ترصد الصحف التركية الصادرة اليوم الثلاثاء، تطورات المشهد الانتخابي مع تكثيف الحملات الدعائية للمرشحين المتنافسين «أردوغان وكليجدار»، ونشرت تقارير وتحليلات سياسية عن مواصفات «الرجل الصعب»، وعن توقعات نتيجة الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.. ولا تزال التساؤلات قائمة حول من هو الرجل الصعب في تركيا؟ بعد أن كتب الكاتب والمفكر ماهر المهدي، عن هذا الرجل في صحيفة «الزمان» دون تحديد هويته.
- وكتب المهدي: ما من أحد يريد الرجل الصعب الذي يختال فخرًا بتحجر إرادته وصلابة عزمه واستحالة التفاهم معه، حتى ولو كان ناجحًا في شيء. فكل النجاح النائم على ذراعي الرجل الصعب قد يصب المصالح والأموال والصلف في جيوب وعلى أجساد من حوله -من الأعوان ومن المريدين- ويصُب الخوف في قلوب المقهورين والفارين من الظلام إلى النور ـ ولكن نجاح الرجل الصعب لا يعني من حوله من الشركاء، بل يُضرِم النيران في ثقتهم، وبأملهم في تعاونه معهم، وأن يصبح يومًا شريك الكفاح ورفيق الطريق.
وأضاف: ربما كانت بطولته التي حلم بها وتمناها وضفرت جهوده لسنوات طويلة وعقود متصلة من السنين، أن يكون الرجل الصعب والرجل الذي تسقط وتتكسر حوله الأشياء والأفكار والنساء والرجال كل يوم حتى النهاية المفتوحة.. والحياة شراكة وليست استبدادًا. كما أن الاستبداد في وجه الخارج قد يورِّث عداء ويغلق الطرق على المصالح، والأمثلة على كفي التاريخ كثيرة. الكل في الخارج يترقب ويرجو أن يرى الرجل الصعب يرحل في سلام ويترك مكانه لمن يحتاط للزمن وبأس الحوادث، ويعرف للناس قدرها ويقدم المودة على المواجهة، فإذا واجه لم يتجاوز حدود الضرورة، لأن للحياة اتجاهين.
وقال «المهدي» مقتربًا من الكشف عن شخصية الرجل الصعب: الكل يترقب النتائج ويستفسر ويستبشر بفرج قريب، لأن المهام الجسيمة لا تلين جوانبها إلا لصعب يعرف ما يريد ويُصر عليه ويتشبث به. ولكن صعوبة المراس لا تخلو من مساوئ قد لا تسعد كثيرين إذا تحولت إلى استبداد.
لا يمكن توقع نتيجة الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية
ويرى باحث تركي، أنه لا يمكن توقع نتيجة الجولة الثانية من الانتخابات.. وقال الباحث بكر أغيردير، إن كل شيء جائز بالجولة الثانية، وأن كلا المرشحين بإمكانهما تعزيز الفارق وليس بالإمكان توقع النتيجة.
- وذكر أغيردير، أن الفارق بين المرشحين في الجولة الأولى كان نحو 5 في المئة، وأن هذه النسبة تعادل 3 مليون صوت انتخابي.
وأضاف لصحيفة الزمان التركية، أن حزب الشعب الجمهوري حصل على أعلى نسبة في تاريخه بتسجيله 45 في المئة، وهذا في الواقع نجاح شخصي لـ كمال كليجدار أوغلو، بينما نجد أن أحد نقاط النقص بالحملة الانتخابية لتحالف الأمة المعارض، أن الطاقة التنظيمية للحزب وشركاء التحالف لم تتمكن من صنع حماس وإثارة على الساحة، وأن حزب الشعب الجمهوري هو المسؤول الرئيس عن هذا الأمر وبالتالي يتوجب عليه خلال الفترة المتبقية العمل بحماس وأمل وإيمان وإبراز هذا لناخبيه.
- وفيما يخص الأصوات التي حصل عليها مرشح تحالف الأجداد، سنان أوغان، وبلغت 5.2 في المئة، ذكر الباحث النركي أغيردير، أن تلك الأصوات ليست من التيار القومي بل إنها أصوات الغاضبين من الطرفين، وجزء منها سيذهب لصالح أردوغان في حين سيذهب الجزء الآخر إلى كليجدار أوغلو، وأن الأمر لا يتوقف على الطرف الذي سيدعمه أوغان.
سنان أوغان يدعم أردوغان ويطالب بعلاج 4 قضايا
ونشرت الصحف التركية، إعلان المرشح الرئاسي للانتخابات التركية عن تحالف الأجداد، سنان أوغان، الذي حصل على 5.2 في المائة من الأصوات في الانتخابات الرئاسية، تأييده الرئيس رجب طيب أردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات.
