تناولت الصحف السودانية، الصادرة اليوم الأحد، ردود الفعل وتداعيات الاتفاق والتوافق بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير.. ونقلت الصحف وصفا لأجواء التفاوض، التي شهدت حالات من التوتر والقلق والخوف، وأيضاً حالات إنسانية تخللتها الدموع، لكنها أفلحت في النهاية في التوصل إلى اتفاق، بعد جلستين طويلتين في يومين متتاليين.. وأوضح مصدر شارك في الاجتماع، أن المجلس العسكري كان قلقاً في البداية، ويخشى «مكائد الإسلاميين»، وأن نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، كان يخشى من تأجج الأوضاع والخروج في «مسيرات مليونية» مما يزعزع الأوضاع في البلاد، لذلك كان يرى «ضرورة مسايرتهم». وبحسب المصدر، فإن المجلس العسكري كان يرى أن «عدوه الأول» هو الإسلاميون والنظام القديم.. وأوضح أن التفاوض شابه كثير من التوترات، وتبودلت خلاله مشاعر إنسانية، ومن بينها «الفرح اللافت» من قبل نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، و«الدموع التي سالت على خديه»، وقوله في ختام التفاوض لوفد الحرية والتغيير: «نحن أيضاً نخشى أن تتصارعوا أنتم وتضيع الفترة الانتقالية».
«حميدتي» حسم الأمر لصالح الاتفاق
وذكرت الصحف أن الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتي»، نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، حسم الأمر لصالح الاتفاق، حين بدا المفاوضون من جانب {العسكري} متشددين في مطالبهم، خصوصاً رئيس اللجنة السياسية الفريق شمس الدين الكباشي، ونائبه ياسر العطا، والأمين العام للمجلس برتبة لواء، لكن الفريق حميدتي ألزمهم بقبول الاتفاق. وكان الكباشي يبدو مستاءً، وكان يكثر من الخروج والدخول بحجة التدخين، لكنه لم يكن راضياً عما تم التوصل إليه، غير أن أمين المجلس العسكري، برتبة لواء، كان أكثر تشدداً من الآخرين، ثم جاءت معضلة تكوين لجنة التحقيق المستقلة في الجرائم التي ارتكبت في أثناء فض الاعتصام وما بعده، وكان النص المقترح أن تُكون اللجنة برقابة إقليمية، لكن (العسكري) رأى أن تكون وطنية، وهو ما وافقت عليه قوى الحرية والتغيير.
الاتفاق مع « قوى التغيير» بداية مرحلة جديدة في تاريخ السودان
وأشارت الصحف إلى أن الاتفاق أصبح رهن صدق النوايا مستقبلا، ليدشن مرحلة جديدة في تاريخ البلاد.. ونقلت الصحف تأكيد نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول حميدتي، أنّ الاتفاق بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحُرية والتّغيير، يحتاج لتكاتُفٍ وتعاونٍ، والعمل على تحويل السودان إلى دولة قانون..ووصف الاتفاق بأنه يُمثل بداية مرحلة جديدة في تاريخ السودان..وقال إن سياسة نظام الرئيس السابق عمر البشير خلال حكمه للبلاد (30) عاماً، فاقمت من مُعاناة الشعب السوداني، ونوّه للرواتب الزهيدة التي كانت تُمنح في عهد النظام السّابق، وأكّد أنّ المجلس يضع تحسين ظروف السودانيين باعتبارها أولوية قُصوى، وأضاف: علينا أن ننبذ أيِّ عنصرية أو قبلية أو أيِّ جهوية ويجب أن يكون هدف السودانيين خدمة البلاد.
