الصحف السودانية: الخروج من النفق المظلم.. والحكومة الجديدة الثلاثاء
أبرزت الصحف السودانية، الصادرة اليوم السبت، اتفاق المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير على وثيقة دستورية تمهد الطريق أمام تشكيل حكومة انتقالية،ووصفته بأنه «خروج رسمي وشرعي» من النفق المظلم، ويجسد الحصاد الأخير للثورة الشعبية السودانية.. اتفق الطرفان ولم يتبق سوى التوقيع، بعد أن تم تجاوز نقاط الخلاف الكبيرة .. وهي: تغيير اسم الدعم السريع، وتحديد مهام مخصصة له وهيكلتها، ثم دمجها في وقت لاحق للقوات المسلحة..وهيكلة القوات المسلحة وإعادة هيبتها وجعل مهامها فقط دفاعا عن الوطن والمواطن.
التوقيع غدا.. والحكومة الثلاثاء
وذكرت الصحف، أن قوى الحرية والتغيير تقوم حاليا بترتيب أوراقها لعرض حكومتها خلال الأسبوع، والمتوقع التوقيع النهائي على الإعلان الدستوري غداً، وإعلان الحكومة الانتقالية الجديدة يوم الثلاثاء، ويسبقه الإعلان عن اسم رئيس الوزراء الذي سيتم تعيين الوزراء بعد مشاورته..وتقوم الآن عدة جهات سودانية وطنية مقيمة بالخارج بدراسة الوضع الاقتصادي ولديهم خطط معدة مسبقاً لنقل الدولة من هذه الأزمات، إضافة لمبالغ مالية ضخمة سيتم ضخها في بنك السودان المركزي لموازنة العام الأول ..
الانتصار الشعبي
وأشارت الصحف السودانية، إلى المناخ العام الذي يخيم على السودان، عقب التوافق على الوثيقة الدستورية، مع تجمع مئات المواطنين في شارع النيل، الشارع الرئيسي في العاصمة الخرطوم، وأطلقوا أبواق سياراتهمن وهتفوا قائلين «انتصرنا» وردد آخرون النشيد الوطني.. بينما اعلن وسيط الاتحاد الأفريقي إلى السودان، محمد حسن لبات، في الساعات الأولى من صباح اليوم السبتن أن المجلس العسكري الانتقالي والمعارضة اتفقا على وثيقة دستورية، بعد أسابيع من المفاوضات المطولة التي توسط فيها الاتحاد الأفريقي وإثيوبيا وسط أعمال عنف متفرقة في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى..وأضاف أن الجانبين يواصلان اجتماعاتهما هذا المساء للترتيبات الفنية لتنظيم مراسيم التوقيع الرسمي على الوثيقة. وستؤذن ممارسة الحكومة الانتقالية مهام عملها ببدء فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات من المتوقع أن تقود إلى انتخابات..واستقرار السودان حاسم بالنسبة لأمن منطقة مضطربة تمتد من القرن الأفريقي إلى ليبيا ويعصف بها الصراع والتنافس على السلطة..وكانت هناك نقطتا خلاف رئيسيتان بين الجانبين هما دور جهاز المخابرات العامة وقوات الدعم السريع، أقوى قوة شبه عسكرية في السودان.
الضبط اللغوي والصياغة القانونية
ونقلت الصحف عن مصدر بقوى إعلان الحرية والتغيير، أن اللجنة الفنية ستعمل على وضع جدولة زمنية لتشكيل الحكومة المدنية في السودان، وفي البداية سيعلن تشكيل مجلس السيادة ورئيس الوزراء، وبعدها سيتم إعلان الحكومة، وكل تلك المراحل تتم في جدولة زمنية سنتفق فيها مع المجلس العسكري..وأشار المصدر إلى أنه من أهم بنود الاتفاق الدستوري إقرار تبعية جهاز المخابرات العامة إلى مجلسي السيادة والوزراء.. وقال عضو تفاوض عن قوى إعلان الحرية والتغيير السودانية، بابكر فيصل، إن التوقيع على الاتفاق النهائي مع المجلس العسكري سيكون غداً الأحد، وأن الطرفين أكملا اتفاقهما على وثيقية الإعلان الدستوري، وماتبقى فقط هو عمل اللجان الفنية المتعلق بالضبط اللغوي وأعمال الصياغة القانونية.
