوتيك، موضحة أن رئيس أركان الجيش ونائب وزير الدفاع، الفريق ڤايد صالح، يريد أن يكون رئيسا.
وقال نزار صراحة، «إننا نشهد مفهوما جديدا، يجعل من الوظيفة العسكرية مرادفة لكثرة الترحال، وإيماءات في كل لحظة، كما نشهد شراهة مرضية جامحة في حيازة معدات عسكرية على حساب الاقتصاد الوطني، ألا يحمل هذا علامات طموح مفرط؟».
والطموح، في سياق الانتقادات التي وجهها نزار لـ ڤايد صالح في المقابلة الصحفية، يقصد به أن صاحبه يبحث عن موقع أكبر من الذي يوجد فيه، أما حديثه عن «كثرة الترحال» و«الإيماءات في كل لحظة»، فيعني بها الحرص الذي يبديه رئيس أركان الجيش على الإشهار في الإعلام لنزوله يوميا إلى النواحي العسكرية، والخطب التي يلقيها بمناسبة لقاءاته بالضباط.
هذا التصرف، بحسب تحليل صحيفة الخبر، يعني بالنسبة لنزار خروجا عن مهام الوظيفة العسكرية من جانب صالح، وبالتالي فهو يمارس السياسة بغية الوصول إلى الوظيفة العليا في البلاد.
وتتساءل الصحيفة: إذا ثبت أن صالح يريد أن يكون رئيسا، هل تولدت هذه الإرادة بناء على موافقة المعني بالأمر، عبد العزيز بوتفليقة المعروف عنه رفضه أي تسوية تتعلق بمصيره في الحكم، لرغبته الجامحة في البقاء في الكرسي ما دام حيا؟
وهل يقبل بوتفليقة أن يتنحى عن الرئاسة قبل موعد الانتخابات، في حين عبر في مرات كثيرة على ألسنة الموالين له، بأن من يطمح في الكرسي عليه أن ينتظر عام 2019؟
وهل استلهم صالح من التجربة المصرية، بوصول وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي إلى الحكم، فرأى أنها قابلة للتجسيد في الجزائر تحت ذريعة أنها تواجه مخاطر ودسائس ومؤامرات، كما يقول هو في مختلف تصريحاته، وبالتالي لا يصلح للبلاد إلا رأس الضباط السامين في المؤسسة العسكرية؟
احتمال أن يكون هذا تفكير ڤايد صالح لا يستبعده من يعرفون الرجل، الذي ينسب له قوله «وما المانع أن أكون أنا الرئيس؟»، وذلك في دردشة خاصة عبر فيها عن رغبته في أن يأخذ نفس مسار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