إلغاء جدول التصعيد والعصيان المدني
أعلنت قوى الحرية والتغيير في أول خطوة لخفض التصعيد مع المجلس العسكري بعد الاتفاق، جدولاً جديداً للعمل الثوري يتضمن إلغاء «مليونية وعصيان مدني وإضراب سياسي). ويبدأ الجدول الجديد باجتماعات لجان الأحياء والمناطق بالعاصمة القومية والأقاليم حول واجبات المرحلة المقبلة كوضع خطط وبرامج عمل لكيفية تصفية تركة النظام البائد، وبدء فعاليات المدن والأقاليم باسم واجبات المرحلة الانتقالية «ندوات، ورش عمل واجتماعات»
«المهدي».. عرّاب سياسي
وأبرزت الصحف تأكيد زعيم حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، عدم القبول بأي وظيفة خلال المرحلة الانتقالية، وأوضح أنه سيكتفي بلعب دور العرّاب السياسي، وأنه لن يكون ضمن المرشحين للانتخابات المقبلة، وتعهّد بالعمل بكافة الوسائل لإقناع الحركات المسلحة بالانضمام لعملية السلام..وشدد على أن رئيس الوزراء المرتقب للفترة الانتقالية يجب أن يُرضِي كل المقاييس الوطنية، وعبر عن أمله في أنه يتم الاتفاق عليه، لأنه يتوقع أن تكون هناك خلافات.. ونوه «المهدي» إلى نيته رفع يده عن المهام الحزبية والتنفيذية، ولفت إلى أنه يملك مهام كثيرة، من بينها قومية، وأخرى دولية، وقال إنه سيصرف نفسه خلال الفترة الانتقالية لهذه المجالات.
تباين المواقف وردود الفعل تجاه الاتفاق بين العسكري والتغيير
وذكرت الصحف أن مواقف التيارات والقوى السياسية والحزبية والشعبية تباينت تجاه تقييمها للاتفاق الذي تم مع الساعات الأولى من صباح أمس، بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير، ويرى البعض أنه جاء ملبياً لطموحات الشعب السوداني، وبعض القوى السياسية تؤكد أنه بمثابة خطوة للأمام نحو الاستقرار وفتح الباب أمام اتفاقيات جديدة، وتحقيق عملية سلام شامل، فيما رأت بعض القوى السياسية أن الاتفاق جاء ناقصاً لأنه لخص جملة الاتفاق على المركز دون التطرق للولايات في كيفية تعيين الولاة ورؤساء المجالس التشريعية، بل وعابوا عليه بعض الوساطات التي ستتخذ من وساطتها وصاية تحدد معها من يمثل الشعب السوداني دولياً وإقليماً، ولكن الإطار العام جاء مرحباً بالاتفاقية من حيث الشكل حقناً للدماء ووقفاً للتصعيد من أجل العملية التنموية في البلاد وبداية مشوار جديد في صفحة السودان.. وقال المحامي والقيادي بحزب المؤتمر الشعبي، أبوبكر عبد الرازق، إنْ تجاوزنا شيطان التفاصيل فإنه اتفاق ممتاز سيخرِج من البلد مما هي فيه من وحدة، ويخرج قوى إعلان الحرية والتغيير من حرج، ويخرج المجلس العسكري مما هو فيه من فراغ دستوري.
المهدي يتوقع خلافات حول اختيار رئيس الوزراء
وعرضت الصحف السودانية، الصادرة اليوم السبت، تقارير وتحليلات سياسية ومتابعات وأخبار مهمة، في صدر صفحاتها الأولى، تحت عناوين: (قوى التغيير) تتوافق على (حمدوك) رئيساً للوزراء..نائبان من البرلمان المنحل يطلبان اللجوء السياسي في كندا..«البرهان» تتعهد بحماية الاتفاق للإيفاء بحق وحلم الشعب السوداني..«الحرية والتغيير»: حميدتي لعب دوراً حاسماً في الوصول إلى الاتفاق..المهدي يغلق باب الترشح في الانتخابات ويتوقع خلافات حول اختيار رئيس الوزراء..«البرهان»: الشعب السوداني أعاد تشكيل التاريخ..الحرية والتغيير تلغي العصيان المدني الذي كان مقرراً له الأسبوع المقبل..«حميدتي»: سنحاسب الفاسدين (من أين لك هذا) منذ 1989..(العسكري): الاتفاق مع (التغيير) مرحلة جديدة بتاريخ السودان..أنباء عن عودة الإنترنت مع تعطيل تطبيقات (VPN)..اللجنة المشتركة لإعداد الاتفاق النهائي بين «العسكري» و«قوى التغيير» تباشر أعمالها.