توجيه دعوات لعدد من رؤساء الدول المجاورة والصديقة
وذكرت الصحف، نقلا عن مصادر بقوى الحرية والتغيير، أن اللجان الفنية المشتركة ستنيهي أعمالها خلال اليوم..وسيتم توجيه الدعوات لعدد من رؤساء الدول المجاورة والصديقة، لحضور مراسم تكوين الحكومة الجديدة.
الثورة قدر إلهي.. والجيش السوداني مستهدف
ونقلت الصحف عن السياسي المخضرم ومؤسس اللجان الثورية، عبد الله زكريا، أن الثورة قدر إلهي، ولا يمكن لألف حزب أن يعملوا ثورة ولو اجتمعوا، وقال إن هناك استهدافاً خفياً للجيش، محذراً من المساس به، لأنه حامي الأرض والعرض، داعياً إلى ضرورة مساومة الحركات المسلحة ودمجها في الجيش.. وقال: إن السودان لا يحتمل أن يستمر في وضع عدم الاستقرار الذي وُضِع فيه بدون حكومة طوال الفترة الماضية، لذلك حتى إذا كانت هناك عيوب في الاتفاق فبالمُمارسة يمكن تصحيح المسار وتجاوز تلك العيوب، نريد حكومة ممثلة في مجلس الوزراء بسرعة كبيرة ليتحرك دولاب الحياة، والتقييم الحقيقي بعد أن يكتمل الاتفاق، واعتقد أن هنالك مفاهيم يجب أن نتحدث حولها بصراحة، في العصر الحديث الدولة تُعرَف بالجيش، فالدولة أرض وشعب، مَن الذي يحرس الأرض والشعب؟ الجيش أليس كذلك؟ أما تسمية حكم «ثورة الإنقاذ» إنه حكم الجيش أو حكم العساكر، تسمية خاطئة، هو حكم حزب الإخوان المسلمين حتى لو كان البشير عسكرياً، ولكن هناك استهداف خفي للجيش، وأنا شخصياً أرفض أي مساس به.
تفاصيل جديدة عن اتفاق «التغيير» و«الثورية»
وكتبت صحف الصيحة ، إن الرئيس السابق لحزب المؤتمر السوداني، إبراهيم الشيخ، كشف عن توصّل طرفي التفاوض«قوى إعلان الحرية والتغيير» و«الجبهة الثورية» لمقترحاتٍ بشأن تمثيل مجلسي الوزراء والسيادة في الفترة الانتقالية أحدها « 5+5+1» والآخر «5+5+1+4»..وقال الشيخ في تصريحاتٍ للصحيفة: إنّ المجموعات الحاملة للسلاح ستمثّل بـ«4» مقاعد إضافية تشمل كل المجموعات بما فيها عبد العزيز الحلو وعبد الواحد نور..والمقترح الثاني بنسبة «3+3+1» بدلاً من«5+5+1» حال لم يقبل به المجلس العسكري أو يجد مساحة من التنفيذ. ويتضمن المقترح أن يؤجّل المجلس العسكري تسمية «2» من مجموعته، وأنّ تتنازل «قوى الحرية والتغيير» عن مقعدين لـ«الثورية»..والمقترح غير معلن وتم الاتفاق عليه بالتراضي.
