الصحف التونسية: انتهى زمن «الحوار المسرطن» وبدأت صناعة التاريخ في جغرافيا الفساد
تركز اهتمام الصحف التونسية، الصادرة اليوم الإثنين، على ما وصفته بـ «الحرب على الفساد والمفسدين»، وتوجه الرئيس قيس سعيد لمواصلة حملات التطهير لجغرافبا الفساد، من أجل صناعة تاريخ تونس الجديدة.. وفي نفس الوقت تساءلت الصحف التونسية عن سبب تأخير إعلان رئيس الجمهورية للحكومة الجديدة؟ وأشارت إلى احتمالين: إما تريث الرئيس قيس سعيد في مسالة اختيار رئيس الحكومة وهو تصرف يبدو حكيما ومنطقيا ..وإما أن الرئيس سيفاجأة الجميع بخطوة غير متوقعة في اتجاه تغيير المعادلة الحالية وتقويض النظام السياسي الحالي.
لماذا تأخر الإعلان عن رئيس حكومة جديد ؟
وتحت نفس العنوان،كتبت جريدة «الصحافة اليوم»: يبدو أن رئيس الجمهورية ما يزال إلى حد الآن غير مستعجل على تسمية رئيس حكومة جديد رغم مرور أكثر من عشرة أيام على تنحيته حكومة هشام المشيشي برمّتها،وعلى الرغم أيضا من أن الظرف لا يحتمل فراغا بهذا الحجم، ورغم تصاعد الدعوات من طرف القوى الحية في البلاد والمنظمات والشخصيات ومن الدول الصديقة والشقيقة لقيس سعيد من أجل الإسراع بتعيين رئيس حكومة جديد وتنصيب حكومة تتولى مقاليد إدارة البلاد.
وما يزيد الأمر غموضا في هذا الشأن هو تصريح المستشار لدى رئيس الجمهورية، أن «رئيس الجمهورية قيس سعيّد، لديه إدراك ووعي حقيقيين بنبض الشّارع وبكلّ ما يدور ويقال، وهو يشتغل بكل ثبات وفق رؤية واضحة». وهو ما يعني أن الرئيس لم يحسم أمره بعد وأن الإعلان عن رئيس حكومة جديد سيأخذ مزيدا من الوقت ما يجعل من هذه المسألة لا تنضوي ضمن الأكيد والضروري جدا والعاجل.
- ولعل الأيام القادمة ستوضّح إن كان في نيّة رئيس الجمهورية اختيار رئيس حكومة جديد أو مفاجأة الجميع بخطوة غير متوقعة في اتجاه تغيير المعادلة الحالية وتقويض النظام السياسي الحالي بما يغير المشهد السياسي برمّته ويقلب موازين اللعبة في قادم الأيام.
صناعة التاريخ في جغرافبا الفساد
وكتبت صحيفة الشروق في افتتاحيتها، تحت عنوان «صناعة التاريخ في جغرافبا الفساد»: بدا واضحا أن الرئيس قيس سعيد «مقبل وغير مدبر»على ما اعتبره صناعة تاريخ جديد لتونس، فلا «مجال للعودة إلى الوراء »، ولا حوار مسرطن أو مع خلايا مسرطنة ، والحوار فقط مع الشرفاء الصادقين.. قيس سعيد ، حسم أمره منذ يوم 25 يوليو/ تموز الماضي، ربما بعد تحقيق ودراسة مستفيضة للواقع السياسي والحزبي والإداري والأمني التونسي.
وأضافت الصحيفة: «أعشاش الدبابير» التي تلاعبت بقوت الشعب التونسي تكاثرت وتناسلت وآن الآوان لاستئصالها ومحاسبتها بـ «نار القانون».. وبالقانون يمكن صناعة تاريخ جديد لتونس التي عبث بها حكام وأحزاب ومحتكرون وتجار موت بعضهم ربما يفكر اليوم في الهرب ومغادرة البلاد ..طريق صناعة تاريخ جديد لتونس في جغرافيا الفساد ، ليست مسؤولية الرئيس فقط، بل مسؤولية الجميع، فأعشاش الدبابير كثيرة في بلد أفرز في السنوات الأخيرة فاسدين ومفسدين.
انتهى زمن «الحوار المسرطن»
وقالت سناء سلامة، في جريدة «الصحافة اليوم»: لقد دأب رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال الأيام الموالية لإعلانه عن الاجراءات الاستثنائية يوم 25 يوليو/ تموز 2021 على عقد لقاءات بعدد من الرؤساء المديرين العامين لعدد من المؤسسات والمنشآت العمومية الحيوية والتي لها علاقة وتأثير مباشر او غير مباشر على حياة المواطنين. وآخر هذه اللقاءات ذلك الذي جمعه بالمدير العام لديوان الحبوب بشير الكثيري، والذي استغله سعيد لتمرير جملة من الرسائل السياسية الضمنية الى عدد من الأطراف السياسية لا سيما عند حديثه عن انتهاء عهد القمح المسرطن المورّد من الخارج، ونهاية زمن «الحوار المسرطن»، وعن رفضه لأي حوار سياسي مسرطن أو خلايا سياسية مسرطنة.
قيس سعيد: تونس ستستعيد مكانتها ولن تكون لقمة سائغة وستتخلص من كل الأدران
وكتبت صحيفة «جمهورية» التونسية: أكد رئيس الدولة على أن تونس ستستعيد مكانتها ولن تكون لقمة سائغة وستتخلص من كل الأدران، وسيبقى الشعب التونسي مرفوع الرأس أينما حل لا يقبل غير العز بديلا، وتوجه رئيس الجمهورية بجزيل الشكر للقوات المسلحة العسكرية والأمنية ولكافة المتدخلين في أيام التلقيح المكثف، وثمّن حسهم الوطني العالي وشعورهم الكبير بالمسؤولية ووقوفهم الثابت على جبهة واحدة ومساهمتهم في صنع تاريخ جديد لتونس بفضل عزيمتهم الصادقة وإرادتهم القوية.
مقدار من الجراة يفيد بعد 25 يوليو
وتساءلت الباحثة التونسية، آمال قرامي، في صحيفة «المغرب» التونسية: هل بالإمكان «طيّ صفحة الماضي» مثلما يُطالب بذلك بعض قياديّي النهضة ؟ يبدو أنّ أغلب قياديّي النهضة الحاضرين في مختلف وسائل الإعلام لتحليل ما حدث من وجهة نظرهم، أو لبيان موقف الحزب من «الانقلاب» و«التدابير»، لم يستوعبوا بالقدر الكافي، ما حدث، ولم يدركوا أنّ مطلبا من المطالب الرئيسية التي ظهرت منذ انطلاق مسار العنف السياسي، هو الكشف عن الحقيقة والاعتراف بمسؤوليّة الحزب في اغتيال الشهيدين «بلعيد والبراهمي»، وفي تسفير الشباب إلى بؤر التوتّر والصراع فضلا عن قائمة أخرى من الجرائم التي ارتكبت في حقّ التونسيين.
- ومادام القياديون لا يملكون الجرأة لمواجهة ماضيهم والتعامل إيجابيّا مع الحاضر وتحديد مسؤولياتهم ثمّ تقديم الاعتذار فلن يكون مطلب «طيّ الصفحة» قابلا للتنفيذ.