يحيي الصحفيون في العديد من دول العالم “اليوم العالمي لحرية الصحافة”، لكن في قطاع غزة لا مجال لإحياء هذه المناسبة.
فبعدما قتلت إسرائيل عشرات الصحفيين ودمرت عشرات المؤسسات الصحفية ينتظر المعنيون بالصحافة في القطاع إنصافهم أمام المحاكم الدولية.
ومن بينهم معتصم شقيق الصحفي ياسر مرتجى، الذي استشهد على أيدي قوات الاحتلال خلال تغطيته مسيرات العودة، إذ لم يفق من هول الصدمة رغم مرور أربعة أعوام.
ويتساءل معتصم كيف يُستهدف صحفيا بشكل متعمد مع أنه يرتدي درعه وخوذته ولم يكن يشكل خطرا على أحد؟ كما تساءل لماذا لم تُحاكم اسرائيل على جريمتها تلك إلى يومنا هذا؟
وقال معتصم، لمراسل الغد، إن شقيقه عند استشهاده كان يرتدي السترة الصحفية والخوذة الواقية، وكان جلياً لجنود الاحتلال أن هذا الشخص صحفي يؤدي دوره.
وأضاف “ما زلنا ننتظر محاكمة من أعطى الأمر بقتل ياسر”، متابعاً: “كان واضحا أمام الاحتلال إنه صحفيا يوثق الجرائم المرتكبة هناك وأنه بنقل رسالة القضية العادلة”.
وتعرض الصحفيون الفلسطينيون لانتهاكات خطيرة في قطاع غزة، وكذلك مؤسساتُهم الإعلامية التي دمرت إسرائيل عشرات منها في حروبها المتتالية.
وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة تأخذ هذه الانتهاكات منحى التصاعد في قطاع غزة مقارنة بدول العالم.
وقال رئيس المعهد الفلسطيني للاتصال والتنمية، فتحي صباح، إن الصحفي الفلسطيني قياسا بأي صحفي بالعالم لا حقوق لديه ويتعرض لانتهاكات كبيرة من اعتقال ومصادرة المواد ومنع التحرك، بالإضافة إلى أن هناك حصارا رقميا للصحفي في قطاع غزة.
وأكدت مؤسسات حقوق الإنسان أنها وثقت كل هذه الانتهاكات ضد الصحفيين في القطاع، وتقدمها بشكل مستمر للمحكمة الجنائية الدولية، وأنها لن تتوقف عن ذلك حتى تُحاكمَ اسرائيل على جرائمها.
وأوضح مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، راجي الصوراني، أن “إسرائيل لم تمارس قتلاً فحسب، بل مارست قصفاً للمراكز الصحفية”، مضيفا “كل جريمة جرى ممارستها ضد الصحفيين الفلسطينيين والأجانب خاصة في قطاع غزة تم توثيقها قانونياً، وتم إعداد ملف بها وهي جزء من الملف الذي نحمله للمحكمة الجنائية الدولية”.
وحتى يومنا هذا، قتلت إسرائيل عشرات الصحفيين وأصابت آخرين دون أن تخضع لمحاسبة حقيقية، كونها تضرب بعرض الحائط كل القوانين والأعراف.
ولا تفرق إسرائيل بين الشجر والحجر ولا بين صحفي وآخر، فهي تعتبر نفسها فوق القانون كل ما يريده الصحفي هنا توفير الحماية له والضغط على اسرائيل لوقف جرائمها بحقهم.