السودان يواجه «نقطة انعطاف» وواشنطن على الهامش
وأشارت الصحف إلى تقرير حديث بموقع صحيفة (ذا هيل) المحسوبة على الكونجرس الأمريكي، قال إن السودان يواجه «نقطة انعطاف» وعندما أطاح المجلس العسكري الانتقالي بالرئيس المخلوع البشير ظلت الولايات المتحدة على الهامش، على عكس العشرين عاماً الماضية التي شهدت انخراطاً كبيراً وفاعلاً من قبل واشنطن في الشأن السوداني، ولعبت فيه دوراً بارزاً في إيقاف الحرب الأهلية بين السودان شماله وجنوبه. واعتبرت الصحيفة أن موقف الولايات المتحدة الحالي بشأن أكثر التغييرات التاريخية في السودان منذ ثلاثة عقود، خروجًا صارخًا عن الماضي، سيما عقب مواقفها من جرائم دارفور، وانفصال جنوب السودان..ويرى التقرير أن هنالك ضرورة للتعبير العلني الواضح من جانب الولايات المتحدة للمعالم المحددة لعملية انتقال سياسي تستحق الدعم الأمريكي.. وقالت الصحيفة : إنه في الوقت الحالي، لا يوجد سبب يدعو إلى التفاؤل بأن الترتيبات التي يتم التفاوض بشأنها ستمكّن، في الواقع، صانعي القرار المدنيين، على النحو المطلوب من قبل الاتحاد الإفريقي، من الوصول إلى حكومة انتقالية تتبع أجندة إصلاح هادفة..وأضافت الصحيفة، يجب على الولايات المتحدة أن تضع معايير محددة لأجندة سياسية بقيادة مدنية تستحق الدعم المالي الدولي، بما في ذلك فصل القطاع الاقتصادي عن الأجهزة الأمنية، وإصلاحات القطاع الأمني لإقامة رقابة مدنية، وبسط الحريات المدنية وحماية الأقليات، وإنشاء سلطة قضائية مستقلة، وآلية ذات مصداقية لإنفاذ الترتيبات الانتقالية.
«آبي أحمد» يحذِّر من تدخل جهات خارجية في الشأن السوداني
ونقلت الصحف عن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أن المفاوضات السودانية حققت خطوات إيجابية، بفعل الجهود الكبيرة التي بذلت والتي بدأت تؤتي ثمارها وتحقق نتائج جيدة..واشار «آبي» إلى مخاطر التدخلات من جهات خارجية ــ لم يسمها ــ في الشأن السودان، قائلاً: (كما تعلمون عندما تضعف الدول تقوم القوى التي لديها أطماع توسعية بالتدخل في شؤونها). وأضاف قائلاً: (إن تعدد الأطراف المشاركة في المفاوضات ووجود جهات أخرى تحاول التدخل سيخلقان مشكلات)، وعبر آبي عن تفاؤله بتوصل الأطراف السودانية إلى حل يرضي الجميع، ويكون الشعب السوداني هو الرابح.
«المدنية» تعبر المتاريس.. وتحل المجلس العسكري
وعرضت الصحف السودانية، الصادرة اليوم السبت، تقارير وتحليلات سياسية ومتابعات وأخبار مهمة، في صدر صفحاتها الأولى، تحت عناوين: مبادرة عربية لرفع العقوبات عن السودان..(العسكري): نمتلك معلومات عن عمليات القتل في أم درمان..التغيير: الشعب موعود بأخبار سارة بشأن تشكيل المدنية..(المهنيون): ماضون في استلام الدولة المدنية عنوة واقتداراً..الحرية: بمجرد التوقيع على الوثيقة سيتم حل (العسكري)..المدنية تعبر المتاريس..الوساطة الأفريقية: مشاركة دولية وإقليمية في حفل التوقيع النهائي..محاسبة والي شمال كردفان في أحداث الأبيض وفصل«9» من«الدعم السريع» لمحاكمتهم..الجماهير تخرج احتفالاً بالانتصار..تعيين رئيس الوزراء خلال«4» أيام..«الجبهة الثورية»: تم تضمين وثيقة السلام المنجزة في أديس أبابا داخل الإعلان الدستوري..عبد الحي يوسف: الوثيقة الدستورية خلت من الإشارة لدين الدولة ومصدر التشريع.. (البشير): لم يعد يهمني شيئاً بعد وفاة والدتي.