- ورغم حصوله على نسبة غير متوقعة من الأصوات، قال أوغان: كان معدل الأصوات التي توقعنا الحصول عليها ما بين 9-16 بالمائة. وقلنا أن موجة قاع قادمة، وأن جميع استطلاعات الرأي ستكون خاطئة وأننا سنفاجئ الانتخابات، وعندما نقيم هذه الانتخابات من حيث الأهداف والغايات التي وضعناها أمام المجتمع، فقد جعلنا القومية التركية والكمالية على أجندة البلاد. لقد جعلنا القوميين الأتراك مفتاحًا لموقف الحزب الرئيس الذي نشأ من خلال حزب الشعوب الديمقراطي.
وأضاف أوغان: تمر تركيا بمنعطف حرج. نحن نرى أن هناك مشاكل كبيرة تحتاج إلى معالجة عاجلة بشأن أربع قضايا رئيسة. الأولى هي قضية طالبي اللجوء في تركيا هي قضية قد يكون لها تكاليف أمنية واقتصادية واجتماعية في العمليات المستقبلية في بلدنا.. وثاني هذه القضايا الأساسية هو واقع الزلازل في تركيا.. والقضية الثالثة، إنه: يجب إعادة النظر في السياسات الموجهة للفائدة في اقتصادنا.. والقضية الرابعة، بشأن إزالة الامتدادات السياسية للإرهاب من السياسة التركية، في إشارة على ما يبدو إلى الأحزاب الكردية التي يصنفها البعض امتدادًا لحزب العمال الكردستاني.
أول رد فعل من كليجدار أوغلو على قرار سنان أوغان
وبادرت الصحف التركية، بنشر تعليق المرشح الرئاسي عن تحالف الأمة، كمال كليجدار أوغلو، على قرار مرشح تحالف الأجداد، سنان أوغان، بدعم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في الجولة الثانية من الانتخابات التركية.
- وقال كليجدار أوغلو في تدوينة على تويتر: «من الواضح من الذي يؤيد بيع هذا الوطن الجميل! نحن قادمون لإنقاذ هذا البلد من الإرهاب واللاجئين. هذا استفتاء وليست انتخابات».
وأضاف أوغلو: لا أحد يستطيع أن يخدع أحدًا بعد الآن. أدعو مواطنينا وجميع شبابنا الذين لم يصوتوا أن يأتوا إلى صناديق الاقتراع.
أردوغان يتحدث عن خطة لعودة اللاجئين السوريين طواعية إلى بلادهم
ونقلت صحيفة أحوال التركية، تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن بلاده تدعم منذ البداية العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين، مشيرًا إلى عودة الآلاف منهم إلى الشمال السوري.
- جاء ذلك في مقابلة مع التلفزيون التركي «تي آر تي» مساء أمس الاثنين، تطرق خلالها إلى جهود بلاده من أجل تهيئة الأرضية المناسبة لعودة اللاجئين.
وأضاف: منذ البداية، ندعم العودة الطوعية والآمنة للاجئين، وقد عاد نحو 560 ألف لاجئ إلى المناطق المطهرة من الإرهاب «شمالي سوريا».
ولفت إلى أن العدد سيزداد كلما تم تطهير المزيد من الأراضي في سوريا من التنظيمات الإرهابية، كما أن مسألة عودة اللاجئين مدرجة على أجندة مسار الحوار الرباعي المتواصل بين تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري، وأن هناك مؤشرات إيجابية للغاية بهذا الخصوص.
- وردًا على سؤال ما إذا كان هناك جدول زمني محدد بخصوص عودة اللاجئين؟ أوضح أردوغان، أنه بعد الانتهاء من الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، التي ستجري الأحد المقبل، يمكن وضع خارطة طريق بخصوص اللاجئين.
إمام مسجد يدعو للتسليح عشية الانتخابات التركية
وفي ظل مناخ من التوتر والترقب الحذر لنتيجة الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، نشرت الصحف التركية واقعة مثيرة للتساؤلات مع هواجس القلق، من دعوة إمام مسجد للتسليح عشية الانتخابات التركية.. ونشرت الصحف تقارير حول الواقعة جاء فيها: فتحت هيئة الشؤون الدينية في تركيا تحقيقًا في دعوات للتسليح عشية الانتخابات، أثارها إمام أحد الجوامع في منطقة سلطان غازي بمدينة إسطنبول.
- وكان موقع BirGün قد تداول مقطع فيديو لإمام مسجد جاباجي، مراد جوندوغدو، وهو يدعو الحضور للتسلح خلال خطبة الجمعة.
وقال إمام المسجد: «جهزوا أسلحتكم عشية الثامن والعشرين من مايو الجاري. لدي سلاحان ممتلئان بالذخيرة. كم عانينا منكم؟ كم عانى هذا البلد منكم على مدار 80 عامًا؟ كم عانى من نسل الأرمن؟ قدمنا كل هذا الكم من الشهداء».
